Maroc - AKHBARALFAJR.MA - A La Une - 23/Oct 11:02

سيدي يحيى الغرب.. مشروع التهيئة بين الطموح التنموي وضبابية الرؤية

سيدي يحيى الغرب.. مشروع التهيئة بين الطموح التنموي وضبابية الرؤية 🖋 بقلم: بوعلام محمد تعيش مدينة سيدي يحيى الغرب على وقع نقاش واسع حول مشروع تهيئة شوارعها، الذي كان يُفترض أن يشكل انطلاقة جديدة نحو تحسين جمالية المدينة وجودة عيش ساكنتها، غير أن المعطيات المتوفرة تُشير إلى أن المشروع الحالي قد افتقر إلى رؤية استراتيجية شاملة تراعي التحولات العمرانية والديمغرافية المستقبلية. فبينما استبشر المواطنون خيراً بانطلاق الأشغال، يرى العديد من المتتبعين أن ما يُنفَّذ اليوم لا يتجاوز إصلاحات سطحية تركز على الشكل أكثر من المضمون، دون حلول عملية لمعضلات بنيوية مزمنة، مثل ضيق الشوارع وغياب تصور للنقل الحضري وتنظيم السير في السنوات المقبلة. ويؤكد مهتمون بالشأن المحلي أن التخطيط الحضري الحقيقي لا يقوم على تعبيد الطرق أو تجميل الأرصفة فقط، بل على وضع تصور شمولي يُدمج التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في رؤية واحدة. فمدينة سيدي يحيى الغرب، حسب رأيهم، تحتاج إلى مخطط تنموي طويل الأمد يتجاوز الترميمات الظرفية نحو مشروع حضري متكامل يواكب نموها السكاني وتوسعها العمراني. ويحذر مختصون من أن غياب هذا البعد الاستشرافي قد يؤدي إلى اختناق عمراني مبكر، يجعل البنية التحتية الحالية غير قادرة على استيعاب الحركة المستقبلية، خصوصاً مع التوسع المرتقب للمدينة وارتفاع عدد سكانها. ويرى مراقبون أن استمرار المقاربة الحالية في تدبير ملف التهيئة سيُبقي المدينة رهينة رؤية قصيرة الأمد، تحكم عليها بالجمود لعقود قادمة ما لم يتم تدارك الخلل عبر مراجعة الدراسات التقنية والتخطيطية، والانتقال من منطق التجميل إلى منطق البناء المستدام. إن سيدي يحيى الغرب لا تحتاج فقط إلى طرق جديدة، بل إلى فكر جديد في تدبير المجال الحضري، يضع الإنسان في صلب التنمية، ويجعل من المدينة فضاءً...