Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 26/Sep 21:27

البحرين والمنطقة تتجهان لتقليص الاعتماد على النفط في الكهرباء

في الوقت الذي يشهد فيه العالم تحوّلات متسارعة في مزيج الطاقة العالمي، تتجه دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومن بينها مملكة البحرين، نحو إعادة هيكلة سياساتها الطاقية، في محاولة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس لتوليد الكهرباء. وعلى الرغم من أن دول المنطقة تمتلك بعضًا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، إلا أن المنظور الاقتصادي والاستراتيجي الجديد يدفعها نحو استخدام أكثر كفاءة لمواردها الطبيعية، مع التركيز على الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة. وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية، إلى أن كمية النفط المستخدمة في توليد الكهرباء في المنطقة ستتراجع بشكل كبير بحلول العام 2035؛ ما يتيح فرصة للدول المنتجة، وعلى رأسها السعودية والعراق، لإعادة توجيه كميات كبيرة من النفط نحو التصدير أو الاستخدامات الصناعية ذات القيمة المضافة. انخفاض تدريجي لحصة النفط وعلى رغم توقّع زيادة الطلب على الكهرباء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 50 % حتى العام 2035، فإن حصة النفط في مزيج الطاقة ستتراجع من نحو 20 % إلى 5 % فقط. ويأتي هذا التحوّل نتيجة تصاعد اعتماد الدول على الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة، خصوصا في ظل التحديات المناخية وارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه؛ ما يفرض ضغوطًا إضافية على البنى التحتية الكهربائية. صادرات نفطية أعلى وعائدات مالية وأوضح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول، أن هذا التحول سيُمكّن السعودية من تحرير نحو 500 ألف برميل يوميًا، كما سيمكن العراق من تحرير نحو 220 ألف برميل يوميًا؛ ما يعزز صادراتهما النفطية ويزيد قدرتهما على تحقيق عائدات نقدية مهمة. وأشار بيرول إلى أن “التوقف عن استخدام النفط في محطات الكهرباء سيساهم في زيادة المعروض النفطي عالميًا، ويمنح الدول قدرة على الاستفادة من مواردها بشكل أكثر ربحية”. خطة التحول للطاقة المتجددة بالبحرين وضعت الهيئة المعنية بالكهرباء والماء “EWA”، خطة وطنية للطاقة المتجددة تهدف إلى أن تشكّل الطاقة النظيفة نحو 20 % من مزيج الطاقة الكهربائي بحلول العام 2035. مشروعات الطاقة الشمسية الكبيرة - مشروع المحطة الشمسية في بلاج الجزائر جنوب البحرين، أول محطة شمسية كبيرة لتوليد الكهرباء، بالتعاون مع القطاع الخاص، بقدرة إنتاج تصل إلى 150 ميجاوات، ويُتوقع تشغيلها في الربع الثالث من 2027. - مشروع المزرعة الشمسية المستقلة (IPP Solar Farm) في بلاج الجزائر، ضمن خطط تعزيز توليد الكهرباء من الشمس. - محطة الدور للطاقة الشمسية الكهروضوئية في المحافظة الجنوبية، بقدرة متوقعة بين 90 و100 ميجاوات.  - مناقصة لمحطة شمسية بقدرة تبلغ نحو 100 ميجاوات في منطقة الدور. - مشروع محطة بقدرة 44 ميجاوات في حرم جامعة البحرين، تستخدم الأسقف ومواقف السيارات لتوليد الطاقة. - مشروع “KAFA’A”، وهو برنامج وطني لزيادة كفاءة استهلاك الطاقة في المنشآت الحكومية والخاصة، خصوصا في القطاعات التي تستخدم طاقة كبيرة، والهدف منه هو حفظ الكهرباء وتقليل الانبعاثات. - تغيير إضاءة العموم إلى LED، وتحسين العزل الحراري للمباني، وتركيب تقنيات لتحسين كفاءة الطاقة في الإنشاءات الجديدة. تنويع المصادر وخفض الاعتماد على الوقود الأحفوري بالبحرين هناك خطة لتقليل توليد الكهرباء باستخدام النفط و‏‏‏الديزل، والاعتماد أكثر على الغاز الطبيعي، ثم الانتقال للطاقة الشمسية كمصدر متجدد، وعلى الرغم من أن معظم التوليد ما يزال يعتمد على الوقود الأحفوري، ولكن هناك انتقال تدريجي.  وتستخدم بعض المشروعات نماذج الشراكة مع القطاع الخاص لتسريع التنفيذ وتقاسم التكاليف والمخاطر. مشروعات صغيرة ومتوسطة وموزعة - تركيب ألواح شمسية على أسطح مبانٍ حكومية، ومدارس، وأبنية عامة، ومواقف سيارات؛ لتوليد طاقة موزعة. - مشروعات مثل محطات الطاقة الشمسية في مجمعات القطاع الخاص. تحديات وفرص في سياق الطلب المتسارع الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط تضاعف ثلاث مرات بين العامين 2000 و2024، بزيادة تجاوزت 1000 تيراواط/‏‏‏ساعة، وهو ما يجعل المنطقة ثالث أكبر مساهم في نمو الطلب العالمي على الكهرباء بعد الصين والهند. هذا النمو مدفوع بعوامل متعددة مثل التوسّع العمراني، تحلية المياه، التبريد، كهربة النقل، وزيادة الاستخدام الرقمي. من اللافت أن أربع دول فقط (السعودية، إيران، مصر، والإمارات) شكلت ما نسبته 70 % من الزيادة في استهلاك الكهرباء، وهو ما يسلّط الضوء على أهمية التخطيط طويل الأمد للطاقة في هذه البلدان. وفي ظل التحولات الجيوسياسية والاقتصادية والمناخية، لم يعد من المنطقي الاستمرار في حرق النفط الخام لتوليد الكهرباء، في وقت يمكن تصديره أو استغلاله في صناعات ذات عائد أعلى. المنطقة اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة من مزيج الطاقة، حيث الاستدامة الاقتصادية والكفاءة الطاقية لم تعودا خيارًا، بل ضرورة حتمية لمواكبة المستقبل.