حذرت جمعية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة من عارض شائع جدا قد ينذر بالإصابة...
Vous n'êtes pas connecté
ابتسامتها لا تفارق شفتيها أبدا.. ابتسامة تجبرك على الابتسام وسط ركام الدنـيا وما فيها. أما روح الدعابة التي تمتاز بها، فتقتلع كل أجواء الكآبة من حولها. ومن لا يعرفها قد لا يتوقع أنها خرجت للتو من تجربة مثقلة بكميات هائلة من الألم، لا تتسع لها حروف الأبجدية. إنها الشيف فجر المنصوري، المتعافية من سرطان الثدي، والمحاربة الشرسة التي غيرت مفاهيم المرض بتجربة فريدة ومختلفة، لا تشبهها أي تجربة أخرى؛ كل ما فيها متفرد وخاص، وعلى مقاس فجر وحدها. فجر تعد نفسها مناضلة للبقاء على قيد الحياة، كحالة الناجي المحارب من أجل البقاء. فالتشخيص غيّر نظرتها إلى الدنـيا كلها. أما سقوط الشعر، الذي يعد من أصعب الأعراض على كثير من النساء، فقد رأته نعمة، ووصفته بأنه زأبسط الأعراض وأتفههاس، مؤكدة أنها مستعدة أن تخسره طوال حياتها، فقط لتبقى بجانب أبنائها. رسالة صوتية وصلتها من الفنانة نوال الكويتية، مثلت لها دفقة أمل مهمة في نضالها مع السرطان، إذ منحتها دعما نفسيا ومعنويا عميقا في أصعب المراحل. صوتية الفنانة نوال الكويتية ألهمتنـي حياة مادية لا تتعدى حدود العمل كانت حياتها، كما تصفها، مليئة بالغرور والتكبر. كانت تشعر وكأنها تملك الدنـيا كلها، ولا يوجد من يستطيع إيقافها. كانت في ذروة شبابها وتستطيع أن تفعل كل ما تريده. كرست كل وقتها للعمل، حيث كانت تملك مطاعم وتحقق نجاحا متزايدا، وكان تركيزها منصبا بالكامل على عملها. بالنسبة لها، لم تكن للحياة قيمة سوى العمل، وكان هدفها ماديا بحتا. كانت تنظر إلى الحياة من منظور مادي ضيق، وفق معادلة بسيطة: واحد زائد واحد يساوي اثنـين. كانت تبحث عن المردود المادي والمالي، وعن السفر والراحة، وكلها كانت متاحة بالفعل، لكنها لم تكن الأهم. فقد كانت جميعها مرتبطة بالعمل؛ حتى سفراتها كانت سفرات عمل، إذ كانت حياتها بأكملها موظفة لخدمة عملها فقط. شعور هادئ وغريب حين عرفت أنها مصابة بسرطان الثدي، كان شعورها هدوءا غريبا، ولم تتوقع أن يكون رد فعلها بهذه الطريقة. وتوضح أنها في الحقيقة لم تتلق الكلمة بشكل مباشر؛ لأنها عندما ذهبت إلى الفحص كانت متوقعة الأمر، فهي تعرف جسدها وروحها والتغييرات التي حدثت لها. كانت تجري الفحوصات بشكل دوري، ولذلك كانت تدرك التغيرات التي يجب الانتباه إليها، والتي ظهرت بالفعل. ذهبت إلى الموعد وهي تضع في ذهنها احتمال وجود ورم، خصوصًا أن المرض وراثي في عائلتها؛ فقد توفيت والدتها بسببه قبل عامين، وكذلك خالتها، وتقول: "لدينا تاريخ عائلي من الجهتين". كانت التغيرات واضحة جدا: الغدد يمكن تحسسها باللمس، مع نزول سريع في الوزن. لذلك، كنت مستعدة لتلقي الخبر. صدمة الانتشار كانت تتوقع وجود ورم لديها، لذلك بادرت بسؤال الطبيبة قبل أن تنطق: "لا أريد أن أعرف إذا كان هناك ورم أم لا، ما أريد أن أعرفه هو مدى انتشاره". طوال الفحص ومعاينة الغدد وحديث الطبيبة معها، كانت هادئة وتحاول جاهدة ألا تظهر أي ملامح سلبية على وجهها. لكن بالرغم من ابتسامتها، قرأت في تفاصيل ملامحها خبرا تحاول إخفاءه؛ فرأت ملامح القلق يتسرب من عينـيها