X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 30/Sep 19:27

زهرة أحمد: تجربة سرطان الثدي ليست نزهة عابرة

  زهرة أحمد، مديرة قسم في أحد البنوك، امرأة تعشق الحياة، وكانت تعيشها طبيعية بكل تفاصيلها ومليئة بالسعادة والحيوية والنشاط، وتملك روحا مرحة وقيادية، تتذوق الحياة بكل اطمئنان وأمان، لم تكن تعانـي من أي مشكلة أو عارض صحي، وكانت تحب الرسم والسفر، وتستمتع بحياتها بشكل اعتيادي. ولكن سرطان الثدي عبث بهدوئها وسكينتها؛ فقد عاشت لحظات مؤلمة مع إصابة والدتها، ولم يمهلها القدر ثلاثة أشهر حتى فرض الفحص المؤجل أقداره الذي كان بصمة الحياة، والومضة التي كشفت السرطان المتسلل خلسة لجسدها، والمنقذ قبل أن يفرض المرض سطوته وسيطرته، بالرغم من أنه استطاع فعلا أن يطفئها ويغرقها في العتمة ويكتم أنفاسها، لتزداد محنتها مع وفاة ابنة عمها من ذات المرض، لكنها تقرر أن تناضل وتهزم المرض بسلاح التجاهل، وتنتشل ذاتها المتعبة، وتتعلق ببقايا الضوء الناجية من جحيم عتمة المرض، وتتشبث بها حتى تصل لآخر النفق، وتسعف ابتسامتها الجريحة وتنعشها. تعترف أنها بكت بغزارة في لحظة ما مليئة بالخوف والحزن، فهذا لا يعنـي أنها ضعيفة. بل ترى أن هذا شعور إنسانـي طبيعي، وهو صغير جدا أمام حجم الألم الحقيقي الذي تعانـيه. الفحص المؤجـل وبصمـة الحيــاة الفحص المؤجل في أكتوبر 2024 أرسل البنك بريدا إلكترونـيا للموظفين يطلب منهم الذهاب لإجراء الفحص السنوي. كانت زهرة أحدهم، ومع أنها كانت تسجل عادة كل سنة، لكن هذه المرة، كلما حددت موعدا لم تلتزم به؛ لانشغالها. حتى نهاية نوفمبر، اتصلوا بها ليخبروها أن ذلك اليوم هو آخر فرصة للاستفادة من الفحص المجانـي. بعد انتهاء عملها كانت مترددة في مواقف السيارات: هل تذهب أم لا؟ ثم قررت أن تذهب حتى لا يقال إنها لم تستجب لطلب البنك. كانت واثقة أنها بخير، لكن فور إجراء الأشعة فوق الصوتية قال لها الطبيب: زهناك ورم صغير جدا في الجهة اليمنى، لا يلاحظ باللمس، ويجب أخذ خزعة للتأكد إن كان حميدا أو خبيثاس. شعرت حينها أن قدماها لا تحملانها من الخوف، ولا تعلم كيف تمكنت من الخروج وركوب السيارة. تقول: زأخبرت أختي أولا، وطلبت منها ألا تتوتر، لكنها كانت مصدومة مثليس. وفي اليوم التالي مباشرة أجرت الخزعة، فقد كانت مصرة على عدم الانتظار وتجنب القلق. صدمة صامتة بعد أيام قليلة، تلقت اتصالا للحضور وأخذ النتيجة. شعرت بالخوف وكأن الاتصال إشارة لخبر سيئ. ذهبت مع زوجها وأختها، وهناك قال الطبيب: زللأسف، الورم خبيثس. لكنها لم تبك، فقط قالت زالحمد للهس. لم تكن لديها طاقة للبكاء، ربما لأن صدمة مرض والدتها كانت ما تزال تثقلها. فقبل ثلاثة أشهر فقط من تشخيصها اكتشفت إصابة والدتها بالمرض، وهي أكبر أخواتها، كان هم مرض والدتها يسيطر على شعورها أكثر من خبر إصابتها. الأم تلهم البنت أخبرها الطبيب أن الورم في المرحلة الثالثة، لكنه صغير، وأنه ستجرى لها عملية لاستئصاله، وبعدها ستحول إلى قسم الأورام للمتابعة. في تلك اللحظة كان تفكيرها كله منصبا على أولادها: كيف سيتلقون الخبر؟ لديها ابنة في الجامعة، وتوأم في الصف الثالث الإعدادي، وكان يؤلمها جدا أن تراهم يتضايقون. لذلك أجرت العملية دون أن تخبرهم. وحين بدأت جلسات العلاج الكيميائي، صارحتهم مع والدتها التي كان عندها موعد في نفس اليوم والمكان ذاته، المفارقة أن أمها، التي كانت منهارة بسبب مرضها وتبكي كثيرا، تغير حالها تماما حين علمت بإصابة ابنتها. أصبحت أقوى، وأخفت دموعها لتكون سندها لابنتها وتشد من أزرها. تجربة سرطان الثدي ليست نزهة الجميع كان يدعمها، خصوصا أن أمها أصيبت بسرطان الثدي في الوقت نفسه. وكما لم يكن الأمر سهلا عليها، لم يكن سهلا عليهم أيضا. كانت هي أكبر أخواتها، وكان من الصعب أن يواجهوا هذا الوضع معا. لكن أكثر ما كان يضايقها هو سماع عبارة: زالحمد لله، سرطان الثدي أبسط الأنواعس. فتقول زفي الحقيقة، نعم قد يكون قابلا للعلاج، لكنه في النهاية سرطان ومرض خبيث، ورحلته شاقة بين الكيميائي، العمليات، الإبر، الأشعة، المواعيد المتكررة وسحب الدم. لذلك لم يكن مقبولا أن يقال لي إن الأمر سهل أو إن علاجه مضمون، فهذا يستصغر من معاناتي ولا ينصفنـي. من لم تعش التجربة، ولم تخض الكيميائي، لا يمكن أن تفهم حجم الألم والصعوبةس. الشعر رمز الأنوثة أصعب لحظة كانت عندما بدأ شعرها يتساقط. في تلك اللحظة أمسكت بالموس وحلقته كاملا. كان الأمر قاسيا جدا عليها، أن تجلس أمام المرآة وتشاهد شكلها يتغير بهذه الصورة. تلك اللحظة ما زالت عالقة في ذاكرتها، ولم تتجاوزها بعد. وتشعر أنها لن تستعيد ذاتها إلا عندما يعود شكلها كما كان من قبل. وأضافت أنها أثناء فترة العلاج فقدت جزءا من أنوثتها، وشعرت وكأنها جثة هامدة تمشي. فالشعر بالنسبة لها هو رقم واحد، وهو زينة المرأة والأبرز في أنوثتها، لكنها وجدت نفسها في لحظة واحدة بلا شعر. وأشارت إلى أن زوجها حلق شعره تضامنا معها ومواساة لها، وأصر أن يكون إلى جانبها رغم محاولتها طمأنته. تقول إنها تضايقت كثيرا، إذ إن والدتها عودتهن منذ الصغر على أن الشعر لا يقص ويجب أن يكون طويلا. وبعد أربعين سنة بشعر طويل، تفقده فجأة! كانت تلك صدمة حقيقية وجرحا عميقا، إذ وجدت نفسها بلا شعر ومع وزن زائد، لتشعر بأنها امرأة مختلفة تماما. كان ذلك مؤلما للغاية، وأثناء فترة العلاج لم تستطع الجلوس في المنزل دون وضع قبعة أو وشاح. وتضيف أنه إذا فقد الرجل شعره، لا مشكلة كبيرة، بل ربما يكون له زستايلس خاص، ومع ذلك يتأثر، لكن بالنسبة للمرأة فالموضوع مختلف. الواقع المؤلم لا يجمّل واستطردت: زلا يمكن أن نجمل الواقع بكلمات إيجابية تغير الحقيقة، لكن يمكننا أن نتعامل معه كلحظة مؤقتة نمر بها لنصبح أقوى. الحمد لله، أصبت بالمرض، وتعالجت، وتجاوزت هذه المرحلة. مررت بجميع فصول العلاج، لكننـي عدت إلى الحياة مجددا. ورافقتنـي في رحلتي ألطاف الله وتوفيقاتهس. انعزالية وحنـين للشكل القديم لم تعد ترغب في الخروج أو مواجهة الناس. حتى العمل قررت أن تؤديه عن بعد، فقط لتتجنب نظرات الآخرين التي لم تكن تحتملها. كانت أيامها تمر بين المستشفى والبيت فقط. أحيانا تبقى شهرا كاملا دون أن تخرج. لم ترغب أن يراها الناس بهذه الهيئة. وتقول: زربما لو رآنـي شخص غريب لا يعرفنـي، فلن أتأثر؛ لأنه لا يملك صورة سابقة عنـي، لكن أن يرانـي من يعرفنـي ويشاهد التغير الكبير الذي حصل، فهذا كان يضايقنـي جداس. مرحلة التعافي والانعتاق من الماضي وتضيف: زالآن، وأنا في مرحلة التعافي، لا أنكر أننـي مازلت أشعر بالضعف والألم في جسدي، لكننـي تجاوزت الأصعب. لذلك حين تسألنـي عن الشكل أو الأنوثة أو عن فكرة التصالح معها، أقول إننـي مازلت في طور إعادة بناء ذاتي، واستعادة شكلي وأنوثتي من جديدس. كانت تهرب من نظرات الدهشة والشفقة والنظرات القاتلة لشكلها الجديد. ومع ذلك، طوال هذه الفترة وحتى الآن، تشعر أن الشخص الذي بداخلها هو ززهرةس القديمة. فتنسى أحيانا أن شكلها تغير عن السابق، وتتصرف على أساس صورتها السابقة. لكن يبقى الشكل جزءا أساسيا من شخصية المرأة. الفحص المبكر واجب تؤكد زهرة أهمية الفحص المبكر، وتراه واجبا على