Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 26/Oct 20:33

صراع نفوذ لا ينتهي.. ماذا وراء عسكرة الكاريبي؟

منذ وصول تشافيز لسدة الحكم الفنزويلي، انقلبت معادلة العلاقات بين واشنطن وكاراكاس من الابتسامات والدبلوماسية، إلى الخطابات المناهضة للولايات المتحدة، ورفض الهيمنة على ثروات أميركا اللاتينية، لتبدأ فصلًا جديدًا من العلاقات المتوترة بين البلدين.  وبعد تسلّم نيكولاس مادورو السلطة، اتهمت واشنطن فنزويلا بتقويض الديمقراطية وقمع المعارضة. عندها، فُرضت العقوبات واشتدّ الخناق المالي والاقتصادي، حتى غدت فنزويلا معزولة عن النظام المصرفي العالمي. أعلنت واشنطن عقوبات طالت النفط والذهب والطيران والمصارف، لتشلّ شريان الاقتصاد الفنزويلي. لكنها أبقت “نوافذ صغيرة” مفتوحة، مثل تراخيص مؤقتة لشركة تشيفرون الأميركية لتصدير النفط مقابل التزامات سياسية.  ومع كل خطوة انتخابية مثيرة للجدل، كانت واشنطن تشدّ أو تُرخي حبل العقوبات. تداخلت ملفات الطاقة بالهجرة؛ ما دفع لمغادرة أكثر من 7 ملايين فنزويلي. واشنطن ربطت تخفيف العقوبات بتعاون كاراكاس في إعادة المرحَّلين.  هكذا تحوّل النفط واللاجئون إلى أوراق تفاوض حساسة، تُستخدم كأدوات ضغط متبادلة بين البلدين. في 2025، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات ومدمرات إلى الكاريبي، مبرّرةً خطوتها بـ”مكافحة المخدرات”.  فنزويلا ردّت بمناورات ضخمة ودعوة الميليشيات للدفاع عن “الجمهورية ضد الغزو”. كان المشهد أقرب إلى حرب باردة مصغّرة تدور بين واشنطن وكاراكاس على مقربة من السواحل اللاتينية. في الوقت ذاته، كانت أصول فنزويلا في الولايات المتحدة تُباع بالمزاد العلني.  شركة “CITGO”، التابعة لفنزويلا، وُضعت تحت وصاية القضاء الأميركي لسداد ديون الشركات المتضرّرة من التأميم.   بالنسبة لكاراكاس، كان ذلك “نهبًا منظّمًا لأموال الشعب”، وبالنسبة لواشنطن “تطبيقًا صارمًا للقانون”. اليوم، يقف البلدان عند مفترق حاسم: الولايات المتحدة تبحث عن موازنة بين الضغط والعقاب، بينما تراهن فنزويلا على تحالفاتها مع روسيا والصين وصمودها النفطي.