X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALITTIHAD.AE - الرئيسية - Aujourd'hui 07:20

«الشعوب الأصلية»..صوت عال في «كوب30»

في مدينة «بيليم» عاصمة ولاية بارا شمال البرازيل، انعقد «كوب30»، مدشناً مشاركة هي الأكبر في تاريخ مؤتمرات الأطراف للسكان الأصليين. وأعدت الحكومة البرازيلية سلسلة من المبادرات لتعزيز الأصوات المحلية في القمة المناخية، بما في ذلك مشاركة 3000 من السكان الأصليين الذين حطموا رقماً قياسياً، 1000 شخص منهم يشاركون بشكل مباشر في المفاوضات الرسمية التي تجري بين الوفود داخل «المنطقة الزرقاء». وسيحضر 2000 آخرون فعاليات المنطقة الخضراء، المخصصة لمنظمات المجتمع المدني ومجموعات الشباب والنشطاء والجمهور.  الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مؤتمر الأطراف (كوب 29 ) مختار باباييف خلال افتتاح الجلسة العامة لقمة بيليم. (رويترز).    يعيش نحو 476 مليون فرد من الشعوب الأصلية في 90 بلداً تقريباً، ويمثّلون، حسب بيانات الأمم المتحدة 6% من سكان العالم، وهم من بين أكثر فئات السكان ضعفاً، إذ يشكّلون ما لا يقل عن 15% من أفقر السكان في العالم. البرازيل وهي أكبر دولة في أميركا اللّاتينيّة، لديها 1.7 مليون نسمة من السّكان الأصليّين من أصل عدد سكان يزيد على 200 مليون نسمة، وينتمي السّكان الأصليّون إلى 391 مجموعة عرقيّة ويتحدّثون 295 لغة. وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن دول أميركا اللاتينية مجتمعة يعيش فيها 42 مليون نسمة من السكان الأصليين، ومن بين البلدان التي تضم أكبر عدد من السكان الأصليين المكسيك وغواتيمالا وبيرو وبوليفيا، والتي تمثل مجتمعة أكثر من 80 في المائة من المجموع الإقليمي للسكان الأصليين، والدول الأربع لديها قرابة 34 مليون فرد من السكان الأصليين. سونيا غواخاخارا، وزيرة شؤون الشعوب الأصلية البرازيلية متحدثة خلال فعاليات «كوب30» (رويترز)   أول المتضررين من التغير المناخي سونيا غواخاخارا، وزيرة شؤون الشعوب الأصلية البرازيلية، التي تشغل المنصب الجديد الذي تم استحداثه منذ الأول من يناير 2023، استبقت انعقاد «كوب30» بالتأكيد على أن مؤتمر الأطراف يعزز دور الشعوب الأصلية في توازن المناخ، مشيرة إلى أن هذه الشعوب تضمن وجود مياه نظيفة وتحمي التنوع البيولوجي، وتنتج غذاء خال من المواد الكيميائية وتجعل الغابات محمية، وهذا ما تحتاجه البشرية، على حد قولها، مستنتجة أنه «من دون الشعوب الأصلية لا مستقبل للبشرية»، وأن هذه الشعوب «أوّل من يعاني آثار تغيّر المناخ، بل الأكثر معاناة من تداعياته خاصة الفيضانات وموجات الجفاف».. منطقة الأمازون، أو «رئة العالم»، حسب ما اعتاد خبراء المناخ تسميتها، تتعرض أيضاً لتحديات مناخية، أبرزها حرائق الغابات وموجات الجفاف الاستثنائية، كتلك التي تعرضت لها المنطقة خلال الفترة من يونيو إلى نوفمبر2023 جراء التغير المناخي، وذلك حسب دراسة صادرة عن «مبادرة تحديد الطقس العالمي» (WWA)، حيث أدى الجفاف آنذاك إلى إعلان حالة الطوارئ في 20 مدينة برازيلية، وهلاك عشرات الدلافين الوردية النادرة في بحيرة تيفي، والتي تعيش في المياه العذبة. وزيرة الشعوب الأصلية البرازيلية سونيا جواخاخارا (3-يسار) ووزيرة البيئة وتغير المناخ البرازيلية مارينا سيلفا (2-يسار)، تلتقيان بالسكان الأصليين لموندوروكو وباتاكسو، خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ COP30. (أ ف ب).    «كونتاري كاتو» حضور غير مسبوق للشعوب الأصلية في مؤتمر الأطراف «كوب30» في بيليم بمنطقة الأمازون المنعقد خلال الفترة من (10 إلى 21 نوفمبر2025)، فأولاً يشارك 3000 من ممثلي الشعوب الأصلية في المؤتمر عدد يعد الأكبر في تاريخ مؤتمرات الأطراف، كما أن انعقاد «كوب 30» في الأمازون فرصة فريدة لتأكيد دور المجتمعات الأصلية في حماية البيئة وكبح الاحترار. البرازيل أطلقت قبل انعقاد مؤتمر الأطراف برنامج «كونتاري كاتو» أو (المتحدث نيابة عن الشعب)، لتدريب دبلوماسيين من ممثلي الشعوب الأصلية على المشاركة بمفاوضات المناخ. وفي يوم 6 نوفمبر الجاري، طرح الرئيس البرازيلي تدشين «مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد» بهدف تأسيس صندوق لحماية الغابات الاستوائية الدائمة مع تخصيص 20% من موارده للشعوب الأصلية، ويتوقع أن يتلقى الصندوق مساهمة إجمالية قدرها 125 مليار دولار منها 100 مليار دولار من مستثمرين من القطاع الخاص والبقية من مصادر حكومية وخيرية. البرازيل أنشأت ما يسمى ب «الدائرة الشعبية» بقيادة وزيرة الشعوب الأصلية سونيا غواجاجارا، لتضم هيئتين رئيسيتين: اللجنة الدولية للشعوب الأصلية بعضوية ممثلين للشعوب الأصلية من جميع أنحاء العالم، واللجنة الدولية للمجتمعات التقليدية يمثلها المنحدرون من أصل أفريقي، عبر مندوبين من 16 بلداً في أميركا اللاتينية في «كوب 30»، كما خصصت البرازيل جناحاً ل «دائرة الشعوب» بالمنطقة الخضراء من أجل تدشين حوارات حول قضايا العدالة المناخية. ويظل المطلب الرئيسي للشعوب الأصلية: جعل ترسيم حدود أراضيهم السكان سياسة مناخية رسمية ضمن المساهمات المحددة وطنياً. الشعوب الأصلية بمؤتمرات الأطراف الاهتمام بدور الشعوب الأصلية في العمل المناخي ليس جديداً على مؤتمرات الأطراف، حيث سجّل «كوب 13» الذي انعقد في مدينة بالي الإندونيسية عام 2007 اعترافاً دولياً بدور الشعوب الأصلية في تنفيذ برنامج REDD الذي يهدف إلى تخفيض الانبعاثات الناتجة عن إزالة الغابات وتدهورها بالدول النامية. وفي مؤتمر كوب26 الذي انعقد في مدينة غلاسكو، في المملكة المتحدة، (شهر أكتوبر- نوفمبر2021)، تمّ ترشيح 28 شخصاً من الشعوب الأصلية كي يشاركوا كـ «أصحاب معرفة» بصورة مباشرة في المؤتمر ويقوموا كخبراء من الشعوب الأصلية بتبادل الخبرات مع الحكومات. وفي ختام المؤتمر أقرّت الحكومات «بالدور المهم الذي يضطلع به المجتمع المدني، من الشباب والشعوب الأصلية، في مواجهة التغيّر المناخي والتصدي له، وتسليط الضوء على الحاجة الملحّة لاتخاذ الإجراءات اللازمة». وحسب بيانات البنك الدولي تمتلك الشعوب الأصلية ربع مساحة سطح العالم أو تشغلها أو تستخدمها، تحافظ على 80% من التنوع البيولوجي المتبقي في العالم. وتكشف دراسات حديثة أن أراضي الغابات الخاضعة للإشراف الجماعي للشعوب الأصلية والمجتمعات المحلية تحتوي على ما لا يقل عن ربع مخزون جميع الغابات المدارية وشبه الاستوائية من الكربون فوق الأرض. وتمتلك الشعوب الأصلية معارف وخبرات الأجداد الحيوية بشأن كيفية التكيف مع مخاطر المناخ والكوارث والتخفيف من حدتها والحد منها. وقد ورثت هذه الشعوب وتمارس ثقافات فريدة وطرائق مميزة في التفاعل مع البشر والبيئة. كما تحتفظ بخصائص اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية مغايرة للسائدة في المجتمعات التي تعيش فيها. دور مأمول للذكاء الاصطناعي ومن أجل إذكاء الوعي باحتياجات الشعوب الأصلية، يُحتفى سنوياً في 9 أغسطس بيوم دولي مخصص لهم، فرصة مهمة للتركيز على ما يعانون من تحديات خاصة في مواجهة الظروف المناخية القاسية، التي تبدد سبل عيشهم، وأيضاً الأنشطة التجارية التي تحرمهم مجتمعاتهم، وتم إطلاق اليوم الدولي للشعوب الأصلية إحياءً لذكرى أول اجتماع أممي بشأنهم، الذي عُقد في جنيف سنة 1982. وفي عام 2025، جاءت الذكرى السنوية لليوم الدولي للشعوب الأصلية تحت شعار: «علاقة الشعوب الأصلية بالذكاء الاصطناعي في إطار صون الحقوق وبناء المستقبل».. المنظمة الدولية ترى أن هذا الشعار جاء انطلاقاً من أن العالم يشهد تحولات متسارعة بفعل الذكاء الاصطناعي، الذي يشكل تحديات وفرصاً في آنٍ واحد للشعوب الأصلية. الذكاء الاصطناعي فرصة لإحياء التراث الثقافي لهذه الشعوب خاصة ما يتعلق بحماية اللغات من الانقراض، وتوفير المزيد من الفرص للتكيّف مع تغيّر المناخ، إلا أنها كثيراً ما تُرسّخ الصور النمطية، وتحريف صورة الشعوب الأصلية. فهل يستطيع الذكاء حماية ما لدى السكان الأصليين من مخزون ثقافي كبير يتضمن لغات وتقاليد ورقصات شعبية وأزياء وإكسسوارات وأنماط في الزينة والتجميل، منها 560 لغة أصلية، فهذه اللغات تتعرض للانقراض، حيث إن 1 من كل 5 من السكان الأصليين فقدوا لغتهم الأم خلال العقود القليلة الماضية، و26% من اللغات الأصلية معرضة لخطر الانقراض؟ وحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن معظم نماذج الذكاء الاصطناعي تُصمَّم من دون إشراك الشعوب الأصلية، مما يهدد بإساءة استخدام بياناتها ومعارفها وهويتها. ويُضاف إلى ذلك خطرُ بناء مراكز بيانات ضخمة في مواطنها، وما يترتب عليه من آثار على أراضيها ومواردها الطبيعية ونُظمها البيئية. وتُعد هذه المسألة إشكالًا مستجدًا يتضافر مع العراقيل القائمة في سُبل الوصول إلى التّقنية المتقدمة، ولا سيّما في المناطق الريفية، مما يقلّص قدرة الشعوب الأصلية على المشاركة في العمليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. ولكي يُحقق الذكاء الاصطناعي كامل إمكاناته، لا بد من الاعتراف بالشعوب الأصلية بوصفها صاحبة حقوق وشريكةً في الإبداع وصُنع القرار. فالإدماج الحقيقي، والسيادة على البيانات، والابتكار المتجذِّر ثقافيّاً تمثل ركائز تتيح للذكاء الاصطناعي أن ينهض بتمكين المجتمعات الأصلية من دون أن يُقصي أحداً. ولأنهم يعيشون في غابات ومساحات واسعة من الأراضي الرطبة والمناطق الجبلية والأراضي الجافة، فإنهم أول من يتعرض لتداعيات التغير المناخي، ويشكلون ساحة عملية لاختبار تداعيات التغير المناخي، على المجتمعات البشرية والموائل الطبيعية للكائنات الحية، وهم غالباً أول من يعاني آثار التغيرات المناخية، لذلك فإنهم ليسوا ضحايا ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم وحسب، بل إنهم يلعبون دوراً حاسماً في تدعيم التكيف العالمي إزاء التغيرات المناخية.

