Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Dec 21:20

الحاج أحمد بن خميس.. من مراكب السنابس إلى أسواق بومباي

يعدّ الراحل الحاج أحمد بن علي بن خميس المولود عام 1855 والمتوفى عام 1940 واحدًا من أبرز تجار اللؤلؤ في البحرين خلال العقود الأولى من القرن العشرين. آل خميس من “ربيعة” وحسب سيرته التي وثق المؤرخ والكاتب الدكتور محمد حميد السلمان جزءًا مهمًا منها، فإن حكاية بن خميس بدأت من قرية سترة، موطن آل خميس الذين ينتسبون إلى قبيلة ربيعة، وقد امتهن أفرادها حرفًا مرتبطة بالبحر كالغوص وصيد السمك وصناعة السفن والحدادة والذهب، وقد هاجر أغلب آل خميس إلى البصرة ثم جنوب العراق، فيما اتجه آخرون إلى سوريا أو لبنان، بينما هاجر قسم منهم إلى دبي وأبوظبي وانضموا إلى أبناء عمومتهم آل فردان، واستقروا في الإمارات. إدارة مراكب الغوص وحين نطالع كتاب “النخبة التجارية البحرينية في الهند.. مع نهاية القرن التاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين”، للمؤلفين يوسف صلاح الدين ووسام عباس السبع، فإن الراحل الحاج أحمد زاول التجارة منذ سن مبكرة، وتميّز بإدارته لعدد من مراكب الغوص التي كانت تعمل في مواسم اللؤلؤ، امتلك بينها سفينة كبيرة وعدة مراكب صغيرة كانت ترسو على ساحل السنابس، ولم يقتصر نشاطه على البحرين؛ فقد كان يقوم بشراء محصول اللؤلؤ من البحرين والقطيف وتاروت، ثم يبيعه لكبار التجار في المنطقة أو للتجار العالميين في الهند. السيد علوي وآل أبو السعود ومع ازدهار تجارة اللؤلؤ في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ذاع صيته، وبرز بوصفه أحد كبار الطواويش، إلى جانب شريكه السيد أحمد بن السيد علوي، وكانت عائلة آل أبو السعود في القطيف تبيع محصولها له، ليقوم بتصريفه في الهند أو لدى التجار الأوروبيين المعروفين مثل الفرنسي فيكتور روزنثال (Victor Rosenthal)، وشركة كارتييه وغيرها، ومن المهم الإشارة إلى أن مكانة الحاج أحمد التجارية حظيت باهتمام خاص من المعتمد السياسي البريطاني في البحرين عام 1920 هارولد ديكسون (Harold R. P. Dickson) الذي أشار إلى دوره المهم في سوق اللؤلؤ، نظرًا للصفقات الكبيرة التي كان يعقدها مع كبار تجار الجملة في الخليج والهند. علاقات وإسهامات ارتبط الراحل بعلاقات واسعة مع كبار ممولي أساطيل الغوص، وكان من أبرز المتعاونين معه التاجر المعروف عبدعلي بن رجب (ت 1371هـ /‏ 1952م)، الذي كان يموّل أسطولًا من سفن الغوص لأهالي سنابس وباربار ورأس رمان، ومن أشهر النواخذة الذين عملوا في هذا الأسطول المرحومين: : إبراهيم بن سوار ومحمد بن سوار، وأحمد الجوكم من باربار، كما تعاون أيضًا مع السيد علي القطري الذي كان يموّل سفن الغوص لأهالي سترة والمعامير. وتسجل سيرته دوره الاجتماعي البارز، فقد كان من المطالبين بإنشاء المدارس في القرى البحرينية، وعند تأسيس المدرسة المباركة العلوية في بلاد القديم بجهود أهلية، كان ضمن الهيئة التأسيسية لإدارتها، والتي ضمت ثماني شخصيات من وجهاء المنطقة، ويذكر موقع “حسينية الحاج أحمد بن خميس” الإلكتروني إلى أنه أسس  ملتقى ديني ثقافي اجتماعي وهو الحسينية المعروفة بـ “مأتم بن خميس”، كما أوقف بعض الأراضي لتكون مورد دعم مالي لشئون ومستلزمات الحسينية.