Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 00:16

لماذا نحتفل باليوم العالمي للمدن؟

في الحادي والثلاثين من أكتوبر من كل عام، يتحد العالم للاحتفال باليوم العالمي للمدن، وهو مناسبة أطلقتها الأمم المتحدة لتسليط الضوء على أهمية التنمية الحضرية المستدامة ودور المدن في تحسين حياة البشر. فالمدن لم تعد مجرد تجمعات سكانية، بل أصبحت مراكز للحضارة والابتكار والفرص، وفي الوقت نفسه ساحات للتحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. ويهدف هذا اليوم إلى دعوة الجميع، من الحكومات إلى الأفراد، للتفكير في كيفية جعل مدننا أكثر استدامة وإنصافًا وازدهارًا في المستقبل. أصل اليوم العالمي للمدن وأهدافه الأساسية بدأ الاحتفال باليوم العالمي للمدن رسميًا في عام 2014، بعد أن أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها الصادر عام 2013. ومنذ ذلك الحين، يتم تخصيص شعار مختلف كل عام يسلط الضوء على جانب من جوانب التنمية الحضرية، مثل "مدن أفضل لحياة أفضل" و"الابتكار من أجل حياة حضرية مستدامة". الهدف الأساسي من هذا اليوم هو تعزيز التعاون بين الدول وتبادل الخبرات حول كيفية التعامل مع التوسع العمراني السريع، وتحديات الإسكان، والبنية التحتية، وإدارة الموارد. كما يسعى إلى نشر الوعي حول حق الجميع في السكن الكريم، والوصول إلى الخدمات العامة، والعيش في بيئة صحية وآمنة. التنمية الحضرية بين التحديات والفرص تُعد المدن محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي والإبداع الثقافي، إذ يعيش اليوم أكثر من نصف سكان العالم في مناطق حضرية، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى نحو 70% بحلول منتصف القرن. لكن هذا النمو السريع يصاحبه تحديات ضخمة، مثل الازدحام والتلوث وتدهور الموارد الطبيعية. ومن هنا تأتي أهمية اليوم العالمي للمدن كمنصة لتبادل الحلول المبتكرة التي تحقق توازنًا بين التوسع العمراني والحفاظ على البيئة. فهناك مدن مثل سنغافورة وفانكوفر وأمستردام أصبحت أمثلة حية على كيفية تطبيق مفاهيم “المدن الذكية” التي تستخدم التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة وتقليل الأثر البيئي. كما أن تعزيز النقل العام، وزيادة المساحات الخضراء، واستخدام الطاقة المتجددة تعد من السياسات التي تحتل أولوية في رؤى المدن الحديثة. دور المواطنين في بناء مدن المستقبل الاحتفال بهذا اليوم لا يقتصر على صناع القرار والمخططين، بل يشمل كل فرد يعيش في المدينة. فكل قرار يومي — من اختيار وسيلة النقل إلى استهلاك الطاقة والمياه — يسهم في تشكيل ملامح المدينة المستدامة. المبادرات المحلية، مثل إعادة التدوير والمشاركة في حملات التشجير أو دعم الأسواق المجتمعية، لها أثر مباشر في تعزيز التماسك الاجتماعي وتحسين البيئة الحضرية. كما أن الوعي الجماعي بأهمية التصميم المستدام والمساحات العامة الآمنة يخلق مدنًا أكثر إنسانية ومرونة أمام الأزمات، سواء كانت مناخية أو اقتصادية. يأتي اليوم العالمي للمدن كتذكير سنوي بأن المدن ليست مجرد مبانٍ وطرقات، بل كائنات حية تنبض بسكانها وثقافاتهم وتاريخهم. والاحتفال بهذا اليوم هو دعوة للعمل الجماعي نحو مدنٍ أكثر عدلاً وذكاءً واستدامة، مدنٍ تضع الإنسان في قلب تطورها وتمنح الأجيال القادمة الحق في العيش في بيئة آمنة ومزدهرة. ففي نهاية المطاف، بناء مدينة أفضل يعني بناء مستقبل أفضل للجميع. تم نشر هذا المقال على موقع سائح