Vous n'êtes pas connecté
في قلب سبت جزولة، التابعة لإقليم آسفي، تتفاقم أزمة بيئية خطيرة تهدد صحة السكان وتثير موجة من الاستياء والاحتجاجات. المشهد في هذه المنطقة ينطق بالإهمال: بركة آسنة تشكلت بفعل تجمع المياه العادمة، تحولت إلى مصدر للروائح الكريهة والتلوث البيئي، في ظل تجاهل الجهات المسؤولة، وعجزها عن إيجاد حلول ملموسة. لسنوات طويلة، عانى سكان أحياء الحنيشات، الطبة، والخلالطة من تداعيات هذه البركة التي أصبحت موطناً للجراثيم ومصدراً للأمراض. تقارير محلية تؤكد تسجيل حالات إصابة بأمراض مرتبطة بتلوث الهواء والمياه، في مشهد يهدد الصحة العامة ويكشف عن غياب التدبير المسؤول. ورغم الأصوات التي تعالت مطالبة بحل جذري، ظل الوضع على ما هو عليه، وكأن معاناة المواطنين ليست سوى تفصيل هامشي في أجندة المسؤولين. الأزمة لا تتوقف عند التلوث البيئي فحسب، بل تتعداه إلى انتهاك صارخ لحرمة الموتى. فقد تسببت البركة في غمر المقابر المجاورة بمياه الصرف الصحي خلال فترات الأمطار، مما خلف موجة استياء عارمة لدى الساكنة، التي تعتبر ما يحدث استخفافاً بقيمها الدينية والأخلاقية. ورغم تصاعد الاحتجاجات، لا تزال الجهات الوصية تماطل في تقديم حلول عملية، مكتفية بتبريرات واهية تربط الأزمة بضعف الإمكانيات المالية. المجلس البلدي أشار إلى أن معالجة الوضع تتطلب ميزانية ضخمة تصل إلى 42 مليار سنتيم، وهو رقم يكشف حجم التحديات، لكنه لا يبرر استمرار هذا الوضع الكارثي دون أي تدخل فعّال. في الوقت الذي تُرفع فيه الشعارات البيئية وتُعقد فيه المؤتمرات حول التنمية المستدامة، تعيش سبت جزولة واقعاً مناقضاً تماماً. فهل تتحرك السلطات لوضع حد لهذا التلوث البيئي الذي يهدد السكان؟ أم أن صرخات المتضررين ستظل مجرد صدى في فضاء الإهمال؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن المؤكد أن استمرار هذه الكارثة...