Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 17:26

"الحياة بعد سهام" ورحلة وجدانية مع نمير عبدالمسيح

في إطار فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته السادسة والأربعين، أسدل الستار على الرحلة السينمائية للفيلم الوثائقي "الحياة بعد سهام"، حيث أقيمت له حلقة نقاشية خاصة تحت عنوان "صياغة الذكرى عبر الفيلم الوثائقي"، قدمها مخرجه نمير عبدالمسيح. وتأتي هذه المشاركة في قسم "العروض الخاصة" عقب فوز الفيلم بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان الجونة السينمائي الشهر الماضي، في دورته الثامنة. لم تكن الندوة مجرد استعراض فني، بل كشفت عن الأبعاد الشخصية والمنهجية العميقة التي دفعت المخرج لتحويل محاولة توثيق عادية لحياته مع والدته سهام إلى "مرثية سينمائية" بعد وفاتها المفاجئة في 2015. ويجسد الفيلم، الذي استغرق نمير في إعداده وتصويره عشر سنوات عانى خلالها من "الإحباطات والتعثر في التمويل"، مزجًا فريدًا بين السيرة الذاتية والشغف بالسينما، حيث يوظف نمير الذاكرة العائلية والهوية الشخصية في سرد مشحون بالحميمية. الفيلم هو حصيلة هجرة عائلة عبدالمسيح من صعيد مصر إلى فرنسا قبل 50 عامًا، حيث أصبح الوالدان، وجيه وسهام، هما الحاضنة والوطن الحقيقي لنمير. كان فقدان الأم صعبًا، ما دفع المخرج للجوء إلى الكاميرا ليُبقي سهام حاضرة "بأي شكل" في ذاكرته وذاكرة طفليه، معترفًا في سياق العمل: "بعد غياب سهام لقتني أنا وبابا لوحدنا لأول مرة.. اعتمدت على السينما عشان تساعدني". ورغم خصوصيته الشديدة، يلامس الفيلم أسئلة عالمية حول الهوية والاغتراب والحفاظ على الجذور، إذ يكتشف نمير قصة والده الذي عمل في مؤسسة السينما قبل الهجرة في السبعينيات، ويستخلص أسرار والدته التي لم تبح بها، مستعينًا برسائلها القديمة وحكايات خالته عنايات المقيمة في قرية أم دومة بسوهاج. هذا التنقل بين مقابر فرنسا وشقة العائلة في باريس وقرية أم دومة في مصر، يمثل رحلة استشفاء عميقة للمخرج، تقوده إلى التصالح مع الفقد، والواقع، وحتى اسمه غير الشائع. وبمنهجية سينمائية تستعير من فنانيها، قال نمير إن استخدامه لمشاهد من أفلام المخرج يوسف شاهين، تحديدًا "فجر يوم جديد" و"عودة الابن الضال"، كان بمثابة "تحية لروحه". وأوضح أن شاهين يمثل "أحد أهم صناع السينما العربية الذين جمعوا بين الهم الشخصي والقضايا العامة في لغة بصرية مدهشة"، مشيدًا بقدرته على تحويل السينما إلى وسيلة لفهم الذات والمجتمع، وهو ما سعى إليه نمير في فيلمه