Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 14/Feb 23:17

القوة التحويلية الاقتصادية للزراعة المائية

من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليار نسمة بحلول عام 2050، لذا فإن إيجاد طرق لإطعام عدد متزايد من السكان بشكل مستدام وبأسعار معقولة وناجح يعتبر قضية بالغة الأهمية يواجهها عالم اليوم، وهي القضية التي تستعد تكنولوجيا الزراعة المائية للإجابة عليها. توقعات 2030 من المتوقع أن يصل حجم سوق الزراعة المائية إلى 5.45 مليار دولار أميركي في عام 2025، ومن المتوقع أن يصل إلى 7.94 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 7.8 % خلال الفترة المتوقعة (2025 - 2030). ومع التقدم التكنولوجي المستمر، وزيادة وعي المستهلك والحاجة المتزايدة إلى الغذاء المستدام المزروع في المناطق الحضرية، تزدهر صناعة الزراعة المائية حيث تقدر قيمة سوق الزراعة المائية العالمي بنحو 9.5 مليار دولار أميركي، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 11.3 %، لتصل إلى قيمة إجمالية تبلغ 17.9 مليار دولار أميركي بحلول عام 2026. حجم السوق تقدر قيمة سوق المحاصيل المائية العالمية بنحو 37.7 مليار دولار أميركي اعتبارًا من الآن، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب إجمالي قدره 7 %. ومن المتوقع أن تصل إلى 53.4 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030. وعلى مستوى العالم، تشكل أوروبا وأميركا الشمالية أكبر أسواق الزراعة المائية حيث يُعرف عنهما أيضًا أنهما تمتلكان أكبر المزارع المائية المتقدمة مقارنة بالمناطق الأخرى. ومن المتوقع أن تنمو كل من منطقتي أميركا الشمالية وآسيا والمحيط الهادئ بأسرع معدل نمو سنوي مركب قدره 17 %. العائد على الاستثمار (ROI) الحصاد المتكرر: يمكن لأنظمة الزراعة المائية الداخلية إنتاج عدة حصادات في العام. وتأتي هذه القدرة من خلال توصيل العناصر الغذائية بشكل محسن وبيئات نمو خاضعة للرقابة. دورات نمو أسرع: يمكن للنباتات المزروعة في الزراعة المائية أن تنضج أسرع بنسبة 25 % من المحاصيل المزروعة في التربة. يسمح النمو الأسرع بحصاد أكثر تواترًا وعائدات أسرع على الاستثمار. • كفاءة الموارد: تستخدم الزراعة المائية كميات أقل بكثير من المياه والمساحة، مما قد يقلل من تكاليف التشغيل بمرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، فإن البيئات الخاضعة للرقابة تعني عدم وجود آفات واحتمالات أقل بكثير للتلوث. والنتيجة هي خسائر أقل، وتوفير المال على المبيدات الحشرية، وتجنب سحب الأغذية. النتائج المالية انخفاض تكاليف النقل: يمكن إنشاء المزارع المائية في المناطق الحضرية الأقرب إلى المستهلكين. وهذا القرب يقلل من تكاليف النقل ويزيد من نضارة المنتجات. الإنتاج على مدار العام: يمكن للأنظمة المائية أن تعمل على مدار العام، دون أن تتأثر بالتغيرات الموسمية. ويؤدي هذا الإنتاج المستمر إلى تدفق دخل ثابت. أسعار مميزة: غالبًا ما تلبي المنتجات المزروعة باستخدام الزراعة المائية معايير الجودة الأعلى. سيدفع المستهلكون المزيد مقابل المنتجات الطازجة والخالية من المبيدات الحشرية والمزروعة محليًا. الاستدامة الحفاظ على المياه: تتميز أنظمة الزراعة المائية بكفاءة عالية في استخدام المياه. فقد تستخدم ما يصل إلى 98 % أقل من المياه مقارنة بالزراعة التقليدية القائمة على التربة. وتعود هذه الكفاءة إلى إعادة تدوير المياه داخل النظام، إلى جانب الحد الأدنى من النفايات وعدم وجود جريان سطحي. الحد من استخدام الأراضي: لا تتطلب الزراعة المائية أرضًا صالحة للزراعة. ويمكن تنفيذ هذه الطريقة في المناطق الحضرية أو المباني القائمة. كما أنها تقلل من الحاجة إلى إزالة الغابات وتحويل الأراضي المرتبطة بالزراعة التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فهي