Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Feb 21:55

حارق السيدة بـ“الأسيد”: نفذت الجريمة بتحريض من عمي

كشفت أوراق قضية الشاب المتهم بسكب مادة حارقة (حمض الكبريتيك) على سيدة والتسبب في حدوث حروق بأجزاء متفرقة من جسدها، عن تقرير للطب النفسي يؤكد أنه ليس لديه أي مرض نفسي أو عقلي يجعله غير مسؤول عن تصرفاته ويفقده الإدراك، فضلًا عن تبيّن وجود تاريخ للمتهم في إساءة استخدام المؤثرات العقلية ومادة “الشبو”، وقد أظهرت اعترافات المتهم أنه ارتكب الواقعة بعد إصرار عمه (المتهم الثاني) على تنفيذها بعد إعطائه حبوبًا، حيث حددت المحكمة جلسة 25 فبراير الجاري موعدًا للنطق بالحكم في القضية. وفي الجلسة الختامية للمحاكمة، استمعت هيئة المحكمة إلى مرافعة وكيلة المتهم الأول، التي أوضحت أن موكلها يعاني من مرض نفسي ونقص في العقل والإدراك (التوحد)، وهو ما جعل المتهم الثاني يستغله لتنفيذ جريمته في الاعتداء على طليقته، لافته إلى أن كل ما حدث كان بتوجيه وإرشاد من المتهم الثاني الذي اخبره عن مكان وجود المجني عليها طليقته، وعن طريقة تنفيذ الجريمة. وبيّنت أن المتهم الأول يعتريه الخوف الشديد من عمه المتهم الثاني، وذلك لما يعرضه له عمه من ضرب وصراخ وتهديد يجعله يمتثل لأوامره دوماً، مفيدة بأن المتهم الأول لم يتعاطَ المواد المخدرة من تلقاء نفسه، بل كانت تلك المواد تُعطى له بالإكراه عن طريق المتهم الثاني، الذي أجبره على تنفيذ الجريمة بعد تأكده من أن المتهم الأول أصبح غير مدرك لأفعاله بسبب مادة الشبو. وتشير تفاصيل الواقعة إلى أنه أثناء تواجد المجني عليها في مركبتها في مواقف أحد المجمعات التجارية برفقة ابنتيها، شاهدت شخصًا يرتدي قناعًا، ما أثار خوفهن. وعليه، نزلت من سيارتها وتوجهت ناحية الشخص المقنّع لتصويره، إلا أنها تفاجأت بقيامه بالركض نحوها وفتح علبة بلاستيكية كانت بيده وسكب ما بها من مادة سائلة حارقة (حمض الكبريتيك) على جسمها، ثم هرب من الموقع، ما أدى إلى إصابتها بحروق. وعلى إثر ذلك، ورد بلاغ إلى الجهات الأمنية بالحادثة، فقاموا برصد حركة المتهم الأول (28 عامًا) من خلال التصوير الأمني الخاص بمكان الواقعة، وتتبعوا تحركاته منذ بدء فعلته حتى انتهائها، كما أرسلوا الدوريات الأمنية إلى مكان الواقعة وباشروا البحث في الموقع، إذ تمكنوا من العثور على القناع الذي كان يرتديه المتهم أثناء تنفيذ الجريمة. وثبت بتقرير مختبر الأحياء والبصمة الوراثية، بعد فحص العينات المرفوعة من القناع محل الواقعة، أن مصدرها المتهم الأول الظاهر في التصوير الأمني بعد قيامه بخلع قناعه، كما توصلت التحريات إلى أن المتهم الأول هو مرتكب الواقعة بتحريض ومساعدة من المتهم الثاني (41 عامًا)، طليق المجني عليها. وتبين من تحريات الشرطة، بعد الاطلاع على الهاتف النقال الخاص بالمتهم الأول، وجود اتصالات هاتفية بينه وبين المتهم الثاني قبل ارتكاب الواقعة، كما تواصل معه بعد انتهائه من الجريمة ليخبره بأنه أنجز المهمة، واتضح من تقرير مختبر الكيمياء أن ملابس المجني عليها، بعد فحصها، احتوت على المادة الحارقة محل الواقعة. وأقر المتهم الأول في تحقيقات النيابة العامة بقيامه بالاعتداء على المجني عليها عن طريق سكب المادة الحارقة على جسمها، بتحريض واتفاق ومساعدة من المتهم الثاني طليقها. كما ثبت من تقرير الطب الشرعي الخاص بالمجني عليها أن حالتها أصبحت ذات صفة نهائية، وقد تخلف لديها جراء إصابتها وجود ندوب وتشوهات منتشرة بالوجه والعنق والطرف العلوي والفخذ الأيسر والساقين، إضافة إلى تيبّس في حركات مفصل المرفق وإصبعي الخنصر والبنصر، مصحوبًا بمعاناتها من مرض نفسي جراء اضطراب ما بعد الصدمة، وتلك الأمور مجتمعة تقدر بحالتها الراهنة عاهة مستديمة بنسبة 60 %. وقد اتهمت النيابة العامة المتهم الأول بأنه، في غضون 13 سبتمبر 2024، أحدث عمدًا عاهة مستديمة بالمجني عليها، إذ عقد النية وترصد لها وقام برشقها بمادة سائلة (حمض الكبريتيك)، محدثًا بها تشويهًا جسيمًا لا يُحتمل زواله، فيما اتهمت المتهم الثاني بأنه اشترك مع المتهم الأول بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة في إحداث العاهة المستديمة بالمجني عليها.