X

Vous n'êtes pas connecté

Maroc Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Jun 21:15

الخطر الأخلاقي الذي تفرضه أسعار الفائدة الأدنى

“البلاد” تواصل نشر المقالات والتحليلات الاقتصادية لأبرز الساسة والاقتصاديين والأكاديميين من العالم بالتعاون مع “بروجيكت سنديكيت”   التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬منع‭ ‬المجازفات‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬منخفضا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقد‭ ‬المقبل احتمال‭ ‬تراجع‭ ‬مساهمة‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬بسبب‭ ‬اتجاهات‭ ‬ديموغرافية‭ ‬غير‭ ‬مواتية يتوقع‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬الإنتاجية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يقود‭ ‬لخسارة‭ ‬الوظائف قد‭ ‬يتسبب‭ ‬انحسار‭ ‬العولمة‭ ‬وعودة‭ ‬الحماية‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات تميل‭ ‬بنوك‭ ‬مركزية‭ ‬عديدة‭ ‬إلى‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬الفائدة‭ ‬مرتفعة‭ ‬لردع‭ ‬الحكومات‭ ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬اقتراضها‭ ‬ سيظل‭ ‬التضخم‭ ‬ثابتا‭ ‬بعناد‭ ‬فوق‭ ‬المستوى‭ ‬المستهدف‭ ‬2‭ % ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬وأوروبا وفقا‭ ‬للمعطيات‭ ‬يتوقع‭ ‬المتنبئون‭ ‬بالأسواق‭ ‬المالية‭ ‬خفض‭ ‬الفائدة‭ ‬مرتين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬ مع‭ ‬بلوغ‭ ‬مؤشر‭ ‬داو‭ ‬جونز‭ ‬و”فوتسي‭ ‬100”مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬يصبح‭ ‬الخطر‭ ‬الأخلاقي‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬ تعمل‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬المنخفضة‭ ‬المستقرة‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬خطر‭ ‬نشوء‭ ‬فقاعات‭ ‬الأصول 69‭%  ‬ من‭ ‬الرهن‭ ‬العقاري‭ ‬و70‭ % ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الممولة‭ ‬بالاستدانة‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬تنشأ‭ ‬خارج‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬صناديق‭ ‬التحوط‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬“المتاجرين”‭ ‬بالأوراق‭ ‬المالية‭ ‬الحكومية الإفراط‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬المجازفات‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬بأجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقويض‭ ‬الاستثمار‭ ‬   ‬عندما‭ ‬تنخفض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬وتستقر،‭ ‬يميل‭ ‬المشاركون‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬إلى‭ ‬تحمل‭ ‬قدر‭ ‬أعظم‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬بالاستدانة‭ ‬والمجازفة‭. ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬فإن‭ ‬التحدي‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬يتلخص‭ ‬في‭ ‬منع‭ ‬هذه‭ ‬المجازفات‭ ‬من‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬مخاطر‭ ‬جهازية‭ ‬والتسبب‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬أزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬أوسع‭ ‬انتشارا‭. ‬تعتقد‭ ‬أسواق‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬أن‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬تتحرك‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬هابط،‭ ‬لثلاثة‭ ‬أسباب‭: ‬الأول‭ ‬أن‭ ‬التضخم‭ ‬بدأ‭ ‬يتباطأ‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا،‭ ‬بل‭ ‬وتشير‭ ‬الأدلة‭ ‬حتى‭ ‬إلى‭ ‬انكماش‭ ‬في‭ ‬الصين‭. ‬ثانيا،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬منخفضا‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العقد‭ ‬المقبل،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة‭ ‬إلى‭ ‬أدنى‭ ‬مستوياته‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تتراجع‭ ‬مساهمة‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي،‭ ‬بسبب‭ ‬اتجاهات‭ ‬ديموغرافية‭ ‬غير‭ ‬مواتية‭ ‬مثل‭ ‬انكماش‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬العمل‭. ‬أخيرا،‭ ‬يتوقع‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬الوظائف‭ ‬والركود‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬العمل‭. ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحد‭ ‬من‭ ‬تضخم‭ ‬الأجور‭ ‬ويعزز‭ ‬توقعات‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬الأمد‭ ‬البعيد‭.‬ ‭ ‬انحسار‭ ‬العولمة‭ ‬ بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬ربما‭ ‬تؤدي‭ ‬عوامل‭ ‬أخرى‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬ضغوط‭ ‬تدفع‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع‭. ‬فقد‭ ‬يتسبب‭ ‬انحسار‭ ‬العولمة‭ ‬وعودة‭ ‬حواجز‭ ‬الحماية‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬أسعار‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬إلى‭ ‬الارتفاع؛‭ ‬وقد‭ ‬تميل‭ ‬بنوك‭ ‬مركزية‭ ‬عديدة‭ ‬إلى‭ ‬الإبقاء‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬مرتفعة‭ ‬لردع‭ ‬الحكومات‭ (‬وخاصة‭ ‬البلدان‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬السبع‭) ‬عن‭ ‬زيادة‭ ‬اقتراضها‭ ‬وزيادة‭ ‬عجزها‭ ‬المالي‭. ‬وأخيرا،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬انخفاض‭ ‬التضخم‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬أدنى‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الذروة‭ ‬التي‭ ‬بلغها‭ ‬أثناء‭ ‬الجائحة،‭ ‬فإنه‭ ‬يظل‭ ‬ثابتا‭ ‬بعناد‭ ‬فوق‭ ‬المستوى‭ ‬المستهدف‭ ‬2‭ % ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬وأوروبا‭.‬ وفقا‭ ‬للظروف‭ ‬والمعطيات‭ ‬الحالية،‭ ‬يتوقع‭ ‬المتنبئون‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬خفض‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬مرتين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭. ‬وعندما‭ ‬تبدأ‭ ‬الأسعار‭ ‬أخيرا‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬نحو‭ ‬الانخفاض،‭ ‬سيعيد‭ ‬المستثمرون‭ ‬تخصيص‭ ‬رأس‭ ‬المال،‭ ‬وسوف‭ ‬يخلف‭ ‬هذا‭ ‬عواقب‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬أسعار‭ ‬الأصول‭ ‬المرتفعة‭ ‬بالفعل‭. ‬ومع‭ ‬بلوغ‭ ‬مؤشر‭ ‬داو‭ ‬جونز‭ ‬ومؤشر‭ ‬فوتسي‭ ‬100‭ (‬المملكة‭ ‬المتحدة‭) ‬مستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬أصبح‭ ‬الخطر‭ ‬الأخلاقي‭ ‬يشكل‭ ‬مصدر‭ ‬قلق‭ ‬في‭ ‬محله‭. ‬فعندما‭ ‬تنخفض‭ ‬تكاليف‭ ‬الاقتراض‭ ‬وتصبح‭ ‬أكثر‭ ‬قابلية‭ ‬للتنبؤ،‭ ‬تميل‭ ‬الحكومات‭ ‬والشركات‭ ‬والأسر‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬الاقتراض‭. ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬2010‭ ‬إلى‭ ‬2022،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عند‭ ‬مستوى‭ ‬الصِـفر‭ ‬فعليا،‭ ‬ارتفعت‭ ‬ديون‭ ‬الشركات‭ ‬الأميركية‭ ‬بنسبة‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬لتصل‭ ‬إلى‭ ‬94‭ ‬تريليون‭ ‬دولار‭.‬ ‭ ‬الدين‭ ‬العام وكان‭ ‬الدين‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬أكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للقلق‭. ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يتوقع‭ ‬مكتب‭ ‬الميزانية‭ ‬غير‭ ‬الحزبي‭ ‬أن‭ ‬ينمو‭ ‬الدين‭ ‬الفيدرالي‭ ‬من‭ ‬99‭ %‬‭ ‬من‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬إلى‭ ‬116‭ % ‬ــ‭ ‬رقم‭ ‬قياسي‭ ‬جديد‭ ‬ــ‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2034‭. ‬وهذا‭ ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬تتجاوز‭ ‬الاستدامة‭ ‬المالية،‭ ‬لأن‭ ‬إصدارات‭ ‬الديون‭ ‬الحكومية‭ ‬المتنامية‭ ‬قد‭ ‬“تزاحم”‭ ‬اقتراض‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬وترفع‭ ‬تكاليف‭ ‬الاقتراض‭ ‬التي‭ ‬يتحملها‭ ‬الآخرون‭ ‬جميعا‭.‬ تعمل‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬المنخفضة‭ ‬المستقرة‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬زيادة‭ ‬خطر‭ ‬نشوء‭ ‬فقاعات‭ ‬الأصول،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خلق‭ ‬“جدار‭ ‬من‭ ‬المال”‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭. ‬ومع‭ ‬زيادة‭ ‬الاقتراض‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأفراد‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وسعيهم‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬عائدات‭ ‬أعلى،‭ ‬فسوف‭ ‬تزداد‭ ‬خطورة‭ ‬مراهناتهم‭ ‬على‭ ‬أصول‭ ‬المضاربة‭ ‬مثل‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬الاستثماري‭ ‬والعملات‭ ‬الرقمية‭ ‬المشفرة‭. ‬وعندما‭ ‬تطارد‭ ‬مقادير‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬فرص‭ ‬استثمارية‭ ‬أقل‭ ‬نسبيا،‭ ‬تكون‭ ‬النتيجة‭ ‬تضخم‭ ‬أسعار‭ ‬الأصول‭. ‬لهذا‭ ‬السبب‭ ‬تضاعف‭ ‬حجم‭ ‬مؤشر‭ ‬ستاندرد‭ ‬آند‭ ‬بورز‭ ‬500‭ ‬أربع‭ ‬مرات‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2009‭ ‬و2021،‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬الصِـفر‭.