Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 21/Feb 12:46

حذارِ من تحوّل المقاهي إلى مرتع للمخدرات

يناقش مجلس النواب في جلسته المقبلة الاقتراح برغبة بشأن إعادة العمل بالقرار الوزاري رقم (83) لسنة 2006، الذي يتناول اشتراطات المقاهي والمطاعم التي تقدم التبغ ومشتقاته لأغراض التدخين. ويتضمن الاقتراح برغبة أن تقوم الحكومة، ممثلة في وزارة الصحة، بإصدار القرارات اللازمة لمنع فتح المقاهي التي تقدم الشيشة في المناطق القريبة من الأحياء السكنية والمدارس والمساجد، بالإضافة إلى تسوية أوضاع المقاهي القائمة وفقًا لهذه المعايير. وفي هذا السياق، أفادت وزارة الصحة أن التشريعات السارية، مثل القانون رقم (8) لسنة 2009 بشأن مكافحة التدخين والتبغ بأنواعه، والقرار رقم (2) لسنة 2011 بشأن اشتراطات المحلات التي تقدم التبغ، تتضمن أحكامًا تنظيمية وصحية تحكم هذا القطاع. ولفتت إلى أن هذه التشريعات قد اشتملت على الاشتراطات الواردة في القرار الوزاري رقم (83) لسنة 2006، الذي تم إلغاؤه، كما تم إصدار القرار رقم (93) لسنة 2023، الذي يتناول الاشتراطات التنظيمية للتعمير في البحرين، ويتضمن اشتراطات تخص تصنيف مناطق المطاعم والمقاهي بشكل عام. من جانبها، أوضحت وزارة شئون البلديات والزراعة أن تنظيم عمل المطاعم والمقاهي التي تقدم التبغ أصبح من اختصاص جهة حكومية أخرى بعد صدور القانون رقم (8) لسنة 2009، ومنذ تطبيق هذا القانون، اقتصرت مهام الوزارة على دراسة طلبات الترخيص للمقاهي من حيث الموقع، للتحقق من توافقه مع التصنيفات والاشتراطات التنظيمية الخاصة بكل منطقة. وأكدت أن الوزارة دورها لا يتعدى التأكد من الموقع التجاري للمقهى بما يتناسب مع القوانين المعمول بها. من جهتها، لفتت وزارة الصناعة والتجارة إلى أن تصنيف المناطق كمناطق سكنية أو تجارية يتم من قبل الجهة المختصة بذلك، ويجري إصدار الترخيص الخاص بتقديم الشيشة في المقاهي والمطاعم بناءً على هذه التصنيفات، ويتم استخدام الأنظمة الإلكترونية المتاحة للتحقق من هذه التصنيفات وتطبيق القوانين المتعلقة بذلك. إلى ذلك، أكدت جمعية مكافحة التدخين موافقتها على الاقتراح برغبة، معتبرة أنه يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية التي تأسست الجمعية من أجلها في عام 1979. ولفتت إلى أن الاقتراح يتوافق مع القوانين والأنظمة الصادرة عن منظمة الصحة العالمية واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، مشيرة إلى أن مكافحة جميع أنواع التدخين، بما في ذلك الشيشة، تعد من أولويات المنظمة الخليجية. وأيدت الجمعية الاقتراح باعتباره جزءاً من الجهود الدولية الرامية إلى حماية الأفراد من التدخين المباشر والسلبي، وحماية الصحة العامة، كما يتماشى الاقتراح مع قرارات مكافحة التبغ الصادرة عن مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي، خاصة في المؤتمر رقم (78) المنعقد في الرياض. وأكدت الجمعية أيضاً أن الاقتراح يتوافق مع التزام البحرين في إطار “منظمة الصحة العالمية” بإعلان “المنامة مدينة صحية” كونها أول عاصمة في إقليم شرق المتوسط، وهو إنجاز خليجي وبحريني مميز في مجال الرعاية الصحية، هذه المبادرة تركز على تحسين صحة سكان البحرين وتوفير بيئة صحية آمنة، كما تتوافق مع اتفاقية “مكافحة التبغ” التي تسعى البحرين من خلالها إلى تقليص نسبة المدخنين إلى 30% بحلول عام 2025. وحذرت الجمعية من أن زيادة عدد المقاهي التي تقدم الشيشة بالقرب من المناطق السكنية والمدارس والمستشفيات يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على المجتمع، مثل زيادة حالات الإدمان والانحراف بين الشباب والمراهقين، مشيرة إلى أن بعض هذه المقاهي قد تتحول إلى أماكن للتسكع وتعاطي المخدرات، وهو ما يهدد صحة المجتمع واستقراره. وفي الختام، دعت الجمعية إلى تبني خطة استراتيجية مستقبلية من أجل جعل البحرين خالية من التدخين تماماً، على غرار بعض الدول مثل نيوزيلندا وتركمانستان، التي قررت حظر جميع أنواع التبغ والشيشة كجزء من جهودها في حماية الصحة العامة.