Maroc - ELWATAN.INFO - الأخبار - Hier 08:46

حلم مشترك.. لماذا سطع الثلاثي السعودي في سماء آسيا؟

أسدل الستار على مشاركة الثلاثي السعودي الأهلي والنصر والهلال في دور المجموعات من دوري أبطال آسيا للنخبة، بظهور مذهل على كافة المستويات. نجح الهلال في تصدر ترتيب مجموعة غرب آسيا، برصيد 22 نقطة، متفوقا على الأهلي بفارق الأهداف فقط، فيما جاء النصر خلفهما بالمركز الثالث بـ17 نقطة. وازدادت حظوظ الثلاثي السعودي في المنافسة على اللقب بعد التأهل للدور ثمن النهائي، حيث سيلعب الهلال ضد باختاكور الأوزبكي، فيما سيواجه الأهلي شقيقه الريان القطري، على أن يلعب النصر ضد استقلال طهران الإيراني. الرد على المشككين رغم النجاح الكبير الذي حققته التجربة السعودية، باستقطاب أبرز الأسماء في كرة القدم، إلا أن ذلك المشروع واجه انتقادات عديدة من الصحافة العالمية، وذلك لعدة أسباب مختلفة. وكان البعض يرى أن أغلب النجوم جاءوا للاستمتاع فقط، وليس بغرض المنافسة، بالإضافة لقدوم عدة لاعبين من أصحاب الأعمار المرتفعة، لختام مسيرتهم بمبالغ مالية ضخمة، بعد تحقيق النجاح في أوروبا. لكن الموسم الماضي، كان شاهدا على تألق أغلب نجوم الكرة العالمية بالأراضي السعودية، بقيادة البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، بالإضافة لجميع أجانب الهلال، وعلى رأسهم الصربي ألكسندر ميتروفيتش والبرازيلي مالكوم دي أوليفيرا. لكن فشل بعض الأسماء أمثال البرازيلي نيمار دا سيلفا، وتراجع مستوى الفرنسي كريم بنزيما، قائد الاتحاد، خلال الموسم الأول، بالإضافة لعدم قدرة النصر والهلال على تحقيق لقب دوري أبطال آسيا، تسبب في موجة انتقادات مستمرة. ورغم هذه الانتقادات، استمر المشروع السعودي في النجاح، بتألق بنزيما اللافت، والتخلص من نيمار، مع تفوق الثلاثي الأهلي والنصر والهلال، على جميع الأندية في نخبة آسيا. وكانت هناك العديد من الانتقادات التي تعرض لها سالم الدوسري، قائد الهلال، بالإشارة إلى أن أكرم عفيف، نجم السد القطري، أفضل منه، بعد حصول الأخير على جائزة أفضل لاعب في آسيا. لكن الدوسري، ظهر بشكل مذهل، ليرد هو الآخر على المشككين، بتسجيل 7 أهداف، تصدر بها جدول ترتيب هدافي البطولة حتى الآن. سبق وأن أكد سالم الدوسري أن "تركيزه منصب على تحقيق الإنجازات مع الهلال"، موضحا أنه لا يهتم بحديث الآخرين. أما الجزائري رياض محرز، نجم الأهلي، نجح في أن يكون اللاعب الأكثر مساهمة في الأهداف بالبطولة، بعد المطالبات الجماهيرية والإعلامية برحيله، ولكن أظهر براعة شديدة (سجل 5 وصنع 7). فوارق كبرى خطف تألق الأندية السعودية، الأنظار بشدة، خلال دور المجموعات، حيث ظهرت فوارق كبيرة، رغم امتلاك الفرق الأخرى، بعد الأسماء المميزة. ويعود تفوق الأندية السعودية لعدة أسباب بارزة، يأتي على رأسها جودة اللاعبين في كافة مراكز الملعب، حيث سبق وأن أكد المصري أحمد حسام "ميدو"، لاعب توتنهام هوتسبير السابق، وغيره من النجوم، أن "فريق بحجم الهلال يمكنه المنافسة في الدوري الإنجليزي الممتاز". ولا يمكن مقارنة أي رأس حربة في البطولة، برونالدو الذي يقدم مستويات مذهلة مع النصر، وهو نفس الحال بالنسبة للأهلي الذي يمتلك الإنجليزي إيفان توني. وما ساعد الأندية السعودية على السطوع، هو قاعدة البطولة التي تسمح بمشاركة جميع النجوم الأجانب، مما تسبب في فوارق كاسحة عن غيرها من الأندية. وبعيدا عن اللاعبين، فإن الأهلي والنصر والهلال، يمتلكون 3 مدربين على أعلى مستوى، والذين قاموا بعمل رائع خلال دور المجموعات، بالعديد من الطرق المبتكرة. وتوهج النصر بشدة مع الإيطالي ستيفانو بيولي، والذي تمكن من صناعة فريق صلب دفاعيا، وشرس هجوميا على مستوى التحولات والكرات العرضية. وبالنسبة للهلال، فهو لم يتعرض سوى لهزيمة واحدة في آسيا منذ بداية الموسم الماضي، تحت قيادة البرتغالي جورجي جيسوس، وهو نفس الحال للأهلي رفقة الألماني ماتياس يايسله بالنسخة الحالية. كذلك فإن إدارات الأندية السعودية، توفر بيئة محترفة، تتشابه مع الأجواء الأوروبية، وهو ما يساعد النجوم على التأقلم سريعا. حلم مشترك بعيدا عن الفوارق الكبرى التي تصب لصالح الأندية السعودية، فهناك سبب آخر جعل ثلاثي دوري روشن، يظهر بهذه الصورة المذهلة، وخاصة الأهلي. اجتمع أغلب الخبراء والمحللين على أن مستوى الأهلي في آسيا، يختلف تماما عن الدوري السعودي، وذلك بسبب تركيزه الكامل على البطولة القارية، والتي يعتبرها بمثابة الهدف الأساسي لمصالحة الجماهير بعد سنوات من المعاناة. ويعلم يايسله أن تحقيق اللقب الآسيوي الأول في تاريخ النادي، سيضعه داخل قلوب الجماهير، بالإضافة إلى أنه سيكون بمثابة حجر الأساس، للعودة إلى منصات التتويج بالمستقبل. أما وجود رونالدو مع النصر، يدفع جميع اللاعبين لبذل مجهود مضاعف من أجل تحقيق اللقب، خاصة وأن النجم البرتغالي لم يصعد لمنصات التتويج المحلية أو القارية مع "العالمي" منذ وصوله. ومع اقتراب مسيرة النجم البرتغالي من النهاية، فإن اللقب الآسيوي، سيكون بمثابة خروجه من الباب الكبير في النصر. في المقابل، يواجه "الزعيم" انتقادات عديدة منذ الموسم الماضي، بسبب الفشل في استعادة اللقب الآسيوي، لذا فإن التتويج يعتبر مسألة لا تقبل النقاش لدى جماهيره. وسبق أن أكد جيسوس في عدة مناسبات "أن هدف الهلال هذا الموسم، هو تحقيق البطولة الآسيوية، بجانب الدوري". وبالتالي، فإن "ثلاثي روشن" يتشارك في حلم واحد، مما يخدم الكرة السعودية أمام المشككين في المشروع.