‬ الواقع‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬عامر‭ ‬بأمثلة‭ ‬وفيرة‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬الاستدانة‭ ‬الأعلى‭ ‬التي‭ ‬تُـفـضي‭ ‬إلى‭ ‬نشوء‭ ‬فقاعات‭ ‬الأصول،‭ ‬ثم‭ ‬إلى‭ ‬أزمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬تامة‭ ‬النضج‭. ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬وول‭ ‬ستريت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1929‭ ‬والكساد‭ ‬الأعظم؛‭ ‬وأزمة‭ ‬اليابان‭ ‬في‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين؛‭ ‬وانهيار‭ ‬شركات‭ ‬الإنترنت‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000؛‭ ‬والأزمة‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2008‭.‬   القلق‭ ‬التنظيمي في‭ ‬السياق‭ ‬الحالي،‭ ‬هناك‭ ‬منطقتان‭ ‬مثيرتان‭ ‬للقلق‭ ‬التنظيمي‭ ‬تستحقان‭ ‬الـذِكر‭. ‬فأولا،‭ ‬أصبحت‭ ‬صناديق‭ ‬التحوط‭ ‬المتعددة‭ ‬المديرين‭ ‬اليوم‭ ‬أكبر‭ ‬حجما‭ ‬وأكثر‭ ‬أهمية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهازي،‭ ‬وربما‭ ‬أكثر‭ ‬استدانة‭ ‬من‭ ‬مثيلاتها‭ ‬قبل‭ ‬عشرين‭ ‬عاما‭. ‬وإذا‭ ‬فشل‭ ‬صندوق‭ ‬تحوط‭ ‬كبير،‭ ‬فقد‭ ‬يخلف‭ ‬ذلك‭ ‬تأثيرات‭ ‬جانبية‭ ‬أعظم‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ليخلفها‭ ‬في‭ ‬الماضي‭.‬ ثانيا،‭ ‬يستوجب‭ ‬نمو‭ ‬سوق‭ ‬الائتمان‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تدقيقا‭ ‬أوثق،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬أن‭ ‬الاستدانة‭ ‬كانت‭ ‬تنتقل‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬تفرض‭ ‬إشرافها‭ ‬المباشر‭. ‬لنتأمل‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬نحو‭ ‬69‭ % ‬من‭ ‬الرهن‭ ‬العقاري‭ ‬و70‭ % ‬من‭ ‬القروض‭ ‬الممولة‭ ‬بالاستدانة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تنشأ‭ ‬خارج‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭.‬ بوسع‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬اتخاذ‭ ‬ثلاث‭ ‬خطوات‭ ‬استباقية‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذه‭ ‬المخاطر‭. ‬أولا،‭ ‬يمكنها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬المجازفات‭ ‬من‭ ‬قِـبَـل‭ ‬المستثمرين‭ ‬الأفراد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فرض‭ ‬متطلبات‭ ‬الضمان‭ ‬على‭ ‬الروافع‭ ‬المالية‭ ‬لتثبيط‭ ‬الاقتراض‭ ‬والمضاربة‭ ‬المفرطة‭. ‬ثانيا،‭ ‬يمكنها‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬خوض‭ ‬المجازفات‭ ‬من‭ ‬قِـبَـل‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬المنظم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إلزام‭ ‬المؤسسات‭ ‬المالية‭ ‬العالمية‭ ‬المهمة‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الجهازي‭ ‬بالاحتفاظ‭ ‬بمبالغ‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬مقابل‭ ‬استثمارات‭ ‬المضاربة‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تشديد‭ ‬متطلبات‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬بعد‭ ‬أزمة‭ ‬2008،‭ ‬فقد‭ ‬نحتاج‭ ‬الآن‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬أقوى‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬نشوء‭ ‬الفقاعات‭. ‬الفرصة‭ ‬سانحة‭ ‬أيضا‭ ‬لتحديث‭ ‬قواعد‭ ‬المحاسبة‭ ‬بحيث‭ ‬تعكس‭ ‬الحقائق‭ ‬المالية‭ (‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬الاستعاضة‭ ‬عن‭ ‬المحاسبة‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالأصول‭ ‬حتى‭ ‬تاريخ‭ ‬الاستحقاق‭ ‬بالمحاسبة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬القيمة‭ ‬السوقية‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبنوك‭).