Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Oct 20:59

“حوار المنامة” سيشهد عودة دول غابت في دورات سابقة

أكد المدير التنفيذي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في الشرق الأوسط “IISS” الفريق الطيار مارتن سامسون، أنّ الاستعدادات تسير بخطى متقدمة لاستضافة النسخة الحادية والعشرين من “حوار المنامة”، المقرّر عقده في الفترة من 31 أكتوبر إلى 2 نوفمبر المقبل، بمشاركة واسعة من قادة الدول وصُنّاع القرار والخبراء من مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أنّ نسخة هذا العام تأتي في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة والعالم. جاء ذلك بمؤتمر صحافي عقده سامسون أمس، عبّر في مستهله عن تقديره للدعم الذي تحظى به هذه المنصة الدولية من ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، مؤكدًا أنّ استمرار انعقاد الحوار على مدى 21 عامًا يُعد شهادة على التزام البحرين الراسخ بتعزيز الحوار الدولي والإقليمي.  وأضاف سامسون “هذه المنصة أصبحت اليوم أكثر أهمية من أي وقت مضى؛ لأنها تجمع القادة والمفكرين في زمن تتسارع فيه التغيرات الجيوسياسية”. وأوضح أنّ عنوان نسخة هذا العام “القوة الإقليمية وفن إدارة الدولة وسط التغيرات العالمية”، يعكس بوضوح الواقع الذي تمرّ به دول الشرق الأوسط في ظل التحولات السياسية والاقتصادية والأمنية التي يشهدها العالم، مشيرًا إلى أنّ جدول الأعمال صُمّم ليواكب هذه التحولات ويركّز على قدرة الدول على التكيّف واستخدام أدواتها المختلفة، الاقتصادية والدبلوماسية والاجتماعية، لمواجهة التحديات المعاصرة. وأشار إلى أنّ المنطقة تسعى اليوم لرسم مستقبلها بيدها وتحديد شكل علاقاتها مع القوى الخارجية انطلاقًا من مصالحها الوطنية، مضيفًا أنّ الحوار سيتناول قضايا الدفاع والطاقة والاقتصاد والتجارة والسياسة، وهي ملفات تمسّ الأمن الإقليمي ومصالح المجتمع الدولي على حد سواء. القادة الشباب  وسلّط سامسون الضوء على برنامج القادة الشباب الذي يشارك فيه هذا العام ممثلون من دول مجلس التعاون والمغرب ومصر والأردن، موضحًا أنّ البرنامج يهدف إلى تمكين جيل جديد من القيادات العربية الشابة القادرة على صياغة مستقبل المنطقة. كما أشاد بالدور الحيوي للمتطوعين البحرينيين قائلا “لقد أدهشنا التزامهم وحماستهم؛ فهم يعرفون تفاصيل التنظيم أحيانًا أكثر من بعض أفراد فريقنا. إن ما يقدمه الشباب البحريني من عطاء وحماسة يجعل أجواء الحوار أكثر ترحيبًا وإنتاجًا”. مشاركة فلسطينية  وفي معرض رده على سؤال عن تقييم مسيرة الحوار بعد 21 عامًا، وإمكان مشاركة وفد فلسطيني رسمي في ظل الأوضاع الجارية في غزة، قال سامسون “نحن في البحرين ومعهد الدراسات الاستراتيجية نوفّر مساحة آمنة للحوار، وهي ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى. البحرين أثبتت التزامها بهذا النهج منذ إطلاق الحوار، وهذا العام يكتسب أهمية إضافية مع استعدادها لتولي مقعدها في مجلس الأمن بالعام 2026”. وأضاف أن الحوار هذا العام “يدعم دور البحرين الدولي المتصاعد”، مشيرًا إلى أنّ استضافتها لقمة مجلس التعاون الخليجي في العام ذاته تمنح الحوار بُعدًا إضافيًا كمجال للتشاور الدبلوماسي الهادئ قبل القمم الكبرى. وأكد سامسون أنّ أبواب الحوار مفتوحة أمام الجميع دون استثناء، معربًا عن أمله في مشاركة وفد فلسطيني رسمي هذا العام، “وإن لم يتمكن من الحضور فالقضية الفلسطينية ستكون حاضرة في النقاشات”. وبشأن مشاركة سوريا، كشف سامسون عن أنّ المعهد تواصل أخيرا مع القيادة السورية مباشرة، معربًا عن تفاؤله بمشاركة قوية هذا العام على رغم بعض التحديات التنظيمية والسياسية. 