Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - Hier 14:21

مهرجان القرين الثقافي يستذكر إنجازات الراحل عبدالعزيز البابطين

نظّم مهرجان القرين الثقافي الـ 30، فعالية في مكتبة البابطين المركزية للشعر، بعنوان “منارة الأديب الراحل عبدالعزيز البابطين”، وذلك في لمسة وفاء بحق شخصية أدبية مرموقة محبة للخير والعطاء على مستوى العالم. وقال الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، د. محمد الجسار، في كلمة بافتتاح الفعالية إن الأديب الراحل كان مثالا حيّا للعطاء الثقافي والإنساني، إذ كرّس حياته لخدمة الأدب العربي والشعر تحديدا، ومؤمنا بأن الثقافة جسر للتواصل بين الشعوب وأداة للارتقاء بالإنسانية. وأكد الجسار أن هذا التكريم هو أقل ما يمكن أن يقدّم لهذه الشخصية الاستثنائية التي كان لها بصمة واضحة في دعم الثقافة من خلال مؤسسته الرائدة وجوائزه الأدبية المرموقة التي أضحت منارات تضيء الطريق أمام المبدعين من مختلف أقطار العالم العربي. وأضاف أن “احتفاءنا اليوم في مهرجان القرين الثقافي بمنارة الأديب الراحل يعكس وفاءنا لأعلام الثقافة والأدب الذين ساهموا في بناء هوية فكرية متجددة للكويت ولأمتنا العربية، كما ساهموا في الحفاظ على التراث الكويتي والعربي”. وأشار إلى التزام المجلس بمواصلة هذا النهج، مستلهمين من مسيرة الراحل عبدالعزيز البابطين قيم العطاء والإبداع والعمل الثقافي المشترك، موجها تحية إكبار وتقدير لأبناء الأديب الراحل لحرصهم على مواصلة العطاء في الطريق الذي بدأه الأستاذ عبدالعزيز البابطين، يرحمه الله. وقال مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر في كلمته بحق المرحوم البابطين،”كان لنا شرف استضافة دورة علي بن المقرب العيوني بمملكة البحرين عام 2002، التي كانت من أنجح الدورات التي بذل فيها العم بوسعود الجهد الكبير لإقامتها، وكنت انا شخصيا سعيدا بتنظيم هذه الدورة في البحرين، كما كنت أيضا سعيدا وفخورا بالتعامل والتعاون الراقي مع العم عبدالعزيز البابطين”.  وأضاف أنه “خلال الندوات والملتقيات التي كنا نحضرها كنّا نشاهد ونلمس عن قرب المحبة والتقدير لدى الحاضرين، حين يدور الحديث عن العم بوسعود، ولم تكن هي كلمات إطراء ومجاملة، بل هي مشاعر صادقة تجاه هذا الانسان الرائع”. من جهته، قال وزير التربية السابق، د. رشيد الحمد، في كلمة له، إن الراحل البابطين رفع من شأن بلده في المحافل الثقافية والأدبية، وأصبح اسم مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الكويتية بارزا على مستوى الوطن العربي، إذ لم تخلُ عاصمة عربية من احتضان ندوة من ندوات الشعر التي أقامتها المؤسسة، والتي حرص مؤسسها على أن يشارك كل العرب في هذه الندوات. وأشار الحمد إلى نشاط الراحل في مجال العلم والتعليم، إذ قام ببناء المدارس في بلدان مختلفة، وأنشأ العديد من كراسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية وثقافة السلام العادل في جامعات أجنبية عديدة، استفاد منها الكثير من طلاب العلم في دراساتهم العليا، واستفادت منها الجامعات في المؤسسات والأبحاث. وتطرّق وزير الإعلام السابق، سامي النصف، في كلمة له، إلى الجانب الشخصي من حياة الراحل البابطين، مبينا أن الراحل كان رجلا شديد الذكاء وفي عملية حراك دائم، وعمل جاهدا وسيرته بها الكثير من الدروس، فقد شكّلت سنوات عمره الأولى منعطفا كبيرا في حياته، وأسهمت في صنع شخصيته الأولى التي استمر الكثير من ملامحها معه حتى أواخر حياته. وأشار النصف إلى دور والد الراحل البابطين