ولم تستطع ابتسامتها أن تخفيه، وبعد لحظة صمت قالت: "منتشر، لكن إلى أي حد لا نعلم. فلا تخافي، لن نستطيع أن نعرف مدى الانتشار إلا بعد الفحوصات الإضافية اللازمة". في تلك اللحظة شعرت بصدمة، فقد كانت تظن أنه مجرد غدة واحدة فقط. وتساءلت بدهشة: "كيف غاب عنـي ذلك وأنا كنت أفحص بشكل دوري، شهريا وسنويا، عند الطبيب؟". التشخيص غير نظرتها إلى الدنـيا كلها عندما أخبروها ببدء العلاج الكيميائي، دخلت في حالة نفسية مختلفة، حالة الناجي والمحارب من أجل البقاء. أثناء العلاج لم يكن شيء يؤثر في نفسيتها، ولم تعترض على آلام الإبر أو غيرها من الأوجاع، بل كانت تعد نفسها مناضلة للبقاء على قيد الحياة. كانت تخاطب نفسها قائلة: زتحملي كل شيء، المهم أنك مازلت تتنفسين، ومن بين كل ما يقوله الأطباء يبقى الأهم أنك مازلت في منزلكس. وتضيف: "أدركت حينها أننـي معتزة بقوتي إلى درجة الغرور، مع أننا في الحقيقة كائنات ضعيفة بين يدي الله وتحت رحمته". أما الوقت أثناء فترة العلاج، فلم تكن له قيمة حقيقية بالنسبة لها؛ إذ كان الأمر كله مسألة صبر. لذلك شعرت أنه يجب أن تستثمر كل دقيقة وألا تضيعها بأي ثمن، فكل دقيقة كانت ألما. سقوط الشعر نعمة كان الشعور بالمجهول المسيطر طوال رحلة العلاج من أصعب اللحظات؛ لأنها لم تكن تعرف الخطة المقبلة إلا بعد أن تتخطى الخطوة السابقة. فلا يمكن المضي بالعلاج إلا بعد إنهاء كل خطوة بنجاح، لذلك كان المجهول هو المسيطر. وتعترف أنها تعانـي فوبيا من جهاز أشعة الرنـين المغناطيسي، فكانت مستعدة لتحمل كل الألم إلا لدخول هذا الجهاز. أما سقوط الشعر، فبالرغم من أنه كان صعبا على كثيرات، إلا أن نظرتها كانت مختلفة. وتقول: "إذا كان شعري يساوي حياتي، فأنا مستعدة أن أخسره طوال حياتي وأبقى مع أولادي". بالنسبة لها، كان فقدان الشعر أقل الأعراض وطأة، وأبسطها وأتفهها. ففور إخبارها عن البدء في العلاج الكيميائي، حلقت شعرها بنفسها، وبعد فترة وجيزة نما مجددا. سقوط الشعر ساعدها في تخفيف الألم، وتقول: "حين يسقط الشعر لا تحتاجين لتسريحه أو الاهتمام به، فتتفرغي لما هو أهم، وتتخلصين من الانشغال به. وهذا أمر أراه نعمة، وإيجابيا وليس سلبيا". تجربة السرطان فريدة لا يمكن مقارنتها وتوضح المنصوري أن كثيرين لا يدركون حقيقة مرضهم ويسيئون فهم أبعاده، وتؤكد أن هذا أمر طبيعي؛ لأن ما يمرون به لم يمر به الآخرون، ولا يمكنهم فهم طبيعته أو إدراك معناه بالكامل. فتجربة السرطان تجربة خاصة، وتجربة العلاج كذلك تجربة فريدة لا يمكن مقارنتها بأي شخص آخر. لذلك، من الطبيعي ألا يفهموا ما يعانونه. المرض يعيد ترتيب العلاقات أصبحت تقدر العلاقات أكثر، وتفهم معنى كلمة حب بشكل أعمق. كما صارت تدرك قيمة الناس وتعي حقيقة الحب بصورة أوضح. وتقول: المرض يعيد ترتيب علاقاتك الاجتماعية بنفسه، دون تدخل منك؛ فهو الذي يعيد تشكيلها ويرتب لك كل شيء. الخوف من عودته وعن خوفها من عودة المرض، تؤكد أنها تشعر بالقلق، لكنها ليست خائفة كثيرا، لأن جميع الأطباء الذين صادفتهم خلال رحلتها أصبحوا أصدقاءها. وتشعر أنها محاطة بأصدقاء محبين ومفيدين؛ لأنهم يدرسون المرض جيدا ويمكنهم ملاحظة أي تغيير. اكتشفت أنها أقوى اكتشفت أنها أقوى مما توقعت، فلم تتوقع أن