Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 24/Oct 20:15

قطارات السعودية تدخل نادي القوى اللوجستية

مع تسارع إيقاع النقل الحديث في المملكة العربية السعودية، تجاوزت شبكة القطارات السعودية محطة الإنجاز المحلي نحو فضاء التأثير الدولي، بعدما كشفت الهيئة العامة للنقل عن تسجيل رقم قياسي غير مسبوق، بوصول عدد ركاب القطارات إلى أكثر من 39 مليون مسافر خلال الربع الثالث من عام 2025، إلى جانب نقل ما يزيد عن 4 ملايين طن من المعادن والبضائع، و277 ألف حاوية قياسية، ما يؤكد دخول القطاع بقوة إلى نادي القوى اللوجستية المؤثرة عالميًا. قفزة تاريخية ووفق التقارير الصادرة عن الهيئة العامة للنقل والشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار”، شكّل تنقل الركاب داخل المدن وعلى رأسها الرياض، مكة المكرمة، جدة والدمام، النصيب الأكبر من الحركة، بينما شهدت الخطوط بين المدن مثل قطار الحرمين وقطار الشمال نموًا لافتًا في عدد الرحلات، ما يعكس ثقة المسافرين بالمنظومة الحديثة وجودة الخدمات ودقة مواعيد التشغيل. ملايين الأطنان  وعلى صعيد النقل اللوجستي، أظهرت البيانات نقل أكثر من 4 ملايين طن من المعادن والبضائع، في وقت ارتفع فيه حجم الحاويات المنقولة عبر السكك الحديدية إلى 277 ألف حاوية، نتيجة تكامل منظومة النقل مع الموانئ السعودية وخاصة ميناء الملك عبدالله وميناء الجبيل الصناعي، ما يسهم في تقليل الاعتماد على النقل البري ورفع كفاءة سلاسل الإمداد. قوة اقتصادية  ويرى خبراء النقل أن هذه القفزة تمثل انتقالًا من مرحلة التشغيل المحلي إلى بناء نفوذ اقتصادي لوجستي، حيث تسهم القطارات في دعم الصناعات التعدينية في الشمال، وتسهيل حركة التصدير، وتخفيض تكاليف النقل، ما يعزز موقع المملكة كمركز محوري للتجارة العابرة للقارات، وبوابة رئيسية تربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا. التحول وتتماشى هذه المؤشرات مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 التي وضعت قطاع النقل والخدمات اللوجستية ضمن أهم محركات النمو، من خلال رفع الطاقة الاستيعابية للنقل العام، وتحسين جودة الحياة، وتقليل الانبعاثات الكربونية ودعم مستهدفات الحياد الصفري بحلول عام 2060، عبر تقليل الاعتماد على الشاحنات والمركبات الفردية. مسار المستقبل ويستعد القطاع لمرحلة توسعية جديدة تشمل مشروع القطار الخليجي الذي سيربط دول مجلس التعاون، إلى جانب مشاريع الربط الدولي ضمن الممرات الاقتصادية العابرة للقارات.