Articles similaires

«الشعوب الأصلية»..صوت عال في «كوب30»

alittihad.ae - 07:20

في مدينة «بيليم» عاصمة ولاية بارا شمال البرازيل، انعقد «كوب30»، مدشناً مشاركة هي...

Sorry! Image not available at this time

البرازيل تشدد على حقوق الشعوب الأصلية بمؤتمر كوب 30

roayahnews.com - 15/Nov 15:05

دعت وزيرة شؤون الشعوب الأصلية في البرازيل، سونيا غواخاجارا، الدول إلى الاعتراف...

Sorry! Image not available at this time

"كوب30" في البرازيل ـ مسرة حاشدة من أجل حماية المناخ والعدالة المناخية

- 15/Nov 21:05

شارك عشرات آلاف الناشطين والسكان الأصليين في بيليم البرازيلية في مسيرة عالمية من...

البرازيل : محتجّون من السكان الأصليين يغلقون مدخل مؤتمر كوب 30

diwanfm.net - 15/Nov 16:57

أغلق عشرات المحتجين من السكان الأصليين مدخل المكان الذي يعقد فيه مؤتمر الأمم...

Sorry! Image not available at this time

البرازيل.. متظاهرون من السكان الأصليين يغلقون مدخل مؤتمر المناخ

alittihad.ae - 14/Nov 14:17

قطع نحو ستين متظاهرا من السكان الأصليين، المدخل المؤدي إلى مؤتمر الأمم المتحدة...

Sorry! Image not available at this time

محتجون من السكان الأصليين يغلقون مدخل مؤتمر كوب30 في البرازيل

sawtbeirut.com - 14/Nov 14:32

أغلق عشرات المحتجين من السكان الأصليين مدخل المكان الذي يعقد فيه مؤتمر الأمم...

Sorry! Image not available at this time

قمة كوب30.. بنعلي تدعو إلى “تجديد الثقة المناخية” وتوسيع التمويل البيئي (صور)

kifache.com - 08/Nov 15:06

دعت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، خلال مشاركتها في مدينة...

Sorry! Image not available at this time

كوب 30 .. قادة العالم يجتمعون في البرازيل لمواجهة تفاقم أزمة المناخ

youm7 - 10/Nov 02:27

تتجه أنظار العالم، غدا الاثنين، إلى مدينة بيليم البرازيلية، حيث تنعقد الدورة...

Sorry! Image not available at this time

حلول زائفة أم صراع على مستقبل الأمازون؟.. انتقادات لمبادرة البرازيل في COP30

al-ain.com - 17/Nov 21:25

في أجواء مشحونة داخل قمة المناخ COP30، تصاعدت اعتراضات جماعات السكان الأصليين...

Sorry! Image not available at this time

حلول زائفة أم صراع على مستقبل الأمازون؟.. انتقادات لمبادرة البرازيل في COP30

al-ain.com - 17/Nov 21:25

في أجواء مشحونة داخل قمة المناخ COP30، تصاعدت اعتراضات جماعات السكان الأصليين...

Les derniers communiqués