Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 08/Oct 21:02

ميرزا: الذكاء الاصطناعي هو “نظام الملاحة الذكي” في الإدارات

أكد مستشار مجلس إدارة شركة بابكو إنرجيز الدكتور عبدالحسين بن علي ميرزا، على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة أساسية في مستقبل الإدارة الحديثة، وليس مجرد مفهوم مستقبلي أو تكنولوجيا ترفيهية.  جاء ذلك خلال كلمته في المؤتمر الدولي للقيادة، الذي نظمته جمعية الإداريين البحرينية تحت شعار “استشراف المستقبل: حلول إدارية باستخدام الذكاء الاصطناعي”. وأوضح الدكتور ميرزا أن وتيرة التغيير المتسارعة في بيئة الأعمال، نتيجة الرقمنة والتوسع الهائل في البيانات، تتطلب من القادة والمديرين التكيف مع أدوات حديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح يمثل ما وصفه بـ”نظام الملاحة الذكي” في الإدارة، وليس فقط “الخريطة الجديدة”. وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يأتي ليحل محل الإنسان، بل يعمل كمُضخِّم لقدراته، مؤكدا أنه يوفر للمدير “ماذا”، و”متى”، لكنه لا يستطيع أن يحدد “لماذا”، ولا يملك الرؤية أو الإبداع أو الأخلاقيات التي تميز القائد البشري. واستشهد ميرزا بعدد من التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الإدارة، مثل التحليلات التنبؤية، وأتمتة العمليات، وإدارة المواهب، ودعم اتخاذ القرار، والتفاعل المخصص مع العملاء، مؤكدا أن هذه الأدوات تتيح للإداريين التفرغ للقيادة الفعلية وصناعة القرارات ذات الأثر طويل المدى. كما لفت إلى أهمية تبني خطوات عملية لدمج الذكاء الاصطناعي في المؤسسات، تبدأ بتحديد نقطة ألم واحدة يمكن معالجتها بالبيانات، ثم اختيار الأدوات المناسبة، وأخيرا تأهيل الكوادر وتغيير الثقافة المؤسسية نحو التعاون مع الذكاء الاصطناعي، وليس مقاومته. وفي عرضه لأحدث بيانات الشركات العالمية، أشار الدكتور ميرزا إلى أن قيمة بعض الشركات التقنية ارتفعت تريليونات الدولارات خلال عام واحد فقط، مدفوعة بقدراتها في الذكاء الاصطناعي، موضحا أن إحدى الشركات الإعلامية العالمية صعدت إلى قمة قائمة “فوربس” لقيم السوق، متجاوزة ناتج دول الخليج مجتمعة. وشدد على أن المستقبل ينتمي للمدراء المعتمدين على البيانات، مضيفا أن النجاح في المرحلة المقبلة سيتوقف على القدرة على التعاون مع الذكاء الاصطناعي وليس الاعتماد عليه بشكل آلي فحسب. وفي ختام كلمته، حذر الدكتور ميرزا من مخاطر الاستخدام غير الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، مشيرا إلى بعض الحوادث المؤسفة مثل حالات انتحار بسبب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي دون رقابة، ومؤكدا ضرورة وضع ضوابط تشريعية وأخلاقية لهذه التكنولوجيا. ونوّه إلى أن مملكة البحرين، بقيادة جلالة الملك وولي العهد رئيس مجلس الوزراء، أطلقت رسميا سياستها الوطنية للذكاء الاصطناعي في يوليو 2025، والتي تهدف إلى تنظيم وتوجيه استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومستدام. وخلال كلمته، عرض مستشار وزير شؤون مجلس الوزراء لتطوير الخدمات العامة والرئيس السابق للمعهد الدولي للعلوم الإدارية الدكتور رائد بن شمس، مجموعة من الإحصائيات التي تعكس عمق الفجوة بين الجاهزية التقنية والقدرة البشرية، من أبرزها أن بعض المؤسسات تسجل جاهزية ثقافية للتغيير بنسبة 111 %، في حين لا تتجاوز قدرة القيادة على إدارة هذا التغيير نسبة 68 %، مما ينتج عنه فجوة تصل إلى 43 نقطة، مشيرا إلى أن قدرة القادة على التعامل مع الغموض، وهو عامل حاسم في قرارات الذكاء الاصطناعي، لا تتجاوز 73 % في كثير من المؤسسات. وأظهرت دراسات استعرضها أن المؤسسات التي سبقت التقنية بتطوير قدراتها البشرية حققت تحسنا ملحوظا في مؤشرات الأداء، مثل ارتفاع فعالية إدارة التغيير بنسبة 30 %، وزيادة التفاعل الوظيفي بنسبة 25 %، وانخفاض الهدر بنسبة 20 %، وتحسن التعاون بين الفرق بنسبة 19 %.