X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 24/Mar 17:43

روسيا وأوكرانيا.. محادثات مكوكية بين التصعيد والتهدئة

في مشهد سياسي معقد، تستضيف الرياض جولة محورية من المحادثات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، برعاية أميركية، في محاولة جديدة لإيجاد أرضية مشتركة للتهدئة. وتأتي هذه المحادثات وسط تصعيد في الخطاب السياسي، وقلق أوروبي متزايد من تداعيات النزاع الذي طال أمده. جدول أعمال المفاوضات، وفقا لمصادر مطلعة، يركز على اتفاق هدنة جزئية، يشمل عدم استهداف منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية. ويقود الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف، بينما يجري المسؤولون الأميركيون محادثات منفصلة مع الجانب الروسي، في محاولة لسد الهوة بين الطرفين. موسكو: لا استعجال رغم الضغوط الغربية، لا تبدو موسكو في عجلة من أمرها لإنهاء النزاع بشروط غير مواتية، فقد أكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن المفاوضات ستكون صعبة، مشيرا إلى أن الوضع الأوروبي بات أكثر هشاشة، خاصة بعد التصريحات المثيرة للجدل للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بشأن إمكانية نشر الأسلحة النووية الفرنسية لحماية القارة. أما الولايات المتحدة، فتراهن على التوصل إلى هدنة جزئية بحلول 20 أبريل المقبل، وفقا لما كشفته وكالة "بلومبيرغ"، لكن هذا الرهان يواجه تحديات معقدة في ظل الحسابات الروسية الدقيقة والتحفظات الأوكرانية. أوروبا في مواجهة المجهول تعيش القارة الأوروبية لحظة مفصلية في تاريخها المعاصر، مع تصاعد أزمات بنيوية تهدد استقرارها على المديين القريب والبعيد. وتتراوح هذه الأزمات بين الانكشاف الطاقي، والهشاشة الأمنية، والتراجع الاقتصادي، ما يجعل أوروبا اليوم أمام ما يمكن وصفه بأزمة وجودية حقيقية. أزمة طاقة خانقة منذ انقطاع الإمدادات الروسية، وجدت أوروبا نفسها مكشوفة أمام شتاء قاسٍ، مع تضاؤل خيارات الطاقة البديلة وارتفاع أسعارها. ورغم المساعي لتعويض هذا النقص عبر مصادر جديدة، فإن الأزمة مرشحة للتفاقم، ما ينذر باضطرابات اجتماعية واقتصادية. ضعف أمني واستقلالية مفقودة غياب استراتيجية دفاعية موحدة داخل الاتحاد الأوروبي، وافتقار القارة لمظلة نووية مستقلة، جعلاها معتمدة بشكل شبه كامل على الحماية الأميركية. هذا الواقع يضع السياسات الأمنية الأوروبية تحت تأثير مباشر للتقلبات السياسية في واشنطن، ويحد من قدرتها على التحرك المستقل. تراجع الدور الجيوسياسي من الناحية الاقتصادية، تواجه أوروبا أزمة قيادة، مع اعتماد متزايد على سياسات متخبطة، وتراجع نفوذها في مناطق تقليدية كمحيطها الإفريقي وشرق المتوسط. ونتيجة لذلك، لم تعد القارة تمتلك الوزن الجيوسياسي الذي يسمح لها بتأثير حاسم في الأزمات العالمية. إعادة التموضع وسط هذه التحديات، كشفت تقارير إعلامية عن مساعٍ يقودها كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لتشكيل تحالف يضم 37 دولة، تحت مسمى "تحالف الراغبين"، بهدف نشر قوات حفظ سلام في أوكرانيا. غير أن هذه المبادرة لم تسلم من الانتقادات، خاصة من الجانب الروسي، الذي اعتبرها خطوة استفزازية قد تؤدي إلى تصعيد جديد في الحرب. في ظل هذا المشهد المعقد، تبدو أوروبا أمام مفترق طرق حاسم، يتطلب إعادة تقييم شاملة لاستراتيجياتها، واستعادة القدرة على المبادرة، إذا ما أرادت الحفاظ على مكانتها في النظام الدولي المتغير. حياد السعودية أكد الدكتور عبدالعزيز بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن استضافة المملكة العربية السعودية للمحادثات الأميركية الروسية يأتي امتدادًا لدورها المحوري كوسيط محايد وموثوق، قادر على توفير مناخ مناسب لحوارات جادة تسعى إلى إحلال الأمن والاستقرار في العالم. وأوضح أن ما يميز المملكة هو سياستها المتوازنة التي لم تنحز لأي طرف، مما جعلها محل ترحيب من قبل الأطراف كافة، سواء من الجانب الروسي أو الأميركي أو الأوكراني، مشيرًا إلى أن دولًا أخرى فقدت هذا الدور بفعل مواقفها المنحازة. وأشار الدكتور بن صقر إلى أن المملكة ليست طرفًا في الصراع، ولكن ما يعنيها هو إنهاء الحرب التي طالت وخلّفت خسائر بشرية ومادية هائلة دون نتائج حاسمة لأي طرف. وأضاف أن المملكة قد تقدم اقتراحات للطرفين، ليس كحلول مباشرة، بل كمحفزات لتقريب وجهات النظر وتشجيع التفاهم. كما لفت إلى أن هذه المحادثات تأتي بعد جولات سابقة، وتُجرى على مستوى عسكري واستخباري، ما يعكس جدية الأطراف في بحث تفاصيل دقيقة تتعلق بالهدنة وإمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، رغم تباين المواقف، لا سيما في رفض روسيا حتى الآن لوقف شامل. وقال الدكتور بن صقر بأن الدور الذي تضطلع به السعودية لم يعد إقليميًا فحسب، بل أصبح دوليًا بحكم ثقلها السياسي والاقتصادي والديني، مؤكدًا أن التوازن والحياد في السياسة الخارجية السعودية هما ما أكسباها هذا الدور العالمي المتقدم.

