Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 20:59

إطلاق المنصة الإلكترونية “ومن أحياها” للتبرع بالأعضاء

دشّنت وزارة الصحة بالتعاون مع الخدمات الطبية الملكية وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، المنصة الإلكترونية لبرنامج التبرع بالأعضاء “ومن أحياها” بشأن تسجيل الراغبين في التبرع بأعضائهم وهم على قيد الحياة أو من خلال التوصية بالتبرع بعد الوفاة للمرضى الذين يعانون من القصور العضوي، أمس الأحد، بحضور رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ د. محمد بن عبدالله آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون الدفاع الفريق ركن عبدالله بن حسن النعيمي، ووزيرة الصحة د.جليلة السيد جواد حسن، والرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد القائد وعدد من كبار المسؤولين بالدولة. إعادة إحياء من جهته قال رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ د. محمد بن عبدالله آل خليفة إن زراعة الأعضاء والتبرع بها يعدان من الأمور الهامة في المجتمع البحريني من أجل إعادة إحياء المرضى والمصابين والمحتاجين إلى أعضاء، حيث ستتيح المنصة الإلكترونية نوعين من التبرع؛ الأول: التبرع من شخص على قيد الحياة إلى شخص آخر محتاج، والنوع الثاني: تسجيل التبرع بعد الوفاة من خلال كتابة الوصية، لافتاً إلى أهمية حث المجتمع على ضرورة التبرع لأولئك الذين يعانون من القصور العضوي.  ولفت إلى أن أكثر الحالات التي يحتاج إليها المرضى للتبرع بالأعضاء هي الكبد والكلى، إلى جانب إجراء عمليات النخاع، والقرنية، والقلب، والرئة. تضامن مجتمعي  من جانبها قالت وزيرة الصحة د. جليلة السيد خلال تدشين المنصة إن الخدمات الطبية في المملكة تشهد إضافة نوعية في القطاع الصحي من خلال تطوير الخدمات الإلكترونية للتبرع بالأعضاء ضمن البرنامج الوطني “ومن أحياها”، وهي خطوة تعكس مدى حرص المملكة المستمر على تعزيز الخدمات الصحية ورفع مستوى الكفاءة بما يعود أثره بشكل إيجابي على المواطنين، من خلال ترسيخ القيم النبيلة للعطاء التي تقوم على التكافل والتضامن المجتمعي. لافتة إلى أن التبرع بالأعضاء يعتبر أحد أسمى صور العطاء الإنساني العميق مما يعكس الرحمة والتكاتف الاجتماعي لمن يعانون من قصور عضوي، حيث يكون قرار التبرع سبباً في إنقاذ حياة الآخرين وتحسين جودة حياتهم. كما أن تدشين الخدمات الإلكترونية المطورة ضمن البرنامج الوطني سيسهم في تسهيل تسجيل الراغبين بالتبرع بالأعضاء وتوفير قائمة محدثة وموثقة مما يعزز السرعة وكفاءة الاستجابة الطبية لاحتياجات الفئة التي تحتاج إلى التبرع بالأعضاء. وذكرت الوزيرة أن وزارة الصحة، وانطلاقًا من رؤية وتوجيهات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، والمتابعة المستمرة الحثيثة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وفق الاستراتيجية الصحية الوطنية، التي يحرص المجلس الأعلى للصحة على متابعة تنفيذها لتقديم الخدمات الصحية التي تعود بالنفع على الجميع، قائمة على تحقيق التكامل بين الجهود الطبية والتكنولوجيا عبر التعاون مع مختلف الجهات المعنية، وفي مقدمتها الخدمات الطبية الملكية بقوة دفاع البحرين وهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية لرقمنة الخدمات الصحية بحيث تكون أكثر كفاءة. وأشادت الوزيرة بالدور الذي تقوم به الجهات الصحية والمؤسسات المجتمعية الداعمة لمواكبة أهمية ثقافة التبرع بالأعضاء، كما اعتبرت أن تطوير الخدمات الإلكترونية يعد نقلة نوعية في تعزيز ثقافة التبرع بالأعضاء من خلال البوابة الوطنية. اشتراطات التسجيل وبيّنت وزيرة الصحة أنه يجب أن يكون لدى مقدم الطلب رقم شخصي ساري الصلاحية، وأن يكون عمره عند تقديم الطلب (21) عامًا