Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 20/Oct 13:55

ليس خيالاً.. أشجار تنتج ذهباً في فنلندا

اكتشف علماء في لافلاند الفنلندية وجود جزيئات ذهب تتكوّن داخل إبر شجر التنوب النرويجي، وذلك بفضل كائنات دقيقة تعيش داخل هذه الإبر. هذه البكتيريا تقوم بتحويل الذهب الذائب في التربة إلى جسيمات نانوية صلبة، صغيرة جدًا بحيث لا يمكن رؤيتها أو استخراجها، لكنها تحمل دلائل مهمة عمّا يوجد في باطن الأرض. أجرى الباحثون دراسات بالقرب من منجم كيتّيلا للذهب، حيث فحصوا 138 إبرة من 23 شجرة تنوب، ووجدوا الذهب في أربع منها. وتحت المجهر، ظهرت الجسيمات داخل أغشية حيوية بكتيرية. من خلال تحليل الحمض النووي، تبيّن أن هناك مجموعات ميكروبية معينة، P3OB-42، Cutibacterium، وCorynebacterium، كانت أكثر وفرة في الإبر التي تحتوي على الذهب. هذه الظاهرة تُعرف باسم التعدين الحيوي (biomineralization)، حيث تنتقل أيونات الذهب الذائبة مع الماء من التربة إلى داخل النبات، ثم تقوم الميكروبات الداخلية بتحويل هذه الأيونات إلى شكل صلب، مما قد يساعد في تقليل سمّية المعدن لكل من الشجرة والميكروب. النتيجة هي ما يشبه "غبار الذهب النانوي"، تُقاس أبعاده بأجزاء من المليون من المليمتر، وتُعدّ بمثابة سجل بيولوجي لحركة العناصر تحت الأرض، وليس مصدراً للذهب القابل للاستخدام. هذا الاكتشاف يُعزّز من قيمة الاستكشاف الجيوكيميائي الحيوي، الذي يعتمد على فحص النباتات والتربة للكشف عن آثار الخامات المعدنية المدفونة. فإذا تكررت أنماط وجود هذه الميكروبات مع الذهب في أوراق الأشجار، يمكن استخدامها كـبصمات حيوية تساعد في توجيه عمليات الاستكشاف، مما يقلل الحاجة إلى الحفر ويُخفف من التأثير البيئي. والأمر لا يقتصر على التنقيب؛ فالكيمياء ذاتها قد تُستخدم في تنقية المياه الملوثة، إذ يمكن لأشنيات تحمل مجتمعات ميكروبية مشابهة أن تلتقط المعادن من مياه الصرف الناتجة عن المناجم. بهذا المعنى، تصبح إبرة التنوب مستشعرًا حيًا، يسجّل حركة العناصر عبر الأنظمة البيئية ويكشف عن التعاون الخفي بين الحياة والجيولوجيا تحت أقدامنا.