60 دولة  وعن مستوى المشاركة، أشار سامسون إلى أنّ النسخة الماضية شهدت تمثيل 65 دولة، موضحًا أنّ الدعوات هذا العام وُجهت إلى عدد مماثل، وأن عدد الدول المشاركة قد يتراوح بين 40 و60 دولة، وربما أكثر، في ظل اهتمام متزايد من دول جديدة بعد تطوير علاقاتها بالمنطقة. وبيّن أن القائمة النهائية للوفود ستُعلن في الأسبوعين المقبلين، لافتًا إلى أن تغييرات حكومية في بعض الدول، مثل فرنسا وبنغلاديش والتشيك، أثّرت مؤقتًا على مستوى التمثيل، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الاهتمام الدولي بالمشاركة “كبير جدًا هذا العام”. وفي ما يتعلق بالدول المدعوة مثل إيران وقطر وأوكرانيا وروسيا، شدّد سامسون على أن المعهد يعمل على إبقاء المنصة جامعة وشاملة، وقال “نحن مؤسسة مستقلة ولسنا جهة حكومية، ونسعى لإشراك أكبر عدد ممكن من الدول، مع إدراكنا للتعقيدات السياسية القائمة”. وأشار إلى أن اللقاءات الثنائية خلف الكواليس تشكّل محورًا أساسيًا في الحوار، موضحًا أن العام الماضي شهد مشاركة نحو 3500 شخص، معظمهم من المسؤولين وصُنّاع القرار، مشددًا على أنّ “الدبلوماسية الهادئة التي تتم في أروقة الحوار أسهمت في بناء جسور تفاهم ومنع تفاقم أزمات قبل أن تتحول إلى صراعات مفتوحة”. جلسات جديدة  كشف سامسون عن أنّ المعهد أدخل هذا العام عددًا من الجلسات المتخصصة والمحاور الجديدة التي صُمّمت بعد دراسة مستفيضة منذ فبراير الماضي، ومن أبرزها: “الجغرافيا السياسية للطاقة”، “إدارة التحولات السياسية في بلاد الشام”، “عصر نووي جديد.. المخاطر والفرص الاستراتيجية”.  وأشار إلى أنّ الجلسة العامة بشأن “تأمين الخليج” ستركّز هذا العام على الدبلوماسية والاقتصاد بدلا من التركيز التقليدي على الوجود العسكري. شركاء موثوقون وبحديثه عن مستقبل “حوار المنامة” في عقده الثالث، قال سامسون “نتمنى أن يكون العقد الثالث أكثر استقرارًا وسلامًا، لكننا ندرك صعوبة ذلك. هدفنا أن نكون شركاء موثوقين وصادقين مع الجميع، وأن يستمر الحوار طوال العام لا خلال أيام المؤتمر فقط”. وأضاف أن الهدف الأسمى للحوار هو تحفيز النقاش البنّاء وتوفير مساحة آمنة للتفاهم بدلا من الصراع، مؤكدًا أن “المنامة باتت وجهة رئيسة للحوار الدبلوماسي الهادئ”.  اتفاقيات مرتقبة  وفي ختام المؤتمر، كشف سامسون عن توقع عودة دول غابت سنوات للمشاركة، مشيرًا إلى أن الحوار سيضم جلسات مغلقة عن الجهات الفاعلة غير الحكومية بمشاركة أطراف من إفريقيا وأوروبا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط، بما يعزز التنوع ويمنح الحوار بعدًا عالميًا أوسع. وعن احتمال توقيع اتفاقيات في فعاليات الحوار، قال “لا أستطيع تأكيد ذلك، لكن من المعتاد أن تُعلن خلال حوار المنامة اتفاقيات أو نوايا مشتركة. في العام الماضي شهدنا انضمام المملكة المتحدة إلى اتفاقية الأمن الإقليمي (CSPPA)، ونأمل هذا العام نتائج إيجابية جديدة”. واختتم سامسون المؤتمر مؤكدا أن الهدف الأسمى لـ “حوار المنامة” هو بناء الثقة وتعزيز الفهم المتبادل بين دول المنطقة والعالم.