Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 21/Nov 23:48

رثاء للمربية الفاضلة د. خلدية آل خليفة

الراحلة د. خلدية آل خليفة التي وافتها المنية في أغسطس 2024، إثر وعكة صحية ألمت بها بشكل فجائي، وشكلت صدمة في نفوس طلابها وأقرانها، من أساتذة جامعيين، أستاذة الإعلام السياسي في جامعة البحرين التي سخرت نفسها، للتعليم لآخر لحظة وبكل حرص، على أن تكون الأم قبل الأستاذة الجامعية. قبل بضعة أيام تم تخريج فوج من خريجين قسم الإعلام، بجامعة البحرين وفي لفتة منهم وقفوا وقفة إجلال و تقدير، لمن أدت الأمانة في سنين عملها الأكاديمي بكل إخلاص وتفان، وهذا إن دل فهو يدل على أنها ستبقى، في ذاكرة كل من عرفها في حياته ما حيينا. حقيقة كنا لا نتواجد في المحاضرات في مقرراتها فقط، بل كنا مدللين من قبلها فهي تتفقد أحوال كل طالب من طلابها، وحتى غير المسجلين في مقرراتها، فهي تهتم بشأن كل طالب جامعي فإنسانيتها تجعلها تطمئن، إن كان الطلاب يشكون من عارض صحي، أو بهم هم من هموم الدنيا العابرة، أو تعثر دراسي حتى وإن كلفها الأمر، في غير أوقات الدوام الرسمية بإجراء مكالمة هاتفية، حتى خريجو التخصص لم تتردد يوما، في تقديم المشورة إليهم والتواصل معهم، هي لا تكتفي بأن تعطينا الدروس المقررة علينا، وإنما يمتد دورها في تقديم نصائح لنا، وحكم وعبر في الحياة، و إن تحدثنا عن أسلوبها في التدريس، فهي ملهمة صنعت إعلاميين، لم يكتفوا بتعلم ما هو موجود في مناهجهم الدراسية، أي جيل محب للاطلاع ويستزيد من علمه، ومعرفته على الدوام من خلال عدة مصادر ومراجع، كثيرة هي المواقف معها فهي للتواضع ورفعة الأخلاق عنوان، كانت خير قدوة لطلبة وخريجي الإعلام، جيل يتلوه آخر فلها بصمات واضحة، في مجال الإعلام من خلال عضويتها، في عدد من مؤسسات المجتمع المدني، بالإضافة لإحرازها الجوائز الجمة، سواء على المستوى المحلي أو العربي أو العالمي. ختاما، ما هذه إلا كلمات وفاء لمن تشرفت بأن أتلمذ على يدها، وبفقدها خسارة فادحة للأجيال القادمة من قسم الإعلام، بجامعة البحرين للنهل من علومها، رحمها الله و جعل كل ما قدمته من علم لنا شفيعا لها. مساهمة من: ريم المخرق