Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 15/Aug 23:14

معاناة المصابين بالفشل الكلوي.. جرس إنذار لا يتوقف

“لا تهملوا أنفسكم أبدًا.. افحصوا مبكرًا ولا تتهاونوا”.. تلك باختصار النصيحة التي يقدمها المصابون بالفشل الكلوي، فالمعاناة التي يعيشونها مع الغسيل في المراكز الصحية أو في المنزل، تمثل عبئًا صحيًا ونفسيًا واقتصاديًا على المريض وعائلته، وعلى الدولة. ووفق ذلك، يشدد الأطباء الاستشاريون المتخصصون في أمراض وجراحة الكلى والمسالك البولية والأطباء عمومًا، على أهمية الحفاظ على سلامة الكلى، عبر الفحص الدوري وعدم إهماله. ويعود السبب في إصابة الكثير من المرضى بالفشل الكلوي نتيجة التأخر في الحصول على التشخيص المبكر والاستشارة الطبية والعلاج، خصوصًا بالنسبة للمصابين بالداء السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأوعية الدموية من مختلف الأعمار، لكن خصوصا من هم فوق سن الأربعين، فالسكري وضغط الدم كما يقدر المتخصصون يمثلان نسبة 60 % من أسباب الإصابة. معاناة وكلفة عالية  علاوة على ما تقدم، تشير الأرقام إلى أن نسبة نسبة الزيادة في الإصابة بأمراض الكلي في البحرين تقدر سنويا بنسبة 10 %، فيما يصل العدد التقريبي للمصابين بأمراض الكلى في البحرين إلى نحو 5 آلاف مريض ومريضة، أما عدد المرضى الذين يتلقون غسيل الكلى فيتراوح بين 500 و700 مريض ومريضة، وتبلغ الكلفة السنوية للغسيل البريتوني تصل إلى قرابة 8 ملايين دينار، حيث تقدر كلفة علاج المريض بالغسيل الدموي تتراوح بين 18 و20 ألف دينار سنويًا، بالإضافة إلى أن عملية زراعة الكلى تكلف نحو 5 آلاف دينار مضاف إليها نحو 5 آلاف دينار لأدوية المريض “زارع الكلى”. تجنبًا للمضاعفات الخطرة  ويعيد استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية د. شاكر خليل المطوع التأكيد أن إجراء الفحص الدوري تتضاعف أهميته لكل الأعمار، لاسيما بالطبع لكبار السن، وكذلك اختبارات تحليل الدم والبول تجعلنا نطمئن على صحة الكلى وسلامة المريض، بل ليس شرطًا أن تكون هذه التحاليل مهمة للكلى فحسب، بل مهمة لصحة المريض واكتشاف أي مشكلات مبكرًا ومعرفة الأعراض. ويشدد على أن التشخيص المتأخر بطبيعة الحال له تبعاته السلبية، ولهذا تجد الأطباء والعاملين الصحيين يثقفون الناس بأهمية الفحص الدوري حتى لو لم يكن الإنسان مصابا بأي أمراض، ويلفت إلى أن القطاع الطبي بشكل عام في البلاد متطور للغاية، وتخصص أمراض وجراحة الكلى في المقدمة، وهو يتطور بشكل مستمر. مسببات لا يجب إغفالها ويغفل الكثير من المرضى، كما يرى الأطباء، عن خطورة مسببات الإصابة بالفشل الكلوي، ومنها مشكلات حصى الكلى وانسداد المسالك البولية واضطراب الجهاز البولي والإفراط في استخدام بعض الأدوية والعقاقير، ولا شك في أن المتابعة الدورية مع الأطباء والالتزام بتحسين نمط الحياة الصحية لدى الجميع، يسهم في تجنب الإصابة، وكذلك الحد من المضاعفات، فالوقاية تتركز على الاهتمام بالصحة بشكل عام. وتعد مملكة البحرين من الدول التي تقدمت كثيرًا في مجال زراعة الكلى، وخلال السنوات السبع الماضية، ومنذ العام 2017 تقريبًا، تم إجراء أكثر من 20 عملية زراعة ناجحة، إلا أن المهم بالنسبة لمقدمي الرعاية الصحية هو الاهتمام بالوقاية ومكافحة أسباب الإصابة بدرجة أكبر من علاج المصابين.