Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 16/Nov 23:21

السودان بين الانقسام وأفق السلام: التفاوض هو الطريق الوحيد

أكد الناطق الرسمي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية والقيادي في قوى الحرية والتغيير – الكتلة الديمقراطية بالسودان، محيي الدين جمعة، أن عدّة مبادرات دولية طُرحت خلال الفترة الماضية لإنهاء الحرب، كان آخرها مبادرة الآلية الرباعية، غير أن مليشيا الدعم السريع لم تلتزم بما تم التوصل إليه في أيٍّ من هذه المبادرات التي نصّت بوضوح على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر لفتح الممرات وتسهيل وصول المساعدات. وأشار جمعة في تصريح لـ"البلاد" إلى أن العمليات العسكرية ما تزال مستمرة في إقليم كردفان، وأن القوات المسلحة تتقدم في مختلف المحاور، رغم التعقيدات التي تفرضها اعتداءات المليشيا على المدنيين. وأوضح أن موقف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي أدان تصرفات المليشيا وطالب بتصنيفها منظمة إرهابية، يُعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، ويعكس فهماً دولياً متنامياً لطبيعة الانتهاكات التي تُرتكب على الأرض. وشدّد جمعة على أن الحروب – في نهاية المطاف – لا تنتهي إلا عبر التفاوض والحوار، غير أن المليشيا تُمعن في استهداف المدنيين، وتهجير السكان من أراضيهم في سياق واضح لعمليات تغيير ديمغرافي، فضلاً عن ممارسات ترتقي إلى مستوى التطهير العرقي ضد القبائل الإفريقية في مدينة الفاشر. وأكد أن التحالف قدّم رؤيته للآلية الرباعية، والتي ترتكز على ضرورة محاسبة قادة المليشيا المسؤولين عن هذه الانتهاكات، ووقف كافة الجرائم التي تستهدف المدنيين وتمس وحدة واستقرار السودان. •    تقدم للجيش بكردفان.. وحشود للدعم السريع بعد تقدم قوات الجيش السوداني بعملية خاطفة في منطقتي "أم دم حاج أحمد" و"كازقيل"، شهدت محاور القتال في إقليم كردفان عمليات عسكرية نشطة. فقد أفادت مصادر مطلعة، الأحد، بأن الجيش دفع بقوات جديدة في محاور كردفان من عناصر العمل الخاص والقوات الجوالة استعداداً لشن هجمات جديدة من أجل استعادة السيطرة على مدينة بارا شمال شرق مدينة الأبيض (عاصمة شمال كردفان)، إضافة إلى التوغل جنوباً وغرباً نحو الحمادي الدبيبات. •    استنفار وتعزيزات في المقابل، قالت مصادر ميدانية للعربية/الحدث إن قوات الدعم السريع تواصل قصفها المدفعي على محيط الفرقة الثانية والعشرين بمدينة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، مستهدفة مواقع الجيش الدفاعية في إطار سعيها لتليين الدفاعات ومحاولات كسر الطوق المفروض على الفرق. كما أضافت المصادر أن قوات الدعم السريع تستمر في عمليات التحشيد حول بابنوسة حيث تستعد لمهاجمتها براً بهدف السيطرة على المدينة، باعتبارها آخر مناطق الجيش في غرب كردفان. ويربط إقليم كردفان الذي يقسم إلى 4 مناطق أو ولايات (شمال، جنوب، شرق، وغرب) العاصمة الخرطوم ووسط السودان بإقليم دارفور، ما يجعله محوراً لخطوط الإمداد العسكرية، وبالتالي فإن السيطرة العسكرية على مدن مهمة فيه مثل الأبيض وغيرها تمنح الجهة المسيطرة القدرة على التحكم بطرق الإمداد نحو العاصمة ودارفور، ما جعل المعارك تحتدم فيه مؤخراً بين الجيش وقوات الدعم السريع. كما يشتهر هذا الإقليم بالإنتاج الزراعي والرعوي، إضافة إلى وجود حقول نفط كبيرة في غرب كردفان. يشار إلى أن الحرب المستمرة في السودان بين القوتين العسكريتين منذ أبريل 2023، كانت تفاقمت مؤخراً مع سيطرة الدعم السريع على الفاشر، مركز عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد، ما أدى إلى نزوح عشرات الآلاف. فيما تصاعدت الدعوات الدولية من أجل وقف إطلاق النار مع تفاقم الأوضاع الإنسانية، وطرحت الرباعية الدولية هدنة إنسانية لـ3 أشهر.