Maroc - SOLARABIC.COM - A la Une - 28/Jan 09:30

مراكز البيانات الخضراء … فرصة لتحقيق الاستدامة بكافة الاتجاهات

تطورت مراكز البيانات الحديثة من الخوادم المادية التقليدية إلى شبكات افتراضية تدعم التطبيقات والأعمال المختلفة عبر البنية التحتية المادية وبيئات السحابة المتعددة. وأصبحت الآن البيانات في مراكز بيانات متعددة، والسحب العامة والخاصة مترابطة بشكل كبير، مما يستلزم تواصلاً سلسًا بين هذه المواقع. تعد مراكز البيانات ضرورية لعمليات الأعمال، حيث تدعم البريد الإلكتروني، ومشاركة الملفات، وقواعد البيانات، وتحليل البيانات الكبيرة، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وغيرها، إلا أن استهلاكها للطاقة أصبح كبيراً خصوصاً مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي فقد كان استهلاكها للطاقة حتى عام 2019 يبلغ 200 تيراواط لكل ساعة ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم في الفترة ما بين 2023 - 2030، فهل يمكن تقليل استهلاك هذه المراكز للطاقة وتحويلها لمراكز خضراء صديقة للبيئة؟ نتعرف في هذا المقال على معنى مراكز البيانات الخضراء وعناصرها وأشهر مراكز البيانات الخضراء في العالم. ما هي مراكز البيانات الخضراء وما أهميتها مركز البيانات الخضراء أو المستدامة هي المراكز المصممة لاستضافة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات باستخدام تقنيات موفرة للطاقة بهدف تحسين استهلاك الطاقة وتقليل التأثير البيئي. تعتمد المؤسسات مراكز البيانات الخضراء لتعزيز كفاءة استخدام الطاقة والموارد، وإطالة عمر البنية التحتية، وتقليل التكاليف التشغيلية، والحد من البصمة الكربونية. يتم تحقيق ذلك من خلال ممارسات مثل إعادة توظيف أو إعادة تدوير المعدات المادية، والاستفادة من الحرارة الناتجة عن أنظمة الحوسبة، كما تعتمد مراكز البيانات الخضراء في الغالب على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. تعد الاستدامة في مراكز البيانات أمرًا ضروريًا لتحسين استخدام الموارد وضمان استمرارية البنية التحتية على المدى الطويل. أما عن أهمية المراكز الخضراء: تقليل البصمة الكربونية تقليل التكاليف تعزيز السمعة المؤسسية دعم الامتثال التنظيمي التي تضمن إلتزام الشركات والمؤسسات باللوائح والقوانين عناصر مراكز البيانات الخضراء يمكن اتباع أو استخدام مجموعة من التدابير أو الاعتماد على تقنيات معينة تساهم في تحقيق متطلبات ومعنى مراكز البيانات الخضراء مثل: تقليل مساحة البناء: تُصمم مراكز البيانات الخضراء لتكون مدمجة وفعالة، حيث تقلل من المساحة الفعلية وتساهم في الحفاظ على الموارد. كما تعتمد على مواد قليلة الانبعاثات وبنية تحتية موفرة للطاقة، مما يحد من التأثير البيئي والنفايات الناتجة عن البناء. أنظمة التبريد الفعالة: تستخدم مراكز البيانات الخضراء تقنيات تبريد متقدمة مثل التبريد السائل والتبريد الدقيق لضبط درجة الحرارة بشكل مثالي وتقليل استهلاك الطاقة مقارنة بأنظمة تكييف الهواء التقليدية. استخدام الحرارة المهدرة: تعيد مراكز البيانات الخضراء استخدام الحرارة المهدرة عبر تقنيات مثل التوليد المشترك للطاقة (CHP)، حيث تستخدم الطاقة الناتجة عن توليد الطاقة في أغراض أخرى مثل التدفئة. احتواء الممرات الساخنة والباردة: يُنظم ترتيب رفوف الخوادم بحيث يتم فصل الهواء الساخن عن البارد، مما يحسن من كفاءة التبريد ويقلل من عبء عمل أنظمة التبريد، ويضمن توزيعاً متساوياً لدرجة الحرارة. الافتراضية: من خلال تشغيل خوادم افتراضية متعددة على