فما فوق، وأن يكون غير فاقدٍ للأهلية، مع التأكيد على عدم أحقية ذوي المتبرع باتخاذ قرار التبرع نيابةً عن المتبرع في حياته. وعن خطوات التسجيل للتبرع بالأعضاء، قالت الوزيرة إنه يتعين على المستخدم الدخول على الخدمة باستخدام المستوى الأساسي من المفتاح الإلكتروني أو باستخدام المفتاح الإلكتروني المطوّر 2.0، ثم إدخال البيانات المطلوبة التي تشمل إدخال الاسم ورقم بطاقة الهوية وتحديد نوع التبرع والأعضاء المراد التبرع بها، والتي تشمل إمكانية التبرع بـ (جزء من الكبد، أو إحدى الكليتين، أو نخاع العظم، أو القلب، أو الرئتين، أو الكبد أو الكليتين أو الأمعاء أو صمامات القلب أو البنكرياس أو الأنسجة أو القرنية أو العظام)، بعد ذلك يتعين على المستخدم ملء الاستمارة الإلكترونية المتعلقة بالتبرع “على قيد الحياة” أو ملء الاستمارة المتعلقة بالتبرع بعد الوفاة، وذلك بحسب اختياره، كما يُمكن للمستخدم الدخول على خدمة الاستعلام عن حالة الطلب الإلكترونية للتعرف على حالة وتفاصيل طلبه المقدم، مع الإشارة إلى أن حالات الطلبات التي ستظهر للمستخدم تشمل خمس حالات، وهي: إما أن يكون الطلب المقدم قيد المعالجة أو معتمدًا أو مرفوضًا أو ملغىً أو قيد الموافقة على الإقرار، وذلك بناءً على الحالة الصحية لمقدم الطلب. رقمنة الصحة وفي سياق متصل قال الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد القائد إن تطوير آليات التسجيل في حزمة خدمات التبرع بالأعضاء عبر البوابة الوطنية يأتي تماشيًا مع توجهات الحكومة بالاستمرار في رقمنة وتطوير الخدمات الحكومية، لا سيّما خدمات القطاع الصحي. وأكد القائد أن توفير هذه الخدمات الإلكترونية يساهم في تحقيق أهداف وقيم خطة “بحريننا”، التي تحظى بمتابعة مباشرة من قبل وزير الداخلية رئيس لجنة المتابعة الوزارية لتنفيذ الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، لا سيما على صعيد تعزيز التماسك والترابط والتضامن المجتمعي، وتعزيز مسؤولية المواطنين والمقيمين والتأكيد على دورهم المؤثر والفاعل في المنظومة المجتمعية. تكريم المتبرعين شهد حفل تدشين المنصة الإلكترونية للتبرع بالأعضاء تكريم عدد من المتبرعين إلى أقاربهم أو لمرضى كانوا يعانون من قصور عضوي مثل الفشل الكلوي، كما تم عرض فيلم عن المتبرع محمود حجازي الذي تبرع بالكلية إلى أحد الأطفال في المملكة. فرح وسعادة من جهتها، قالت دلال كاظم إنها تبرعت لابنها يحيى علي في العام 2023، الذي كان يعاني من الفشل الكلوي منذ الطفولة، الأمر الذي أعاد لابنها الحياة من جديد. أما المستفيدة من التبرع بالكلى إيمان حقيقي، فقد وصفت شعورها بالفرح والسعادة بعد تبرع أحد الأقارب لها بالكلية بعد معاناة طويلة مع المرض، مشددة على ضرورة تشجيع المجتمع البحريني على تبني ثقافة التبرع بالأعضاء للمرضى الذين يعانون من غسيل الكلى وكذلك لمن لديهم قصور عضوي. مسؤولية وطنية يذكر أن مؤسسة “البلاد” الإعلامية أطلقت منذ ثلاث سنوات، بتوجيه من رئيس مجلس إدارتها الأستاذ عبدالنبي الشعلة، حملة وطنية بعنوان “حياة جديدة” بغية تشجيع المجتمع البحريني على تبني ثقافة التبرع بالأعضاء، وذلك استجابة لمقترحات وردت إلى الصحيفة من قبل القراء الكرام. ونظمت الصحيفة في وقت سابق عددا من الندوات مع ذوي الاختصاص من الأطباء ورجال الدين، بمشاركة عدد من المرضى والمستفيدين من التبرع، لاستعراض تجاربهم في العودة إلى الحياة بعد معاناتهم مع الأمراض. كما تم نشر عشرات من التقارير التي تحث المجتمع البحريني على أهمية التبرع للمرضى والمحتاجين الذين يعانون من القصور العضوي. ويعد البحرين من الدول السباقة في مشروع زراعة الأعضاء وإنقاذ حياة الكثير من المرضى الذين يعانون من الفشل في أحد أعضائهم الجسدية منذ سنوات طويلة.