Maroc - ALITTIHAD.AE - عربي وعالمي - 20/Feb 21:09

«مليحة».. عبق التاريخ وجمال الطبيعة

خولة علي (أبوظبي) تزخر منطقة مليحة، إحدى أبرز الوجهات السياحية في الإمارات، بتمازج طبيعي وتاريخي، ما يجعلها محطة جذب لعشاق المغامرات وهواة التصوير، حيث تمتد المنطقة على مساحات شاسعة من الكثبان الرملية التي تشكل لوحة بصرية تحكي قصة التحولات الجيولوجية التي مرت بها عبر العصور. وهذه الأرض الغنية بالآثار والأحافير البحرية التي تحولت إلى تحف حجرية تُزيِّن صحراء مليحة، تتربع على سلسلة من الكثبان الرملية الذهبية التي تضفي المزيد من الجاذبية على المكان. فرصة فريدةتعتبر مليحة من المواقع الأثرية المدرجة في قائمة التراث العالمي، وتمثل نافذة على عصور مختلفة مرت بها المنطقة، ويقدم مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، التابع لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير السياحي «شروق»، مجموعة من الأنشطة التي تناسب عشاق المغامرات وعلماء الآثار، وأيضاً الطلاب ومحبي التخييم واستكشاف الطبيعة. كما يتيح مركز مليحة للآثار فرصة فريدة للزوار للتعرف على تاريخ المنطقة واكتشاف المقتنيات الأثرية من خلال عروض تفاعلية وجولات تعليمية، إضافة إلى زيارات للمواقع الأثرية التي تشمل الكهوف والقلاع والمقابر التي تعود إلى العصرين البرونزي والحديدي، فضلاً عن مواقع أخرى، مثل جبل بحيص وحصن مليحة. مغامرات صحراويةتوفر مليحة تجربة مغامرة متكاملة لمحبي الأنشطة الصحراوية، حيث يمكن للزوار استكشاف الكثبان الرملية والتمتع بجولات بسيارات الدفع الرباعي لزيارة معالم طبيعية مثل صخرة الجمل وصخرة الأحفور، كما تتاح لهم فرصة ركوب الخيل بين الكثبان الرملية للاستمتاع بالطبيعة الفريدة وتجارب تخييم ليلية تحت السماء المرصعة بالنجوم، ومراقبة الأجرام السماوية والكواكب باستخدام المناظير الفلكية برفقة خبراء وقت الفجر لمشاهدة شروق الشمس فوق جبل الفاية. «أصوات من الماضي»تسعى إدارة مليحة إلى تقديم تجربة تعليمية غنية من خلال ورش عمل تفاعلية، حيث يمكن للزوار تعلّم تقنيات صنع الحفريات باستخدام أحافير وأصداف بحرية أصلية، بالإضافة إلى اكتشاف طبيعة النباتات والحيوانات التي تعيش في المنطقة، كما توفر ورش عمل تعليمية، مثل «أصوات من الماضي» التي تسلط الضوء على حياة البشر الأوائل وهجراتهم عبر القارات، إلى جانب تقديم دورات تدريبية تشمل تقنيات، مثل كيفية الحصول على الماء وصنع بوصلة شمسية، بإشراف خبراء متخصصين. رحلة ملهمة تجارب الزوار في مليحة، تؤكد أنها ليست مجرد وجهة سياحية، بل رحلة ملهمة تجمع بين عبق الماضي وجمال الحاضر، لتمتزج الطبيعة بالتاريخ في لوحة فريدة، حيث يرى أحمد آل علي أن مشاهدة الكهوف والمقابر التي تعود إلى العصور الحجرية والعصر الحديدي، أشعرته وكأنه يعيش عصوراً تاريخية، فالمنطقة ليست فقط وجهة سياحية، بل محطة للتأمل في مسيرة البشرية. مغامرة ممتعةاستمتع الزائر عمر سالم، بجولات سيارات الدفع الرباعي، وهي تنطلق بكل قوة عبر الكثبان الرملية، قائلاً: «كانت مغامرة ممتعة، لكنها لا تقارن باللحظة التي وصلت فيها إلى صخرة الأحفور لمشاهدة غروب الشمس، حيث الأجواء الرائعة التي تعيد أمجاد المغامرين القدماء الذين عبروا هذه الأراضي. كما أن المرشد السياحي أضاف الكثير من المعلومات الغنية والقيمة للجولة بشرحه التفصيلي عن تاريخ هذه المواقع الأثرية».  تخييم تشير فاطمة عبد الله، إلى أن ما جذب انتباهها خلال زيارتها إلى مليحة، الاهتمام بتوثيق التنوع البيئي والحياة البرية في المنطقة، وما يتم تقديمه للزوار من ورش تعليمية حول النباتات المحلية، وكيفية تكيفها مع البيئة الصحراوية القاسية، إلى جانب تجربتها مع التخييم الليلي تحت السماء المرصعة بالنجوم، والقيام بجولات استكشافية أضافت بعداً جديداً لفهم عمق العلاقة بين التاريخ والطبيعة.