Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 28/Nov 23:52

أوركسترا البحرين الفيلهارمونية تحتفي بالتراث الإسباني بروح بحرينية خالصة

في أمسية استثنائية حملت بصمة موسيقية عالمية بطابع بحريني، احتضن مسرح البحرين الوطني حفل أوركسترا البحرين الفيلهارمونية “صوت إسبانيا”، بقيادة المايسترو البحريني الدكتور مبارك نجم، الذي نجح في تحويل المنصة إلى فضاء نابض بالحياة يجسد حواراً حضارياً راقياً بين الشرق والغرب، ويعكس صورة البحرين كجسر للتواصل الثقافي وملتقى للفنون العالمية. وفي مستهل الأمسية، صرّح المايسترو الدكتور مبارك نجم قائلاً: "أنا مؤمن بأن الاندماج الفني والثقافي بين المدارس الموسيقية المختلفة ليس مجرد تجربة جمالية، بل هو مساحة خصبة لتبادل الخبرات، وتطوير مهارات العازفين، وإثراء الذائقة الموسيقية لدى الجمهور والممارسين على حد سواء. الموسيقى لغة عالمية، وكلما اتسعت فضاءات الحوار فيها، زاد عمقها وتأثيرها الإنساني" وشهد الحفل حضورًا دبلوماسيًا رفيعًا، تمثّل في سفير جمهورية بنغلاديش لدى مملكة البحرين محمد ساروار، الذي أشاد بالمستوى الفني الراقي للأوركسترا، معبرًا عن تقديره العميق لدور البحرين في توظيف الفن والموسيقى كمنصة للتلاقح الإنساني وتعزيز الدبلوماسية الثقافية بين الشعوب. كما عبّر المغني الأوبرالي الإسباني الشهير خوسيه مانويل مونتيرو عن البالغة بالمشاركة للمرة الثانية، قائلاً إن هذه التجربة تحمل “روحًا إنسانية صادقة”، وأضاف: "أشعر كل مرة أنني أغني من القلب، لأن هذه الأوركسترا تخلق حالة فنية ملهمة تتجاوز الأداء إلى المشاركة الوجدانية." كما عبّرت الفنانة الإسبانية مارتا غالفيز عن إعجابها اللافت بتفاعل الجمهور البحريني، قائلة: "هذا الجمهور لا يكتفي بالاستماع، بل يعيش التجربة بكل تفاصيلها، وهذا ما منح العرض حياة لا تُنسى." أما أريانا لوبيز، فقالت: "لم أستمتع بتقديم أي حفل كما أفعل مع أوركسترا البحرين الفيلهارمونية، فهنا أشعر بطابع عاطفي دافئ في كل نغمة وكل حركة. هناك روح موسيقية خاصة لا أشعر بها في أي مكان آخر." وانفردت «البلاد» بلقاءات مع عدد من عازفين الأوركسترا الأساسيين، حيث قال كريستيان بشارة، عازف الكمان الأول: "هذا الحفل لم يكن مجرد تنفيذ موسيقي، بل حالة من التأليف المشترك بين العازفين، حيث ينعكس التنوع الثقافي في أسلوب الأداء وتفاعل الجمهور.“ أما مصطفى منسي، عازف التشيللو الأول، فأشار إلى أن الموسيقى تحولت إلى لغة جامعة على المسرح، مضيفًا: "نحن لا نعزف فقط، نحن نسرد قصة من خلال الأصوات، قصة مليئة بالشغف، والانتماء، والروح البحرينية." وأضاف كريستوفر جينيتا عازف الفلوت الرئيسي "المشاركة مع فرقة أسبانية هي تجربة استثنائية بكل المقاييس ، لقد منحنا دكتور مبارك فرصة لاكتشاف أبعاد جديدة من التعبير الموسيقي". كما عبر آنجو عازف الكمان قائلا "هذه الأمسية لم تكن مجرد حفل موسيقي بل كانت رحلة ثقافية تعكس روح البحرين وتبرز التنوع الفني والتفاعل العاطفي بين الموسيقي والجمهور“. ووصفت سيلفيا سعد عازفة القيثارة الحفل بأنه “رحلة موسيقية آسرة مزجت بين العاطفة الإسبانية وروح الأوركسترا البحرينية المتناغمة”، مشيدةً بالمستوى الاحترافي لأداء العازفين. ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد بدر، عازف الباسون الأول، أن هذه الأمسية تمثل نموذجًا للفن الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، مضيفًا: "نحمل في هذه الأوركسترا هوية فنية جامعة لا تعرف الحدود." أما مصطفى العربي، عازف الأوبوا الرئيسي، فعبّر بتأمل قائلاً " هذه المشاركة لم تكن مجرد أداء موسيقي، بل تجربة إنسانية ملهمة، جمعتنا على منصة واحدة رغم اختلاف لغاتنا وثقافاتنا. ما لمسناه على المسرح هو حوار صادق بين الأصوات، وتلاقٍ للروح قبل اللحن. الموسيقى عندما تُعزف بهذه الروح تصبح جسراً حقيقياً بين الشعوب، وتُعيد تعريف معنى الفن والتواصل الحضاري. أشعر بالفخر لكوني جزءًا من أوركسترا البحرين الفيلهارمونية، التي باتت تحمل هوية عالمية بروح بحرينية أصيلة، وذلك بفضل رؤية المايسترو د. مبارك نجم، الذي يمنحنا مساحة للإبداع، ويؤمن بالجمال الكامن في التنوع الموسيقي والثقافي." وجاء البرنامج الفني للحفل غنيًا ومتسلسلًا بصياغة موسيقية مبهرة، بدأ بمشهد “أغنية الغجر وفاندانغو أستورياس” للمؤلف ريمسكي-كورساكوف، تلاه عزف منفرد على الجيتار الكلاسيكي من الفنان الإسباني راينر نيرو، الذي قدّم حوارًا موسيقيًا بين أوتار الجيتار وأصالة الفلامنكو. ثم جاءت رقصة "النار الطقوسية – الحب الساحر" بأداء استعراضي مفعم بالعاطفة والحركة، قدمته نخبة من الراقصات: أريانا لوبيز، مارتا سالثيدو، مارتا غالفيز، إيرين فلوريس، وألمودينا روكا. كما قدّم مونتيرو فقرة أوبرالية جذابة بصوته الأصيل، لتليها لوحة مرتجلة من عروض الفلامنكو، قبل أن تُختتم الأمسية بمتتالية كارمن للمؤلف خيمينيز، في عرض مفعم بالحيوية والإيقاع والتوهج المسرحي. وبهذا المشهد الختامي، لم تكن الموسيقى مجرد لحن، بل أصبحت لغة حية تنطق بالجمال، وتُجدد حضور البحرين كمنارة ثقافية تعزف للعالم بلغات الفن والإبداع.