كل امرأة، فهي اكتشفت المرض صدفة عن طريق الفحص المبكر، بالرغم من أن الطبيبة أخبرتها بعدم حاجتها للفحص؛ لأن النوع الذي أصيبت به والدتها ورم غير وراثي. لكن الفحص المبكر كشف إصابتها بعد ثلاثة أشهر من حديث الطبيبة، فأنقذ حياتها. فلو لم تجر هذا الفحص لكان الورم كبر حتى يتم اكتشافه. معتقدات خاطئة وبينت أن كثيرا من النساء يتجنبن الفحص بسبب معتقدات خاطئة. وهذا ما حدث فعلا مع والدتها، التي كانت تتجنب الفحص خوفا من الإصابة، إذ كانت تعتقد أن هذا نوع من استدعاء المرض والدعاء على النفس بما هو أسوأ، وتشاؤم سيكون حقيقة وواقعا إذا فكرن فيه، وأن التجاهل يبعد المرض. وتضيف أنه، مع الأسف، هذا اعتقاد شائع بين كثير من النساء. فالحقيقة أن والدتها تركت الورم ثلاث سنوات ونصف حتى كبر ووصل إلى 4 سم، بسبب رفضها إجراء الفحص. لكن الحقيقة أن الفحص المبكر مهم جدا، حتى لو كان فحصا يدويا، فكلما اكتشف المرض في مراحله المبكرة، قبل أن يكبر أو ينتشر، كان العلاج أسهل بكثير وأقصر زمنا. كما دعت إلى توفير الفحص الدوري مجانا في مراكز عدة، فليس كل النساء لديهن القدرة المادية لإجرائه، وبحد أدنى في شهر أكتوبر (الشهر الوردي)؛ لأن ذلك سيوفر الكثير من تكاليف العلاج مستقبلا. المرض مخيف، لكن الجانب النفسي مهم جدا ولفتت إلى أن العامل النفسي مهم جدا ويلعب دورا أساسيا في مواجهة هذا المرض المرعب. فالورم موجود في الجسم، لكنه لا يؤلم جسديا بقدر ما يؤلم نفسيا. لذلك كانت تحرص طوال فترة العلاج على الجلوس مع طبيبة نفسية كل شهر، وكانت زالفضفضةس تساعدها كثيرا. البكاء لا يعنـي الضعف وتضيف: زلذلك من المهم أن يحاول المريض قدر المستطاع أن يبعد فكرة المرض عن عقله، فالتجاهل أحيانا يساعدك على الاستمرار في العلاج دون أن تشعر بثقل الفترة. ومع ذلك، أثناء العلاج يبقى التوازن النفسي أمرا صعبا. فمن الطبيعي أن تضحك وتبتسم أياما قليلة، ثم تجد نفسك متعبا أو متضايقا دون قصدس. وتوجه كلمتها للمحاربات: زإذا بكيت في لحظة ما، أو شعرت بالخوف أو الحزن، فهذا لا يعنـي أنك ضعيفة. بل على العكس، هذا شعور إنسانـي طبيعي، وهو صغير جدا أمام حجم الألم الحقيقي الذي تعانـينه. اسمحي لنفسك أن تبكي، ولا تكبتي مشاعرك، سواء كانت حزنا أو فرحا. لكن في الوقت نفسه، لا تدعي الحزن يسيطر أو يطغى على حياتك؛ فهو مجرد فترة وستنقضي. وإذا شغلت عقلك بأشياء أخرى، ستكتشفين أن الأيام تمضي وتمشي، وأن هذه المرحلة ستصبح مجرد تجربة عابرةس. وطمأنت المرضى بأنه لا داعي للخوف، فالعلاج مهما كان صعبا، إلا أنه أصبح متوفرا في البحرين بخلاف السنوات الماضية. فهي قد عرضت خطة علاجها على مستشفيات في لندن والأردن وتركيا، وقد أشادوا بها ونصحوها بالعلاج في البحرين. إذا بكيت في لحظة ما، أو شعرت بالخوف أو الحزن، فهذا لا يعنـي أنك ضعيفة. بل على العكس، هذا شعور إنسانـي طبيعي، وهو صغير جدا مقارنة بحجم الألم الحقيقي الذي تعانـينه. اسمحي لنفسك أن تبكي، ولا تكبتي مشاعرك، سواء كانت حزنا أو فرحا. لكن في الوقت نفسه، لا تدعي الحزن يسيطر أو يطغى على حياتك؛ فهو مجرد فترة وستنقضي. وإذا شغلت عقلك بأشياء أخرى، ستكتشفين أن الأيام تمضي، وأن هذه المرحلة ستصبح مجرد تجربة عابرة. لا يمكن أن نجمل الواقع بكلمات إيجابية تغير الحقيقة، لكن يمكننا التعامل معه كلحظة مؤقتة نمر بها لنصبح أقوى. العامل النفسي مهم جدا ويلعب دورا أساسيا في مواجهة هذا المرض المرعب؛ فالورم موجود في الجسم، لكنه لا يؤلم جسديا بقدر ما يؤلم نفسيا.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

