Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 18/Oct 19:52

مهرجان الجونة يؤكد التزامه بدعم سينما غزة

في تأكيد جديد لدوره كمنصة سينمائية داعمة للأصوات الأكثر إلحاحاً، يعود هذا العام في مهرجان الجونة السينمائي برنامجه المميز "نافذة على فلسطين" للمرة الثالثة على التوالي، وذلك ضمن فعاليات دورته الثامنة . تكتسب اختيارات هذا العام أهمية بالغة، حيث تتضمن عرضاً خاصاً لأفلام وثائقية قصيرة، تأتي تحت مظلة مبادرة "من المسافة صفر وأقرب". تسلط هذه المجموعة السينمائية الضوء على تفاصيل الحياة اليومية والمعاناة الإنسانية لسكان قطاع غزة، متجاوزةً التغطيات النمطية لتروي قصصاً مباشرة من قلب الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها القطاع. أصبح برنامج "نافذة على فلسطين"، الذي انطلق لأول مرة عام 2023، ركيزة أساسية في المهرجان، حيث يوفر مساحة حيوية لإبراز الروايات الفلسطينية. ويشكل استمراره للعام الثالث رسالة واضحة حول التزام مهرجان الجونة بضمان وصول السينما الفلسطينية إلى جمهور عالمي واسع. جاءت فكرة مبادرة أفلام "من المسافة صفر" بهدف تمكين صُنّاع الأفلام في غزة من مشاركة رواياتهم من خلال الفن، وهي تركز على تفاصيل الحياة اليومية للسكان. وقد جرى إنتاج هذه الأفلام الجديدة بالتعاون بين "صندوق مشهراوي للأفلام وصناع السينما في غزة" وشركة "كورجين برودكشن" الفرنسية، يعتبر "من نقطة الصفر +" جزءاً من مشروع أساسي لإيصال صوت الفلسطينيين الذين يعيشون في خضم الحرب، وذلك من خلال سرد قصص إنسانية خام تظهر للعالم كيف تبدو الحياة في غزة. تجد هذه السلسلة القيّمة من الأفلام الوثائقية التي يقدمها شهود عيان استمراراً طبيعياً لها في مختارات "من نقطة الصفر +" الجديدة، والتي بدأت بـ 22 فيلماً قصيراً جداً تم عرضها في تجميع "من نقطة الصفر" في مهرجان كان العام الماضي. تضمنت المختارات الجديدة، التي تنبثق جميعها من جحيم غزة المدمرة بالقنابل. من المهم الإشارة إلى أن الكتّاب والمخرجين في هذا المشروع ليسوا مراسلين أجانب محترفين، بل هم من سكان غزة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في قلب النزاع. ووجهة نظرهم كـ"مطلعين من الداخل" تُغيِّر كل شيء. أكد المخرج رشيد مشهراوي أن الأفلام المعروضة هي نتاج عمل مخرجين ومخرجات من غزة، صنعوها "في ظل الحرب" ومن داخل مدينتهم المدمرة التي لم يغادروها. وأشار مشهراوي إلى أن دورهم يقتصر على التوجيه الفني، لمساعدة هؤلاء المبدعين في تقديم حكاياتهم بلغة سينمائية متميزة، على الرغم من ظروف التصوير البالغة الصعوبة. وقد عُرضت هذه الأفلام السبت وسط حضور كثيف، وشملت: فيلم "حسن" لمحمد الشريف، وفيلم "أحلام صغيرة جداً" لاعتماد وشاح، وفيلم "الأمنية" لأوس البنا.    "حسن"  ينتقل الفيلم إلى وجهة نظر ذكورية مع "حسن"، وهو بورتريه مؤلم وكاشف بعمق لفتى يبلغ من العمر 17 عاماً يجد نفسه في جنوب غزة، ومنفصلاً عن والديه وإخوته. الفيلم من إخراج وتصوير محمد الشريف بعاطفة شديدة، ويتتبع رحلة الصبي الخائفة عبر أنقاض المباني المدمرة بحثاً عن مكان آمن للنوم، سواء كان مستشفى أو مدرسة أو مطبخاً خيرياً، أو حتى الشارع. وهو مهووس بالرغبة في الانضمام إلى عائلته في الشمال، لكن في كل مرة يحاول فيها ذلك، تعيده القوات والقنابل أدراجه.   "أحلام صغيرة جداً"  يروي الفيلم، من إخراج اعتماد وشاح، بمنظور أنثوي عميق، المشكلات اليومية الدقيقة التي تُجبر النساء على التعامل معها عندما يصبحن لاجئات مع أطفالهن. تحدثت النساء أمام الكاميرا بصراحة مدهشة عن كيفية تسبب نقص النظافة في الخيام التي يعشن فيها بطفح جلدي وأمراض مؤلمة. كما تحدثن عن نقص الإمدادات الصحية الذي يضطرهن لاستخدام حلول بدائية، مما يؤدي إلى تفاقم المعاناة النفسية والصحية اليومية.   "الأمنية"  تتصدر العاطفة محتوى فيلم "الأمنية" للمخرج أوس البنا. يستخدم صانع الأفلام خبرته السابقة في مسرح الأطفال للعمل مع مجموعة من الفتيات المراهقات اللواتي تعرضن لصدمة الحرب. تم تشجيعهن على تذكر الأشخاص والأشياء العزيزة التي فقدنها، حيث انهارن باكيات أثناء التدريب وهن يستحضرن في أذهانهن الآباء والأشقاء المفقودين، والمنازل التي تحولت إلى أنقاض.