Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 22/Nov 22:16

اكتشاف مثير: فيروس شائع سبب محتمل لـ “الذئبة الحمراء”

في اكتشاف مذهل ومثير قد يغيّر من فهم ومستقبل مرض الذئبة الحمراء، أفادت دراسة جديدة في جامعة ستانفورد نُشرت هذا الأسبوع في مجلة “ساينس ترانسليشنال ميديسن”، بأن فيروس إبشتاين بار (EBV)، الشائع والذي يصيب الأطفال، قد يكون المُحفّز الخفي وراء مرض الذئبة الحمراء والمُسبّب المحتمل للمرض. وتنطبق نتائج الدراسة على جميع حالات الذئبة. والذئبة الحمراء مرض مناعي ذاتي مزمن يُصيب ملايين الأشخاص حول العالم. وفي هذا الصدد أكدت استشارية أمراض الروماتيزم والطب الباطني د. منار الطواش، في تصريح لـ “صحتنا” أن الدراسة الحديثة الصادرة عن جامعة ستانفورد تمثل تحولا مهما في فهم آلية تطور مرض الذئبة الحمراء، أحد أكثر أمراض المناعة الذاتية تعقيدا. وتشير النتائج إلى دور محوري قد يلعبه فيروس Epstein–Barr (EBV)، وهو فيروس واسع الانتشار يصيب غالبية البشر، في إطلاق سلسلة من التفاعلات المناعية غير الطبيعية داخل الجسم. وأضافت أن الدراسة توضح أن فيروس EBV لا يبقى فقط في حالة خمول داخل الجسم كما كان يُعتقد سابقا، بل يمتلك القدرة على التأثير مباشرة في الخلايا المناعية من نوع B cells. الفيروس يقوم بتحويل جزء من هذه الخلايا إلى خلايا شاذّة تتبنى سلوكا عدائيا تجاه أنسجة الجسم السليمة، وهو سلوك يتطابق مع أحد أهم مظاهر مرض الذئبة: هجوم الجهاز المناعي على نوى الخلايا. وتابعت أن الآلية المكتشفة تعتمد على بروتين فيروسي يسمى EBNA2، وهو بروتين قادر على تنشيط مجموعات من الجينات البشرية المرتبطة بالالتهاب والاستجابة المناعية المفرطة. هذا الاكتشاف ينسجم مع الملاحظات السريرية التي تشير إلى ارتفاع نشاط الجهاز المناعي لدى المصابين بالذئبة ووجود أجسام مضادة تستهدف مكونات داخل نواة الخلية. وألمحت إلى أنه على الرغم من أن ما يقارب 90 % من البالغين حول العالم يحملون فيروس EBV، إلا أن نسبة قليلة فقط تطوّر مرض الذئبة الحمراء، الأمر الذي يؤكد أن تطور المرض يعتمد على تفاعل معقد يجمع بين الاستعداد الوراثي والعوامل البيئية وكيفية استجابة الجهاز المناعي للفيروس. ونوهت بأن أهمية الدراسة لا تقف عند حدود تفسير نشأة الذئبة فقط؛ إذ تفتح الباب أمام إمكانات جديدة في العلاج والوقاية. فالنتائج الحديثة تطرح احتمال تطوير لقاحات تمنع تأثيرات الفيروس، أو علاجات مناعية موجهة تستهدف المسار الذي يطلقه بروتين EBNA2 داخل الخلايا المناعية. نجاح مثل هذه الاستراتيجيات قد يغيّر مستقبل علاج الذئبة الحمراء، وقد يمتد أثره ليشمل أمراضا مناعية أخرى يُشتبه بارتباطها بالفيروس، مثل التصلب المتعدد والتهاب المفاصل الروماتويدي. وقالت: “يمثل هذا التقدم خطوة علمية واعدة، ويعزز الفهم المتزايد للعلاقة بين الفيروسات والجهاز المناعي، ويوفّر رؤية أوضح بشأن كيفية تحول العدوى الفيروسية الشائعة إلى محفز محتمل لمرض مناعي معقد مثل الذئبة الحمراء”.ولفتت إلى أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة قد تمهد مستقبلا لتطوير لقاحات أو علاجات تستهدف المسار المناعي الذي يطلقه الفيروس، وهو ما قد يغيّر طريقة تعاملنا مع المرض ويسهم في تحسين حياة الملايين حول العالم.