Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 24/Oct 22:46

بلجريف أسس نادي الجولف ثم تغيّر اسمه للنادي البريطاني

“دفاتر الأندية القديمة” صفحة توثيقية تستعيد ذاكرة الأندية البحرينية القديمة، عبر عرض صور ومستندات نادرة وقصاصات تاريخية تكشف عن قصص وأحداث منسية. نافذة تعيد إحياء لحظات مضت وتروي حكايات جميلة.  يُعد تاريخ لعبة التنس في البحرين من أبرز ما أنجزته الأندية الرياضية في مجال التوثيق والذاكرة الرياضية. فقد حرصت إدارة نادي البحرين للتنس على جمع ما يمكن توثيقه من تاريخ اللعبة وأنشطتها الثقافية والاجتماعية، في تجربة تشبه ما قامت به مؤسسات بحرينية رائدة مثل نادي الخريجين. قاد هذه الجهود خميس المقلة، الرئيس السابق لنادي البحرين للتنس، وهو من الشخصيات البارزة في مجال الإعلان والدعاية، ويُعرف بشغفه بحفظ التاريخ الذي يشرف عليه. من هذا الاهتمام خرج إلى النور كتابان توثيقيان مهمان، الأول بعنوان «أربعون عاماً من الإنجاز»، والثاني بعنوان «خمسون عاماً ذهبياً من الإنجازات»، سجلا محطات بارزة في مسيرة النادي والرياضة البحرينية. عند تصفح الكتاب الأول، يجد القارئ إشارات مثيرة إلى بدايات لعبة التنس في البحرين. ففي الصفحة 307، يرد توثيق للفترة الممتدة بين عامي 1920 و1930، حين انضم عدد متزايد من المغتربين البريطانيين إلى المجتمع البحريني، وكان من أبرزهم مستشار حكومة البحرين السير تشارلز بلجريف الذي وصل إلى البلاد عام 1926.  وتشير الروايات إلى أن بلجريف أسس ما يُعرف اليوم بالنادي البريطاني، الذي يُعتقد أنه تأسس عام 1935 كنادٍ للعبة الجولف، قبل أن يتغير اسمه إلى النادي البريطاني عام 1956 بعد إزالة ملعب الجولف، ليستمر أعضاؤه منذ ذلك الحين في ممارسة لعبة التنس الأرضي حتى اليوم. ويقول خميس المقلة في كتابه إن تلك المؤسسة الرياضية العريقة، نادي البحرين للتنس، تأسست على يد جيل من الرواد عام 1973، وكان أول رئيس لمجلس إدارتها الدكتور علي محمد فخرو حتى عام 1979.  ويضيف المقلة أنه واصل المسيرة منذ عام 2007 حتى عام 2025، ثم قرر أن يترك المجال لغيره، مؤمنًا بأن الإنسان يجب أن يقيّم عمله، ويترك الحكم عليه للآخرين، وأن يمنح الفرص لمن يأتون بعده. لقائي مع خميس المقلة المنشور بصحيفة “البلاد” بالأسبوع الماضي كان حوارًا شيقًا وذا نكهة فلسفية، حمل في طياته رؤية عميقة حول أهمية التوثيق كجزء من العمل الرياضي والثقافي. فالتاريخ عنده ليس مجرد صفحات من الماضي، بل رصيدٌ يضيء طريق المستقبل ويمنح الأجيال القادمة الإلهام لمواصلة البناء. تاريخ التنس في البحرين، كما وثّقه المقلة، ليس فقط قصة نادي أو لعبة، بل حكاية وعيٍ وذاكرةٍ ومسيرة وطنية حافظت على حضورها رغم تغير الأزمنة، لتظل شاهدة على أن الرياضة في البحرين كانت وما زالت جزءًا من ثقافتها وهويتها.