Maroc - DISPRESS.MA - A La Une - 25/Jun 14:44

مدينة الصويرة.. بين الترقيع و الإصلاح بعد عملية التأهيل

خالد البركة – تبدو مدينة الصويرة، المعروفة بجمالها التاريخي و الساحلي، في حالة من الإهمال بالرغم مما سمي بعملية التأهيل، بحيث يبدو أن الأمر كان أقرب إلى الترقيع منه إلى التأهيل الحقيقي، ذلك أنه في كل زاوية من هذه المدينة الساحرة، يواجه السكان و الزوار تحديات متزايدة، تفرضها البنية التحتية المتدهورة، و الخدمات العامة الضعيفة. واحدة من أبرز المشكلات التي تزعج السكان، هي الروائح الكريهة المنبعثة من شبكة الصرف الصحي، و أن هذه الروائح لا تؤثر فقط على جودة الحياة، بل تُعد إشارة واضحة إلى تقصير في صيانة و تطوير هذه الشبكة الحيوية. الإنارة في شوارع المدينة تمثل مشكلة أخرى، حيث أن العديد من المناطق تعاني من إنارة ضعيفة أو حتى منعدمة، مما يجعل التنقل ليلاً محفوفاً بالمخاطر. إضافة إلى ذلك، يعاني السكان و الزوار من خطر السقوط في المواقع التي كانت مخصصة للأعمدة الكهربائية، التي لم يتم تركيبها منذ سنة، بحيث باتت تمثل فخاخاً غير مرئية، تسببت في العديد من الإصابات بساحة القصبة و ساحة مولاي الحسن، و في اتجاه ميناء الصويرة. يثار السؤال هنا حول دور المسؤولين المحليين و المنتخبين و المجتمع المدني في هذه الفوضى، فهل توجد فعلاً إرادة حقيقية لتحسين الأوضاع، أم أن حضورهم يقتصر على الاجتماعات الرسمية، حيث يكتفون بالتصفيق و تبادل التحيات، بينما تستمر المصالح الشخصية في التفوق على المصلحة العامة؟ المجتمع في الصويرة يتطلع إلى تحرك حقيقي من قبل المسؤولين، يتجاوز الحضور الشكلي إلى إجراءات فعالة، تضع حداً لهذه المعاناة المستمرة، إذ المدينة تستحق الأفضل، و سكانها يأملون في رؤية تغيير حقيقي، ينعكس على الحياة اليومية بشكل أكثر أماناً و راحة.