بثقافته الاجتماعية النجدية الأصيلة وشخصيته الجادة الصارمة، علاوة على ما كان يستمع إليه في ديوان شقيقه عبداللطيف من أخبار الأدباء وقصائد الشعراء، وكل ذلك أثّر في تكوين شخصيته وحفر في وجدانه آثارا رافقته حتى النهاية. وقال: “كان أيضا لوالدته - يرحمها الله - دور في تنشئته على حب الشعر في الطفولة، حيث كانت تتحدث دائما عن عم والدها الشاعر محمد بن لعبون، الذي توفي - يرحمه الله - في سنة الطاعون بالكويت عام 1831م، وهو مدفون بجوار مسجد العثمان بجانب مجلس الأمة، وكانت تحفظ الكثير من قصائده، فسعت إلى غرس محبة شعره في نفسه”. سلّط أستاذ الأدب العربي بكلية الآداب في جامعة القاهرة، د. عبدالله التطاوي، في كلمة مماثلة، الضوء على إسهامات الراحل العربية والعالمية، موضحا أن الشاعر البابطين - يرحمه الله - ابن بار لحضارة أمتنا العربية الإسلامية، إذ حرص على أن يكون مجهود مؤسسته الثقافية ملهما للعمل من أجل نشر الثقافة والسلام بين الشعوب، وتأكيد دور الإبداع والفكر في تقارب الإبداع بين الناس. وأشار التطاوي إلى دور البابطين في خدمة الفكر والثقافة والوطن والأمة، وخدمة الإنسانية كلها، مع نشر ميثاق شرف الأعراف والقيم الدافعة للتقدم، مع احترام الخصوصية الثقافية لأمته التي كان يذود عنها في كل المحافل، وينهض على حمايتها ورقيها منذ نظم دواوينه الشعرية منذ ثمانينيات القرن الماضي. تحدث أستاذ الأدب العربي في جامعة الكويت، د. سالم خدادة، عن جانبين خلال علاقته بالبابطين، يرحمه الله؛ الجانب الأول هو “العام”، ويتصل بالشعر العظيم الذي فتح من خلاله أبواب الحب والسلام، حيث إن البابطين أحب الشعر وشجّع الشعراء وحقق الكثير من الإنجازات في سبيل ذلك، والجانب الثاني “الخاص”، وتطرق فيه خدادة إلى علاقته بمؤسسة البابطين للشعر العربي في وقت مبكر، واشتراكه في أنشطتها، كما أن المؤسسة استضافته في الكثير من أنشطتها داخل الكويت وخارجها. وألقى الشاعر عبدالله الفيلكاوي خلال الفعالية قصيدة “نجم السراة”، مردفا أن “البابطين، يرحمه الله، أكبر من أن تقال فيه قصيدة مدح أو رثاء”، وعبّر في قصيدته التي حازت استحسان الحضور بمفرداتها العميقة عن شخصية البابطين الإنسانية المحبة للسلام والشعر والأدب والثقافة والخير. معرض صور وشهدت الفعالية معرضا للصور احتوى على لقطات صور قديمة وحديثة للمحتفى به الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين، يرحمه الله، خلال الأمسيات والندوات والملتقيات التي أقامتها مؤسسته الثقافية في الكويت والبلدان العربية والأجنبية. وتضمنت الفعالية أيضا افتتاح معرض المطبوعات والكتب الخاصة بإصدارات مؤسسة البابطين الثقافية من مجلدات ومعاجم أسهمت في إثراء الثقافة، كما قام الحضور بجولة في المكتبة اطّلعوا فيها على مقتنيات الراحل والشهادات والأوسمة التي حصل عليها. وكان للراحل البابطين، يرحمه الله، إسهامات كبيرة في دعم الشعر العربي عبر “جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري”، ومؤسسة البابطين التي أصدرت أكثر من 76500 إصدار لمئات الشعراء والنقاد والباحثين، ولم تتوقف هذه المسيرة عند هذا الحد، بل أنشأ وأسس مكتبة عبدالعزيز سعود البابطين للشعر العربي التي زخرت بالكتب والمخطوطات ونوادر الكتب. كما أنشأ العديد من المدارس والكليات والمعاهد في كثير من البلدان، وأسس بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا عام 1974، إضافة إلى عدد كبير من الدورات التعليمية والتدريبية للغة العربية والشعر العربي؛ سواء داخل الكويت أو خارجها.