Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 10/Nov 20:43

جولة تصويرية تحتفي بجمال التراث البحريني

  تقرير: شيرين فريد  في صباحٍ يحمل عبق البحر وألوان الجدران القديمة، اجتمع العُشّاق الصغار والكبار في قلب المحرّق، يلتقطون الضوء كما يلتقطون الحكايات. كانت الكاميرات هذه المرة جواز عبور إلى الذاكرة، حيث تختلط الطفولة بالخبرة، والحنين بالجمال، في لحظة واحدة تختصر روح البحرين. انطلقت الجولة التصويرية “أزقّة المنامة ” بمشاركة أكثر من أربعين مشاركًا من الأطفال والكبار والمصورين المحترفين والفنانين التشكيليين المهتمين بالتصوير، إلى جانب مصورين من سلطنة عمان الشقيقة، وذلك بتنظيم المصور البحريني حرز البنكي، صاحب المبادرة والمشرف علي الجولة ، وبرعاية كريمة جمعية البحرين للفنون التشكيلية. بدأت نقطة التجمع في المحطة الفنية بالمحرق، مقر جمعية البحرين للفنون التشكيلية، حيث انطلقت الجولة التي شكّلت تظاهرة فنية جمعت بين الأجيال في أجواء من الشغف والبهجة البصرية . تجوّل المشاركون بين أزقّة المحرق القديمة، بين المحلات الشعبية والبيوت التراثية التي ما زالت تحتفظ بجمال تفاصيلها وعبق تاريخها، في أجواءٍ حملت بين طيّاتها تفاعل الأجيال وتنوّع الرؤى الفنية. وجاءت الجولة بهدف تنمية المواهب الشابة وتعريف الجيل الجديد بقيمة التراث المحلي، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمصورين لتوثيق الجمال الإنساني والعمراني الذي تزخر به مدن البحرين التاريخية. تميّزت الفعالية بمشاركة نخبة من المصورين المحترفين من داخل البحرين وخارجها، من بينهم نادر البزاز وجاسم محمد، عبد الجليل الحايكي ، الذين أسهموا بخبراتهم في توجيه المشاركين ودعمهم فنيًا أثناء الجولة. وفي ختام الجولة، عبّر المصور البحريني حرز البنكي، صاحب فكرة الجولة، عن سعادته بالتفاعل الكبير من المشاركين، قائلًا "هذه الجولة ليست مجرّد نشاط فني، بل هي لقاء إنساني يعيدنا إلى جوهر الصورة، إلى تلك اللحظة التي تلتقط فيها الكاميرا روح المكان قبل شكله. في أزقّة المحرق وجد المشاركون ما يلامس ذاكرتهم ووجدانهم، فكل جدار يحكي قصة، وكل باب يفتح نافذة نحو زمنٍ جميل. سعادتنا الكبرى أن نرى الأطفال والناشئين يحملون الكاميرا بثقة، يلتقطون الوطن بعدستهم ويعيدون تعريف الجمال بلغتهم الخاصة." وأضاف البنكي "التراث ليس ماضيًا نحتفظ به فحسب، بل هو ذاكرة حيّة يمكننا أن نعيد اكتشافها بعدسة كل جيل جديد. هذه الجولة منصة للتواصل بين الأجيال، تجمع بين خبرات المصورين وحماسة الشباب الذين يشقّون طريقهم في عالم التصوير." وعبّر المصور البحريني نادر البزاز عن سعادته قائلاً:" كل جولة تصويرية تحمل مفاجآتها، لكن ما ميّز أزقّة المنامة هو حضور الطفولة بشغفها الصادق. رأيت في عيون الأطفال والمشاركين الشباب دهشة الاكتشاف الأولى، تلك اللحظة التي تتحول فيها الصورة إلى حكاية. هذا التفاعل العفوي مع المكان يمنحنا الأمل بأن مستقبل التصوير البحريني بخير، وأن الجمال