Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 15/Oct 22:11

معرض “ريشة وقلم”.. لوحات تنبض بالشاعرية والجمال

العمل الفني دليل على عبقرية مبدعة، وسعة خيال خصب، ورقي في المفهوم الجمالي، ودقة في المهارة الفنية، يجذب الناس إليه، ويوحد اتجاهات أنظارهم، ويطلعهم على رؤى جمالية تسهم في تأليف جمهور خاص تتكون عند أفراده إحساسات مشتركة ومفاهيم بديعية متقاربة وطاقات إبداعية متكاملة.  فالعمل الفني يفتح جسور التلاقي الإنساني، وهو ما ينطبق على معرض “ريشة وقلم” المقام حاليا في مقر مؤسسة المبرة الخليفية بالرفاع ويستمر لغاية 18 أكتوبر الجاري، والذي اشتمل على لوحات فنية مستوحاة من نصوص أدبية. بطبيعة الحال، تختلف التجربة الفنية عن الأدبية، غير أن الفنان المبدع قادر على أن يقدم مساحاته اللونية وتدرجاته الضوئية ورؤيته التشكيلية المستقلة عن النص الأدبي، وغالبا ما يكون شعرا، فيمنحه ترجمة بصرية حديثة ذات صلة بالنص، أو بمعنى أدق تتحول اللوحة إلى نص أدبي مرسوم. واللوحة بدورها شاهد مهم على مدى تأثر الفنان بما يدور حوله من أحداث ورؤى مباشرة، ويصل هذا التأثر أحيانا إلى تبدلات جوهرية في أسلوب التناول والتكوين، وفي ما تقدمه للمشاهد من حلول تشكيلية، غير أن أهمية التجربة تكمن في قدرة الفنان على إقناعنا بأن هذه التبدلات تظل جزئية أمام سيطرته التامة على التكوين، وعلى لغته التشكيلية التي تحافظ على جوهر تجربته الأصلية. لقد تحولت أعمال الشاعر علي الشرقاوي والشاعر علي عبدالله خليفة، والكاتب حسن مدن، والشاعر قاسم حداد وغيرهم من الأدباء والشعراء إلى لوحات منسجمة ومعبرة عن رؤية شاعرية للحياة؛ لأن الفن في جوهره تعبير عما يعتمل في الأعماق، وقد استطاع الفنانون المشاركون في المعرض – وعددهم نحو خمسين مشاركا – أن يعبروا كلٌّ بطاقته الذاتية العميقة عن العالم الداخلي للنص، لتبدو اللوحة أمام المتفرج كديوان شعر بصري تتقاطع فيه المؤثرات والانفعالات إن معرض “ريشة وقلم” تجربة فنية رفيعة تبوح بأسرار النصوص الأدبية، وتشكل فضاءً للاكتشاف الجمالي والإبداعي.