‬ ثالثا،‭ ‬بوسع‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬فرض‭ ‬قواعد‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬على‭ ‬قطاعات‭ ‬النظام‭ ‬المالي‭ ‬غير‭ ‬الخاضعة‭ ‬للتنظيم‭ (‬“الخدمات‭ ‬المصرفية‭ ‬الموازية”‭). ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬صناديق‭ ‬التحوط‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬من‭ ‬“المتاجرين”‭ ‬بالأوراق‭ ‬المالية‭ ‬الحكومية،‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يخضعها‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬الرقابة‭ ‬والشفافية‭. ‬وهذا‭ ‬التغيير‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬بدوره‭ ‬أن‭ ‬يعكس‭ ‬القواعد‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬كشف‭ ‬عنها‭ ‬جاري‭ ‬جينسلر،‭ ‬رئيس‭ ‬لجنة‭ ‬الأوراق‭ ‬المالية‭ ‬والبورصة‭ ‬الأميركية،‭ ‬في‭ ‬يناير‭.‬   ‭ ‬تقويض‭ ‬الاستثمار في‭ ‬عموم‭ ‬الأمر،‭ ‬تحتاج‭ ‬الهيئات‭ ‬التنظيمية‭ ‬إلى‭ ‬نماذج‭ ‬تعكس‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬أفضل‭ ‬وتكرر‭ ‬تأثيرات‭ ‬القطاع‭ ‬المالي‭ ‬بالكامل‭ ‬ــ‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الأجزاء‭ ‬الخاضعة‭ ‬للتنظيم‭ ‬وغير‭ ‬الخاضعة‭ ‬للتنظيم‭ ‬ــ‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الحقيقي‭. ‬لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬أزمة‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬ماذا‭ ‬قد‭ ‬يفعل‭ ‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬المجازفات‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المالية‭ ‬بالنمو‭ ‬والرخاء‭. ‬يستشعر‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬خسارة‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭ ‬ــ‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬هيئة‭ ‬معدلات‭ ‬بطالة‭ ‬متزايدة‭ ‬الارتفاع‭ ‬أو‭ ‬عائدات‭ ‬ضريبية‭ ‬متدنية‭ ‬لتمويل‭ ‬المنافع‭ ‬العامة‭ ‬مثل‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬ــ‭ ‬والإفراط‭ ‬في‭ ‬خوض‭ ‬المجازفات‭ ‬يلحق‭ ‬الضرر‭ ‬أيضا‭ ‬بأجيال‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقويض‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الإبداع‭.‬ وقد‭ ‬يتبين‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬الخطر‭ ‬الأخلاقي‭ ‬الذي‭ ‬تفرضه‭ ‬أسعار‭ ‬الفائدة‭ ‬المنخفضة‭ ‬أشد‭ ‬خطورة‭ ‬مما‭ ‬نتصور‭. ‬إن‭ ‬مصير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬ــ‭ ‬وليس‭ ‬أسواق‭ ‬رأس‭ ‬المال‭ ‬فحسب‭ ‬ــ‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬التنظيم‭. ‬وهم‭ ‬يُـحسـنون‭ ‬صنعا‭ ‬باستباق‭ ‬دورة‭ ‬المضاربة‭ ‬التالية‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ذلك‭ ‬بـمقدورهم‭.‬   ينشر‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬ضمن‭ ‬خطة‭ ‬“البلاد”‭ ‬لتطوير‭ ‬المحتوى‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬حيث‭ ‬أبرمت‭ ‬الصحيفة‭ ‬اتفاقاً‭ ‬مع‭ ‬“بروجيكت‭ ‬سنديكيت”،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬صحافية‭ ‬مرموقة‭ ‬لتقديم‭ ‬المقالات‭ ‬والتحليلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الرصينة‭. ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬الموضوعات‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬أنها‭ ‬تكتب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬خبراء‭ ‬ومهنيين‭ ‬وحائزين‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬وساسة‭ ‬واقتصاديين‭ ‬ومصرفيين‭ ‬ومفكرين‭ ‬معروفين‭ ‬عالمياً‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬شخصيات‭ ‬أكاديمية‭ ‬من‭ ‬جامعات‭ ‬وكليات‭ ‬عريقة‭.‬   دامبيسا‭ ‬مويو ..‭ ‬خبيرة‭ ‬اقتصادية‭ ‬دولية‭ ‬ومؤلفة‭ ‬أربعة‭ ‬من‭ ‬الكتب‭ ‬الأكثر‭ ‬مبيعا‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬نيويورك‭ ‬تايمز،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬“مُـنتهى‭ ‬الفوضى‭: ‬لماذا‭ ‬تفشل‭ ‬الديمقراطية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬ــ‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬إصلاحها”‭ (‬Basic Books‭, ‬2018‭).‬