سيبقى يُروى بعدسات جديدة تنبض بالصدق والدهشة." وأضاف المصور جاسم بو جاسم : "ما أجمل أن نرى عدسات مختلفة تلتقي حول هدف واحد، توثيق جمال المحرق. فلكل مصور رؤيته وزاويته التي تعكس إحساسه الخاص بالمكان. خلال الجولة، شعرت أن الصورة أصبحت لغة مشتركة تجمعنا رغم اختلاف الأعمار والخبرات، لغة تتحدث عن الانتماء والذاكرة والجمال الذي يسكن تفاصيلنا اليومية." كما عبّر المصور البحريني مجيد زهير عن سعادته بالمشاركة في الجولة، مؤكدًا أن "العودة إلى أزقة المحرق بعدسة الكاميرا ليست مجرد رحلة تصوير، بل هي تجربة وجدانية تعيدنا إلى الجذور وتذكّرنا بقيمة التفاصيل الصغيرة التي تحمل روح البحرين القديمة. من الجميل أن نرى الأطفال والطلاب والمصورين الناشئين يتفاعلون بهذا الشغف مع المكان، فهؤلاء هم جيل المستقبل الذين سيحملون الصورة البحرينية إلى آفاق جديدة." وشهدت الجولة حضورًا مميّزًا من الفنانات التشكيليات، منهن د. سلامة الحدي، هناء الهاجري، المهندسة إيمان شاكر، ود. أماني الهاجري، زينب يوسف ، إلى جانب مشاركة عدد من الأطفال والطلاب، منهم الطفل راشد الأمين كما شارك الحضور الخزّاف البحريني حسن الأمين ، الذين أضفوا حيوية خاصة على المشهد الفني. كما حضر الجولة المصور محمد بوحسن، الذي عبّر عن إعجابه بالتجربة قائلاً: "كانت الجولة التصويرية في أزقّة المحرّق تجربة مميّزة بكل تفاصيلها، فقد جمعت بين الجمال الإنساني والعمراني في بيئة غنية بالحياة والذكريات. كان اللقاء جميلًا ومُلهمًا تحت مظلّة جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ضمن الأنشطة التي يحرص مجلس الإدارة على دعمها وتشجيعها، بفضل الرؤية الواعية والدعم الكبير من الشيخة مروة بنت راشد آل خليفة التي كان لها دور بارز في تعزيز الحراك الفوتوغرافي في البحرين." واختُتمت الجولة باستعراض مجموعة من الصور الملتقطة التي وثّقت لحظات الحياة في أزقة المحرق، بين الأبواب الخشبية المزخرفة والنوافذ القديمة وألوان الجدران الدافئة. وقد لاقت بعض الصور إشادة واسعة من المصورين الحاضرين لما حملته من توازن جمالي وعمق إنساني. كما تمّ الإعلان عن مشروع معرض جماعي لاحق لعرض أبرز اللقطات المختارة من هذه الجولة، احتفاءً بعيونٍ رأت الجمال في تفاصيل الوطن. يُعدّ المصور البحريني حرز البنكي أحد أبرز الأسماء في المشهد الفوتوغرافي البحريني والعربي، عُرف بأسلوبه الإنساني العميق في توثيق الحياة اليومية، وبعينه التي تلتقط التفاصيل الصغيرة المفعمة بالحياة والدلالة. شارك البنكي في العديد من المعارض داخل البحرين وخارجها، ونال جوائز عدّة عن أعماله التي تمزج بين الواقعية الشعرية والبصمة الشخصية، مؤمنًا بأن الصورة ليست مجرد لقطة جمالية بل لغة عالمية قادرة على رواية القصص دون كلمات. من خلال مبادراته وجولاته الميدانية، يسعى البنكي إلى دعم المواهب الشابة، وتحفيز الجيل الجديد على اكتشاف البحرين بعدسة مختلفة تُبرز روح المكان وجمال الإنسان، لتبقى الصورة شاهدة على الذاكرة والهوية.