Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 05/Oct 16:38

الرعب يجتاح أثرياء العالم.. ضريبة جديدة تلاحق أموالهم

دب الرعب في أوساط العديد من الأثرياء والمليارديرات في العالم وذلك بعد أن تواترت الأنباء عن ضريبة جديدة ستلاحق أموالهم وثرواتهم، وذلك استجابة لتنامي السخط في أوساط الفقراء وأبناء الطبقة العاملة الذين يدفعون جزءاً كبيراً من دخولهم كضرائب بينما يُفلت المليارديرات من سداد الضرائب. وبحسب تقرير نشرته جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية، واطلعت عليه "العربية Business"، فعلى مليارديرات العالم أن يستعدوا لوابل من ضرائب الثروة مع تنامي السخط بين الطبقات العاملة. واقترح غابرييل زوكمان، وهو أحد أكثر الاقتصاديين نفوذاً في أوروبا، أن يتم فرض ضريبة بنسبة 2% على الأفراد الذين تزيد ثرواتهم عن 100 مليون يورو، وهو اقتراح أثار لغطاً كبيراً وجدلاً واسعاً في الآونة الأخيرة. ونقلت "تلغراف" عن زوكمان تأكيده أن "رضوخ الحكومات الأوروبية لدعوات زيادة الضرائب على الأغنياء مسألة وقت لا أكثر". وقال: "أنا مقتنع تماماً بأننا سنحقق ذلك. المنطق راسخ؛ إنه قوي جداً. المطالب الديمقراطية والدعم لهذا النوع من السياسات هائلان. إنها مسألة وقت فقط". وجاء هذا التأكيد على الرغم من المعارضة المتزايدة من أقوى رجال الأعمال في أوروبا، وعلى رأسهم برنارد أرنو، أغنى رجل في أوروبا. وهاجم أرنو وهو رئيس شركة (LVMH) الاقتصادي زوكمان مؤخراً مدعياً أن اقتراحه لضريبة الثروة، الذي تدعمه غالبية الناخبين في فرنسا، من شأنه أن يدمر الاقتصاد. وجاء هذا إلى جانب مزاعم بأن زوكمان "ناشط يساري متطرف في المقام الأول" يعتمد على "خبرة أكاديمية زائفة". وبينما تتزايد الانتقادات الشخصية للاقتصادي الفرنسي زوكمان وتزداد المعارضة لضريبته المقترحة، إلا أنه لا يزال متمسكاً بها، حيث أُطلق عليها اسم "ضريبة زوكمان". والأهم من ذلك، أنه كجزء من ضريبة الـ2% المقترحة، سيُجبر أولئك الذين يفرون من فرنسا أيضاً على دفع الضريبة لمدة خمس سنوات على الأقل، بغض النظر عن المكان الذي يذهبون إليه. كابوس المليارديرات وقال: "سأكون قلقاً لو لم يكونوا قلقين على الإطلاق. لقد أدركوا أن هذا اقتراح قوي، لأنه صُمم بحيث لا يوجد أي مخرج أو ثغرة. "كابوس المليارديرات". وسُلطت الأضواء على زوكمان وسط الاضطرابات السياسية في فرنسا، التي أشعلتها الانتخابات المبكرة التي دعا إليها الرئيس إيمانويل ماكرون العام الماضي. وأدى الفشل في فرض تخفيضات الإنفاق لمعالجة العجز المالي الهائل في فرنسا إلى استقالة رئيسين للوزراء خلال عام واحد، مع تزايد غضب الأسر من الوضع السياسي في البلاد. وفي ظل هذه الظروف، صاغ زوكمان سياسته بصفته أستاذاً في كلية باريس للاقتصاد، ويرأس أيضاً مرصد الضرائب في الاتحاد الأوروبي. ورغم أن خبراء الضرائب نادراً ما يحظون بشهرة عالمية، إلا أن زوكمان حقق ذلك مؤخراً، لدرجة أنه لُقب بـ"كابوس المليارديرات". ويُعد هذا الأكاديمي من أتباع توماس بيكيتي، مؤلف كتاب "رأس المال في القرن الحادي والعشرين" الأكثر مبيعاً عالمياً، وهو كتاب يدعو إلى فرض ضرائب تصاعدية على الثروة لمنع النخبة من اكتساب نفوذ كبير. وحقق أول إنجاز مهني له بالكشف عن تريليونات الدولارات المودعة في ملاذات ضريبية عالمية، حيث ألهمت أبحاثه ديمقراطيين أميركيين مثل بيرني ساندرز وإليزابيث وارن. ومع ذلك، لا شيء يُضاهي الدعم الهائل الذي حظي به اقتراحه الأخير لضريبة الثروة في فرنسا، حيث تبنى الحزب الاشتراكي الاقتراح، وسرعان ما انتقل هذا الزخم إلى دول أخرى أيضاً. ووفقاً لزوكمان، أصبحت مناقشات ضريبة الثروة "حتمية"، وقال: "لدينا وضع يدفع فيه الأثرياء ضرائب أقل بكثير بالنسبة لدخلهم مقارنةً بالفئات الاجتماعية الأخرى، وقد ارتفعت ثرواتهم بشكل كبير". وأضاف: "كان هناك اتجاه نحو ارتفاع ثروات المليارديرات على المستوى العالمي، ولكنه قوي بشكل خاص في فرنسا". ويدّعي زوكمان أن حوالي 1800 شخص سيتأثرون بضريبة الثروة التي اقترحها، والتي رفضها حتى الآن رئيس وزراء ماكرون الجديد، سيباستيان ليكورنو. وقال زوكمان إن الضريبة ستؤثر على شريحة صغيرة من النخبة الفرنسية، إذ إنها تستهدف فقط من تبلغ ثروتهم 100 مليون يورو أو أكثر، والذين يدفعون أقل من 2% من ثروتهم كضريبة دخل. وأضاف: "إذا كانوا يدفعون بالفعل 2% أو أكثر، فلن يتأثروا. فقد نمت ثرواتهم بمعدل 10% سنوياً في المتوسط على مدى العقود الثلاثة الماضية.