Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 02/Oct 22:28

بحريني يجمع مئات المجسمات للشاحنات الثقيلة النادرة

في غرفة صغيرة داخل منزله، يخصص محمد جناحي مساحة خاصة لهوايته التي رافقته منذ سنوات الطفولة: جمع مجسمات الشاحنات والمركبات الثقيلة. رفوف مرتبة بعناية تضم مئات النماذج، منها ما يمثل آليات بناء، وأخرى لرافعات، وسيارات إطفاء ودفاع مدني، إضافة إلى مجسمات نادرة يصعب العثور عليها في الأسواق. حكاية البدايات قال جناحي إن علاقته بالمركبات الثقيلة بدأت في سن مبكرة، عندما كان يراقب مرور الشاحنات في الطرقات بإعجاب وفضول، وأضاف “منذ الصغر كنت أنظر إليها كأكثر من مجرد وسيلة نقل، لذلك عندما حصلت على أول مجسم من خالي، شعرت برغبة في الاحتفاظ به وفهم تفاصيله أكثر”. هذه البداية البسيطة تطورت مع مرور الوقت، حتى أصبح يمتلك اليوم مئات القطع التي جمعها على مدى سنوات طويلة، بعض هذه المجسمات يعد نادرًا، فيما أنتج بعضها الآخر بكميات محدودة على مستوى العالم. البحث عن المجسمات لم يكن جمع هذه النماذج أمرًا سهلًا أو محصورًا في السوق المحلية، بل ارتبط برحلاته إلى الخارج، ففي زياراته إلى ألمانيا، الصين، والولايات المتحدة، بريطانيا، حرص جناحي على اقتناء مجسمات أصلية من متاجر متخصصة ومصانع نماذج صناعية، كما لجأ إلى المزادات الإلكترونية العالمية التي توفر قطعًا لهواة المجسمات. وأشار جناحي إلى أن بعض النماذج كلّفته مبالغ كبيرة، لكنه يرى أن قيمتها الحقيقية تكمن في ندرتها ودقة تفاصيلها، ووضح “الهواة يعرفون جيدًا أن هناك قطعًا لا تتكرر بسهولة؛ لذلك أحيانًا أقبل بدفع مبلغ مرتفع مقابل قطعة محدودة الإصدار”. التكلفة والشغف على الرغم من أن هذه الهواية قد تبدو مكلفة ماديًا، خصوصا في حالة المجسمات النادرة أو المصنوعة بدقة عالية، إلا أن جناحي يعدها استثمارًا شخصيًا؛ فهي بالنسبة له ليست مجرد مجسمات تُعرض في خزانة، بل تجربة متجددة تمنحه متعة وارتباطًا بتفاصيل الهندسة والتصميم. وأضاف “أعتقد أن كل جيل من الهواة يمكن أن يضيف شيئًا جديدًا؛ لذلك أتمنى أن تكون مجموعتي مصدر إلهام للجيل القادم من أبنائي”. التوثيق والمعرفة ما يميز جناحي عن غيره من الهواة هو حرصه على توثيق المعلومات الخاصة بكل مجسم، بما يشمل الطراز، الشركة المنتجة، وسنة تصنيع النسخة الأصلية، وهو يرى أن هذه التفاصيل تحول الهواية من مجرد تجميع إلى نشاط معرفي يوثق مراحل تطور صناعة المركبات الثقيلة في العالم. وأشار إلى أن كثيرًا من الزوار يظنون أن هذه مجرد ألعاب أطفال، لكنه وضح “هذه نماذج دقيقة صُممت لهواة وفنانين ومهندسين يهتمون بالتفاصيل، الفرق واضح بين لعبة للأطفال ونموذج صناعي دقيق”. قيمة ثقافية تجربة جناحي تعكس جانبًا من الاهتمام بالهوايات الفردية في البحرين ومنطقة الخليج العربي، إذ بدأ يظهر جيل من الهواة الذين يكرسون وقتًا وجهدًا في مجالات تبدو غير مألوفة للآخرين. وأشار جناحي إلى أن هذه الهواية تسهم في تعزيز الصبر، وتنمية الذوق الفني، وفهم التاريخ الصناعي للمركبات. هواية محمد جناحي في جمع المجسمات تؤكد أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة قد يتحول إلى مشروع شخصي له قيمة معرفية وثقافية؛ فهي ليست مجرد قطع بلاستيكية أو معدنية، بل توثيق مصغر لعالم المركبات الثقيلة، وتجربة شخصية تمنحه الرضا وتفتح المجال أمام الآخرين لاكتشاف قيمة الهوايات غير التقليدية.