الكشف المبكر يعني علاجا أبسط وأقصر وفرصة أكبر للشفاء من سرطان الثدي

albiladpress.com - 11/Oct 18:44

اختصاصيو الأشعة هم الحاجز الأول في رحلة سرطان الثدي، والمرحلة الأولى التي يخطوها...

Sorry! Image not available at this time

الدكتورة الريس: 98 % نسبة الشفاء من سرطان الثدي والكشف المبكر يُقلل معدلات الوفاة

albiladpress.com - 13/Oct 19:37

في أجواء مفعمة بالأمل والإصرار، نظمت مؤسسة البلاد الإعلامية فعالية توعوية متميزة...

Sorry! Image not available at this time

الدكتورة الريس: 98 % نسبة الشفاء من سرطان الثدي والكشف المبكر يُقلل معدلات الوفاة

albiladpress.com - 13/Oct 19:37

في أجواء مفعمة بالأمل والإصرار، نظمت مؤسسة البلاد الإعلامية فعالية توعوية متميزة...

حمزة نمرة يلجأ للعلاج النفسي بسبب مرض نجله الغامض

almaghribtoday.net - 18/Oct 19:42

عاش المطرب المصري حمزة نمرة تجربة صعبة بسبب مرض نجله الصغير تميم حينما كان في...

Sorry! Image not available at this time

لا تتجاهل التعب عند الاستيقاظ.. قد يكون أول إنذار للسرطان

albiladpress.com - 10/Oct 17:09

حذرت جمعية لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة من عارض شائع جدا قد ينذر بالإصابة...

Sorry! Image not available at this time

إبراهيم السطري: أحفظ ذاكرة الصحافة العربية وأعمل منفردا

albiladpress.com - 10/Oct 21:20

  أقدم ما أمتلكه من مطبوعات مجلات “المختار” بين الأعوام 1944 و1947 الثورة...

نتائج مشجعة لفحص دم قادر على كشف أكثر من 50 نوعاً من السرطان

almaghribtoday.net - 18/Oct 14:24

أظهرت دراسة حديثة أن فحص دم جديداً قد يفتح الباب أمام ثورة في الكشف المبكر عن...

دراسة تؤكد فعالية الإشعاع كبديل للجراحة في علاج سرطان الرئة

almaghribtoday.net - 20/Oct 23:25

من المعروف أن سرطان الرئة هو نمو غير طبيعي وغير منضبط للخلايا في الرئتين، غالباً...

Sorry! Image not available at this time

الإنترنت المجاني فخ رقمي

albiladpress.com - 17/Oct 22:15

  في عالم يتحوّل فيه كل شيء إلى رقمي، بات الأمن السيبراني لا يقل أهمية عن الأمن...

Sorry! Image not available at this time

"أمور غريبة وخطوة شريرة".. ترامب يهاجم الصين ويهدد بالردّ

albiladpress.com - 10/Oct 17:08

نشر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، منشورا طويلا يتحدث فيه عن الصين، قائلا...