، مضيفا أن الذكاء الاصطناعي قد يوفر توصيات دقيقة ويحلل البيانات بسرعة تفوق قدرات البشر، لكنه لا يستطيع تفسير التعقيدات البشرية ولا التفاعل مع التحديات الثقافية التي تنشأ من الداخل.  إلى ذلك، أكدت رئيس مجلس إدارة جمعية الإداريين البحرينية الدكتورة لولوة المطلق، على أن الذكاء الاصطناعي يمثل ركيزة أساسية في مسيرة التحول الرقمي والتنمية المستدامة في مملكة البحرين، مشيرة إلى أن التقدم التكنولوجي الذي نشهده اليوم لا يُبنى فقط على امتلاك التقنيات الحديثة، بل في توظيفها بذكاء لدعم العنصر البشري وتعزيز فعاليته. جاء ذلك خلال كلمتها في المؤتمر الدولي للقيادة الذي نظمته الجمعية تحت عنوان: “استشراف المستقبل: حلول إدارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي”، بمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات التكنولوجيا والإدارة. وأشارت المطلق إلى أن المؤتمر يعكس حرص الجمعية على الانخراط الفعّال في عالم سريع التغير تقوده الثورة الرقمية، مؤكدة أن الرؤية الوطنية لمملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله، وبدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تضع الذكاء الاصطناعي في قلب استراتيجيات التنمية. كما استعرضت الكطلق عددا من الخطوات التي تهدف إلى توجيه الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، ومنها السياسة الوطنية للذكاء الاصطناعي، وإطلاق فئة مخصصة للذكاء الاصطناعي ضمن جائزة الحكومة الإلكترونية للتميز، ودليل أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي الذي تبنته دول مجلس التعاون الخليجي بقيادة مملكة البحرين. وأكدت المطلق أن الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف مفاهيم الإدارة الحديثة، حيث لم تعد القرارات تبنى على الحدس، بل على تحليل البيانات والنماذج التنبؤية، بما يعزز القدرة على استباق التحديات والتعامل معها بمرونة، مشددة على أهمية أن يصاحب هذا التحول الرقمي بناء ثقافة مؤسسية متوازنة تُعلي من القيم الأخلاقية وتضع الإنسان في مركز عملية التطوير، باعتباره صانع القرار ومحور النجاح. قال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للمستشارين والمدربين الإداريين الدكتور علي المري:”إن مستقبل الوظائف خلال العشرين عاما القادمة يشهد تحولات كبيرة نتيجة الأتمتة، حيث تتعرض نسبة 70 % من الوظائف منخفضة المهارة لخطر الأتمتة، مقارنة بنسبة 46 % للوظائف ذات المهارة المتوسطة، فيما لا تتجاوز نسبة الوظائف عالية المهارة المعرضة للأتمتة 8 %، موضحا أن هذا التفاوت يعكس أهمية تطوير المهارات العالية لتعزيز فرص البقاء في سوق العمل المستقبلية”. ويرى المري، أن الوظائف التي تفتقر إلى الإبداع والابتكار وفيها استخدام أقل للعقل البشر، هي الوظائف التي ستُلغى، في حين ستحافظ الوظائف التي تحتاج إلى مهارات عاطفية، ومهارات بشرية، فمن الصعوبة استبدالها بالذكاء الاصطناعي، فضلا عن أنه بالمقابل سيتم استحداث الكثير من الوظائف مستقبلا.