تمنع تآكل التربة وتدهورها. بصمة كربونية أقل: تقلل الزراعة المائية من البصمة الكربونية بعدة طرق. فزراعة المحاصيل بالقرب من المراكز الحضرية تقلل من المسافة التي تقطعها الأغذية. كما أن القرب يقلل من الانبعاثات المرتبطة بالنقل. التحديات والقيود ورغم أن الزراعة المائية توفر العديد من الفوائد المستدامة، فإنها تأتي أيضًا مع تحديات. وتشمل هذه التحديات الاستهلاك المرتفع للطاقة، والحاجة إلى الخبرة الفنية، وتكاليف الإعداد الأولية الكبيرة. ويشكل التصدي لهذه التحديات أهمية حيوية لتبني الزراعة المائية على نطاق أوسع. استخدام الطاقة العالية: التحدي الأساسي للزراعة المائية هو اعتمادها على الإضاءة الاصطناعية. يمكن أن يؤدي استخدام الكثير من مصابيح النمو إلى استهلاك كبير للطاقة. ومع ذلك، يمكن للبيوت الزجاجية المائية الاستفادة من الضوء الطبيعي لتغذية النباتات. لا تزال تحتاج إلى مصابيح النمو في بعض الأحيان، لكنها يمكن أن تقلل من اعتمادها بنسبة تصل إلى 90 %. الخبرة الفنية: تتطلب المزارع المائية الناجحة المعرفة والخبرة الفنية. يجب أن يفهم المزارعون كيفية إدارة المحاليل المغذية ومراقبة مستويات الرقم الهيدروجيني. يجب عليهم أيضًا الحفاظ على الضوابط البيئية اللازمة للنمو الأمثل للنبات. يمكن أن تشكل هذه الحاجة إلى المعرفة المتخصصة حاجزًا أمام دخول بعض المزارعين المحتملين. تكاليف الإعداد الأولية: قد يكون الاستثمار الأولي في نظام الزراعة المائية مرتفعًا للغاية. وتشمل التكاليف شراء معدات مثل مصابيح النمو والمضخات والخزانات وأنظمة التحكم في المناخ. ومع ذلك، فإن الفوائد طويلة الأجل وكفاءة الزراعة المائية يمكن أن تعوض هذه التكاليف. وعلى الرغم من هذه التحديات، فإن فوائد الاستدامة التي توفرها الزراعة المائية تجعلها حلاً واعدًا. وينطبق هذا بشكل خاص على البيئات الحضرية ذات الموارد المحدودة من الأراضي والمياه. (اقرأ الموضوع كاملا بالموقع الإلكتروني) الاتجاهات المستقبلية الأتمتة والذكاء الاصطناعي: أصبحت الأتمتة جزءًا لا يتجزأ من أنظمة الزراعة المائية. وهناك تطورات جارية في مجال البذر الآلي والحصاد والمراقبة. وتعمل تقنيات الذكاء الاصطناعي على تعزيز الإنتاجية من خلال تحسين تخصيص الموارد وتحسين أداء النظام. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في صياغة العناصر الغذائية بدقة والكشف المبكر عن الأمراض والآفات. ويمكنه أن يقلل بشكل كبير من تكاليف العمالة وخسائر المحاصيل. • الطاقة المتجددة: تعتمد المزارع المائية بشكل متزايد على مصادر الطاقة المتجددة. وهذا التحول يقلل من الاعتماد على الطاقة غير المتجددة، ويخفض التكاليف التشغيلية، ويقلل من البصمة الكربونية. • المواد الأكثر خضرة: تكتسب المواد البلاستيكية القابلة للتحلل الحيوي والحاويات القابلة لإعادة الاستخدام شعبية متزايدة في أنظمة الزراعة المائية. تعمل المواد القابلة للتحلل الحيوي على تقليل التأثير البيئي من خلال التحلل بشكل طبيعي بمرور الوقت، ويمكن استخدام المواد القابلة لإعادة الاستخدام بشكل متكرر، مما يعزز الاستدامة. • الطباعة ثلاثية الأبعاد: تتيح الطباعة ثلاثية الأبعاد للمزارعين تخصيص مكونات مثل الصواني وأنظمة الري. ويمكن للمزارعين استخدامها لتعزيز الكفاءة والحد من هدر المواد. اقتصاديًا إن فهم الجوانب الاقتصادية والبيئية للزراعة المائية أمر بالغ الأهمية حيث تساعد هذه المعرفة المستثمرين على اتخاذ قرارات مستنيرة تدعم الربحية والاستدامة. والأهم هو أن الزراعة المائية تقدم عائدات أعلى ودورات نمو أسرع وكفاءة كبيرة في استخدام الموارد وتساهم فوائدها البيئية في تحقيق عائد إيجابي على الاستثمار. كما أن التقدم التكنولوجي المستمر والطلب المتزايد على إنتاج الغذاء المستدام يجعل الزراعة المائية قطاعًا أساسيًا ومربحًا للاستثمارات المستقبلية.