تتحمل، وتصبر، وتحافظ على هدوئها بهذه الطريقة. فشاهدت جانبا جديدا في نفسها، ولمست الجانب الإنسانـي بداخلها. أدركت حينها الحديث النبوي: "احمل أخاك المؤمن على سبعين محملس. فهمت معناه بعمق، فتقول: زليس من السهل أن تعرف ما مر به من حولك، سواء كان بسرطان أو مرض آخر أو أي مشكلة أخرى. لذلك، لا أحكم على الناس وأعذرهم دائما". اكتشاف الجانب الإنسانـي تؤكد فجر أنها لو لم تصب بسرطان الثدي، لما تعلمت الصبر، ولما اكتشفت قوتها، ولما أتقنت استغلال الوقت بطريقة صحيحة. أيضا، لما كانت قادرة على بناء ما أنجزته بهذه الفترة من تطور وظيفي هائل جدا. المرض جعلها تركز أكثر على الجانب الإنسانـي، بدل التركيز فقط على الطبق وطريقة تحضيره وتقديمه وطبخه. فالآن أصبحت تفكر في من هم أمامها من الناس، كيف ترضيهم بطبق، وكيف تجعل الطبق ممتعا لهم. وعندما يتذوقون وجبة، يعبرون بدهشة وإعجاب: زتناولناها من فجر!س. الاعتزاز بالتجربة بعد التعافي، أحبت ما تعلمته من التجربة بفترة العلاج، وكانت تخشى أن تخسره وتفقد مكاسب ذلك الوقت؛ لأنها اكتسبت روحها. فلم ترغب في خسارة التجربة التي مرت بها، بما فيها من أشخاص ومشاعر، بتناقضاتها بين الزعل والفرح، ومشاعر من حولها؛ فهي مشاعر لم تشعر بها من قبل، وشعرت بها وقت العلاج؛ لأنهم في ذلك الوقت لم يكونوا قادرين على الكذب بمشاعرهم، فكانت جميعها صادقة. أقول لكل من تمر بتجربة السرطان: تماسكي أمام كل ما يواجهك، ومن بين كل ما يقوله الأطباء، يبقى الأهم أنك مازلت في منزلك وبين عائلتك، فهذا لا يقدر بثمن. الوقت خلال فترة العلاج لا يحمل قيمة حقيقية؛ فالأمر كله مسألة صبر. لذلك يجب استثمار كل دقيقة وعدم تضييعها بأي ثمن، فكل دقيقة قد تكون ألما. أما سقوط الشعر، فبالرغم من أنه صعب على كثيرات، لكن لتكن نظرتك مختلفة؛ فانظري للجانب الممتلئ من الكأس، حينها ستدركين أنه إذا كان الشعر يساوي حياتك، فستكونـين مستعدة أن تخسريه طوال حياتك وتبقي مع أولادك. مرض السرطان يعيد بنفسه ترتيب حياتنا وعلاقاتنا، دون تدخل منا. كما يجعلنا نفهم أن من الطبيعي ألا يفهم الآخرون حقيقة ما نمر به؛ لأن التجربة لا يعيشها إلا من يخوضها بنفسه.
حذرت جمعية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة من عارض شائع جدا قد ينذر بالإصابة...
أظهرت دراسة حديثة أن فحص دم جديداً قد يفتح الباب أمام ثورة في الكشف المبكر عن...
نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، منشورا طويلا يتحدث فيه عن الصين، قائلا...
إن الشيخوخة هي عملية التقدم في السن. في علم الأحياء، تشير الشيخوخة إلى كيفية تآكل...
في سابقة تهزّ الإعلام البريطاني، اكتشف المشاهدون أن المذيعة التي تابعوها طوال...
أثار قرار المجلس العسكري في مالي بتسريح عشرة ضباط من الجيش بتهمة "التآمر"...
أثار قرار المجلس العسكري في مالي بتسريح عشرة ضباط من الجيش بتهمة "التآمر"...
وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب مرسوماً يفرض رسوماً جمركية بنسبة 25 في المائة على...
أثار الفنان تامر حسني قلق جمهوره بعد ظهوره في مقطع فيديو نشره على حسابه الخاص...
في اليوم الرابع من فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، عقدت جلسة...