خادم مادي واحد، يتم دمج أحمال العمل وتقليل عدد الخوادم المادية المطلوبة، مما يقلل من استهلاك الطاقة. الحوسبة المسؤولة: تعمل مراكز البيانات الخضراء على تحسين أحمال العمل واستخدام الموارد لتقليل المساحات غير المستغلة وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة. مصادر الطاقة المتجددة: تعتمد مراكز البيانات الخضراء على مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والمياه، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض انبعاثات الكربون. إعادة الاستخدام وإعادة التدوير: من خلال الاستخدام الأمثل للأجهزة والمعدات والصيانة الدورية واللازمة لها مما يحافظ على عمرها الافتراضي، كما تشجع على إعادة تدوير المعدات وأجزائها عند انتهاء عمرها الافتراضي. إدارة البنية التحتية لمراكز البيانات (DCIM): تتيح أدوات إدارة البنية التحتية لمراكز البيانات مراقبة مركزية للطاقة والتبريد والموجودات التقنية، مما يتيح تتبعاً وتحسيناً في استهلاك الطاقة في الوقت الفعلي. أمثلة على مراكز البيانات الخضراء مراكز بيانات جوجل - Google: استثمرت جوجل بشكل كبير في مصادر الطاقة المتجددة، حيث تعمل مراكز بياناتها بالكامل باستخدام الطاقة المتجددة. تعتمد هذه المراكز على تقنيات تبريد متقدمة وتحسين استهلاك الطاقة بواسطة الذكاء الاصطناعي، مما يحقق فعالية استخدام الطاقة بنسبة 1.12. مراكز بيانات آبل - Apple: تعمل مراكز بيانات آبل بالكامل بالطاقة المتجددة، بما في ذلك الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والغاز الحيوي. يستمد مركز البيانات في مدينة ميدن بولاية كارولينا الشمالية الطاقة من محطة طاقة شمسية شمسية طاقتها 42 مليون كيلوواط ساعة سنويًا. وتستخدم آبل أيضًا حلول تخزين طاقة مبتكرة لضمان إمداد مستقر للطاقة. مركز بيانات مايكروسوفت - Microsoft تحت الماء: يهدف مشروع "ناتيك" من مايكروسوفت، وهو مركز بيانات تحت الماء قبالة سواحل أوركني في اسكتلندا، إلى استخدام مياه البحر للتبريد. يبرز هذا المشروع كفاءة الطاقة والقدرة على التحمل من خلال الاستفادة من درجات حرارة المحيط المنخفضة بشكل مستمر، ويدعم هدف مايكروسوفت في أن تصبح محايدة للكربون بحلول عام 2030. مركز بيانات فيسبوك - Facebook في لوليا: يقع هذا المركز في السويد ويستفيد من المناخ البارد للتبريد الطبيعي، محققًا فعالية استخدام الطاقة (PUE) بنسبة 1.05. يتم تشغيله باستخدام الطاقة المتجددة المنتجة محليًا، خاصة من الطاقة الكهرومائية. مركز البيانات البيئي في السويد: وهو أول مركز بيانات صديق للمناخ في العالم، حيث يجمع بين الطاقة المتجددة والكفاءة في استخدام الطاقة وتقنية استعادة الحرارة. يتم نقل الحرارة الزائدة إلى شبكة التدفئة المحلية، مما يعزز الاستخدام الأمثل للطاقة. خلاصة يتضح من خلال مراكز البيانات الخضراء أنه يمكن تحقيق أهداف الاستدامة بأي مجال من مجالات الحياة، كما أن تحقيق هذه الأهداف له فوائد تعود على البيئة وعلى الاقتصاد وعلى الشركات أيضاً. تتجه الشركات والمؤسسات العالمية لمثل هذه القرارات والخطوات وتكون سبّاقة إليها ايضاً مما يجعلها متميزة ويحسن من سمعتها كذلك. تابعونا على لينكيد إن Linked-in لمعرفة كل جديد في مجال الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية... نتمنى لكم يوماً مشمساً! المصادر: Goldman Sachs, IBM, Lythouse The post مراكز البيانات الخضراء … فرصة لتحقيق الاستدامة بكافة الاتجاهات appeared first on Solarabic سولارابيك. Written by آفاق حياري