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

السعودية تزاحم المغرب في سوق الأسمدة

sabahagadir.ma - 28/Mar 16:45

أبرزت إذاعة فرنسا الدولية (RFI) في تقرير مطول نشُر على موقعها الرسمي الصعود اللافت...

Sorry! Image not available at this time

عندما تتحول أموال الشعب إلى موائد الكبار!..فضيحة دعم اللحوم في المغرب

k36.ma - 28/Mar 19:17

الأخطبوط الأسود  في مشهد سياسي يثير الدهشة والاستغراب، انفجرت فضيحة جديدة في...

Sorry! Image not available at this time

احتلال الملك العمومي بمدينة القصر الكبير

dispress.ma - 28/Mar 16:00

  مصطفى سيتل – تفشت ظاهرة احتلال الملك العمومي بمدينة القصر الكبير في المدة...

Sorry! Image not available at this time

احتلال الملك العمومي بمدينة القصر الكبير

dispress.ma - 28/Mar 16:00

  مصطفى سيتل – تفشت ظاهرة احتلال الملك العمومي بمدينة القصر الكبير في المدة...

Sorry! Image not available at this time

مجلس الحكومة يتتبع عرضا حول تقدم المغرب في مجال النهوض بأوضاع المرأة والمساواة بين الجنسين

dpress.ma - 28/Mar 18:35

دبريس تتبع مجلس الحكومة، اليوم الجمعة، عرضا حول ما أحرزته المملكة المغربية من...

Sorry! Image not available at this time

هل تسلم “حوايج العيد” من الشناقة؟

tanwer.ma - 28/Mar 17:38

تنوير/مراكش/محمد جرو: عاش المغاربة هذه السنة ،أو قبلها فصولا من دراما اسمها...

Sorry! Image not available at this time

تعيينات جديدة مرتقبة في صفوف الولاة والعمال في هذا التاريخ

mednews.ma - 28/Mar 20:23

يرتقب أن يتم الإعلان، بعد شهر رمضان المبارك، عن حركة تعيينات وتنقيلات واسعة في...

Sorry! Image not available at this time

تعيينات جديدة مرتقبة في صفوف الولاة والعمال في هذا التاريخ

mednews.ma - 28/Mar 20:23

يرتقب أن يتم الإعلان، بعد شهر رمضان المبارك، عن حركة تعيينات وتنقيلات واسعة في...

مرصد حقوق الطفل يدعو إلى الابتعاد عن الألعاب النارية والألعاب الخطرة

hannibal - 28/Mar 18:23

أشار مرصد الإعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل في بلاغ له...