Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 24/Sep 15:46

"The Shawshank Redemption"...مدرسة في فن السرد السينمائي

يُعد فيلم The Shawshank Redemption مثالاً نادراً يُحتذى به في كتابة السيناريو وبناء القصة، حيث نجح في تقديم حبكة بسيطة الملامح، لكنها محكمة التفاصيل وعميقة المعاني. يتميّز الفيلم بتركيب شخصيات دقيقة، تحمل كل منها دوافع واضحة ومسارات تطوّر مدروسة بعناية، ما يمنح العمل قوة درامية مؤثرة دون مبالغة. كل مشهد في الفيلم يؤدي وظيفة سردية واضحة، دون وجود أي حشو أو تفاصيل زائدة، فيما تنسجم عناصر الإخراج، والرمزية البصرية، والحوار، ضمن منظومة متناغمة تعكس مستوى رفيعاً من التماسك الفني. يُعتبر الفيلم تحفة سينمائية خالدة، استناداً إلى رواية قصيرة للكاتب ستيفن كينج. تدور أحداث الفيلم حول قصة رجل واجه قسوة الظلم وأثبت أن الأمل يمكن أن ينمو حتى في أحلك الظروف. تبدأ القصة في عام 1947 مع إدانة المصرفي الناجح آندي دوفرين بجريمة قتل زوجته وعشيقها، والحكم عليه بالسجن المؤبد مرتين في سجن "شوشانك" الأكثر وحشيةً في ولاية ماين. يجد آندي نفسه في عالم قاسٍ ومظلم يختلف تماماً عن حياته السابقة، حيث تتضاءل فيه الفرص وتغيب فيه العدالة. داخل أسوار السجن، يستخدم آندي هدوءه وذكاءه ليحفر لنفسه مكانة خاصة. يستغل مهاراته المصرفية في تقديم المشورة المالية لحراس السجن ومديره الفاسد، مما يمنحه بعض الامتيازات والحماية. لكن العلاقة الأهم التي يكوّنها هي صداقته مع السجين القديم إليس "ريد" ريدينج، الذي يجد فيه آندي الأمل والعون. ومع مرور السنوات، تتكشف شخصية آندي كرمز للصمود والإصرار على عدم السماح للسجن بأن يقيّد روحه. "The Shawshank Redemption“ ليس مجرد فيلم نال إعجاب الجمهور، بل يُعد من أنقى النماذج في تاريخ السينما لعرض كيفية بناء قصة متكاملة، وهو ما يجعله مادة تعليمية معتمدة في كليات السينما حول العالم.