Articles similaires

Sorry! Image not available at this time

“هونشي الفاخرة E-HS9” في حفل “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية للشركات للعام 2024”

albiladpress.com - 26/Sep 23:28

شاركت “هونشي الفاخرة E-HS9” في حفل “درع البلاد للمسؤولية الاجتماعية...

Sorry! Image not available at this time

بيرين سات في “الخزنة السرية”

albiladpress.com - 22/Sep 22:04

أفادت وسائل إعلام تركية بأن بيرين سات ستعود للسينما بفيلم يحمل اسم “الخزنة...

Sorry! Image not available at this time

غياب علامات تجارية فاخرة عديدة عن معرض فيتنام للسيارات

albiladpress.com - 29/Sep 22:39

لن تكون أي علامة تجارية للسيارات الفاخرة حاضرة في معرض السيارات الرئيس - فيتنام...

Sorry! Image not available at this time

غياب علامات تجارية فاخرة عديدة عن معرض فيتنام للسيارات

albiladpress.com - 29/Sep 22:39

لن تكون أي علامة تجارية للسيارات الفاخرة حاضرة في معرض السيارات الرئيس - فيتنام...

Sorry! Image not available at this time

إكس فاكتور يعود بموسم جديد

albiladpress.com - 22/Sep 22:06

أعلنت قناة دبي، عن انطلاق الموسم الثاني من برنامج المواهب “إكس فاكتور”،...

Sorry! Image not available at this time

“مطعم الحبايب” على شاهد

albiladpress.com - 30/Sep 20:25

سيكون الجمهور قريبا على موعد مع مسلسل جديد يحمل عنوان “مطعم الحبايب” الذي...

Sorry! Image not available at this time

اختتام النسخة الثالثة من “ستارت أب بحرين ويك إند” بتكريم الفرق الثلاثة الأكثر إبداعا

albiladpress.com - 23/Sep 23:35

اختتمت ستارت أب بحرين، المنصة الرائدة للشركات الناشئة في مملكة البحرين،...

Sorry! Image not available at this time

المنظمة العربية للتنمية الإدارية تكرم صحيفة “البلاد”

albiladpress.com - 01/Oct 23:02

كرمت المنظمة العربية للتنمية الإدارية صحيفة “البلاد”، صباح أمس بفندق...

Sorry! Image not available at this time

إسرائيل تتوغل بريا في لبنان لأول مرة منذ 2006

albiladpress.com - 30/Sep 22:16

بدأ الجيش الإسرائيلي، ليل الاثنين، عملية برية في جنوب لبنان، وسط تحليق مكثف...

Les derniers communiqués

  • Aucun élément