Maroc - ESSAHRAA.NET - الأخبـار - Hier 17:56

زووم الصحراء.. زيارة سونكو لانواكشوط..  رسم لملامح العلاقة

حظيت زيارة رئيس الحكومة السنغالية عثمان سونكو بمتابعة كبيرة ليس في البلدين (موريتانيا والسنغال) فحسب بل في المنطقة ودوائر الاهتمام بها والصراع عليها. الزيارة التي بدأت الأحد ودامت ثلاثة أيام بناء على دعوة من الوزير الأول المختار ولد اجاي وتهدف كما هو واضح من محطاتها وأجندتها لرسم ملامح مستقبل العلاقة وتعزيزها بين البلدين المطلين على نهر السنغال، والمرتبطين بوشائج وروابط ضاربة الجذور ومتعددة الأبعاد. في زوم الصحراء ندقق في سياق الزيارات والآفاق التي سترسم الملامح المستقبلية التي تبدأ على الراجح من مستقبل الغاز ولا تنتهي عند حاضر ومستقبل منطقة الساحل والغرب الإفريقي.   عن السياق على الضفتين  في موريتانيا كما في السنغال وفي المحيط من حولهما أحداث وتطورات تشكل مجتمعة سياقا واجب الاستحضار مدخلا للحديث عن الزيارة. - فالزيارة تأتي بعد أسابيع فقط من بداية تشغيل الغاز المشترك في حقلي السلحفاة وآحميم بعد تأجيلات متكررة، وهو حدث يعتبر تاريخيا ومفصليا في النمو الاقتصادي للبلدين؛ فمعه دخلت نواكشوط ودكار رسميا نادي البلدان المنتجة للغاز باحتياطيات توصف بالضخمة والأهم في منطقة الغرب الإفريقي. - ⁠وهي تتم في لحظة تقترب فيها المهلة النهائية لخروج ثلاث بلدان مهمة من منظمة ( السي دآو) من نهايتها؛ فمالي والنيجر وبوركينا فاسو قررت المضي في اتحادهما للكونفدرالي؛ وصرف النظر عن محاولة استعادتهما للمنظمة التي تحظى السنغال بعضويتها الكاملة، بينما موريتانيا عضو مراقب فيها (كانت قد انسحبت من عضويتها نهاية القرن الماضي بعد أن كانت عضوا مؤسسا لها). - ⁠والزيارة تأتي على وقع سجال ساخن بين باريس وعدد من القادة الأفارقة بعد تصريحات للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتبرت مسيئة في عدة دوائر.( كان من أول وأقوى التصريحات التي ردت على الرئيس الفرنسي رد لرئيس الوزراء السنغالي عثمان سونكو) - ⁠وهي تأتي أيضا متزامنة مع زيارة للرئيس السوداني لكل من مالي وموريتانيا فيما يعتبر مؤشرا من موشرات التدافع الدولي والإقليمي؛ فالسودان الذي يمر بمرحلة عدم استقرار قوية بات يعتبر ضمن الحلف الروسي في افريقيا.   ملامح الشراكة  خلال تبادل الكلمات  رسم رئيسي الحكومتين  السنغالي والموريتاني ملامح الشراكة: - رئيس الحكومة السنغالي عثمان صونكو،  أشار إلى أهمية فتح الحدود بين البلدين وإزالة جميع العوائق التي تحول دون تحقيق التكامل الاقتصادي. وقال صونكو في كلمته التي ألقاها أمام رجال الأعمال الموريتانيين والسنغاليين في نواكشوط “يجب أن تكون الحدود مفتوحة، وأن يكون هناك مزيد من الموريتانيين في السنغال والعكس، فالبلدان معًا يمكن أن يشكلا سوقًا قوية ومتكاملة”. وأضاف أن التعاون بين البلدين لا ينبغي أن يقتصر على الغاز وحوض نهر السنغال، بل يجب أن يشمل جميع القطاعات مثل الصيد والتنمية الحيوانية. وتحدث صونكو عن أهمية قطاع الطاقة لتحقيق التصنيع والتحول الزراعي، مشيرًا إلى أن السنغال تطمح إلى رفع إنتاجها من الطاقة إلى 10,000 ميغاوات بحلول عام 2050 مقارنة بـ1,700 ميغاوات حاليًا.   وقال: “لا يمكن لأي اقتصاد أن ينجح بدون طاقة ذات جودة وأسعار تنافسية”.   ودعا إلى العمل على توفير طاقة مستدامة تكون في متناول الجميع لدعم مسيرة التنمية. -وعلى ذات المنوال  كانت كلمة الوزير الأول المختار ولد اجاي حيث  أكد على أهمية الشراكة بين القطاعين الخاصين في موريتانيا والسنغال لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.   ودعا ولد اجاي، خلال طاولة مستديرة جمعت ممثلي القطاع الخاص من البلدين، إلى العمل المشترك قائلاً: “ندعو القطاع الخاص في البلدين للعمل يدًا بيد لتحقيق التنمية المشتركة واستغلال الفرص المتاحة”. وأكد أن موريتانيا ترحب دائمًا بالقطاع الخاص السنغالي وتعزز انفتاحها على الشراكات المثمرة ، مضيفا أن موريتانيا تمتلك موارد متعددة، من بينها الطاقة والزراعة والثروة البحرية والمائية، مما يجعلها شريكًا مثاليًا لتعزيز التعاون الاقتصادي مع السنغال. وأوضح أن هذه الموارد تمثل فرصًا كبيرة للتطوير والاستثمار، مضيفًا أن البلدين لديهما كل الإمكانيات لتحقيق شراكات استراتيجية ناجحة.⁠   الغاز والساحل ومع أن الخطاب الرسمي يبسط مجمل مجالات التعاون لكن الراجح أن أهم ملفين على أجندة موريتانيا والسنغال حاليا وفي الأفق القريب هما: - ملف الغاز لما له من أهمية بالنسبة للبلدين ليس فقط من الزوايا الاقتصادية والتنموية بل وأيضا لتأثيره على مكانتهما في المحيط الإقليمي وكذا على الساحة الدولية. - ⁠والملف الثاني هو  ملف الساحل فالبلدان معا يستطيعان القيام بأدوار كبيرة في استعادة المنطقة استقرارها وتماسكها، بحكم علاقاتهما المتشابكة والممتدة مع الفاعلين في الإقليم والمتصارعين عليه.