Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 15/Aug 22:52

عصام خلف: شارع الفاتح.. أول وآخر مشروع عملت عليه في الوزارة

إنشاء الفورمولا 1 كان تحديا كبيرا درست في العراق 9 أعوام وكنا من أوائل سكنة مدينة عيسى التحقت بالجامعة الأميركية في بيروت وبعدها إلى تكساس بالولايات المتحدة مشروعات الطرق ضرورية وأساسية للحركة العمرانية وجزء من الاقتصاد الوطني الأشغال كانت من أوائل الوزارات التي أنشأت قسما للتخطيط الاستراتيجي الوعي المروري جانب مهم في تصميم الطرق في البحرين البنية التحتية كانت وما تزال لدى نائب رئيس الوزراء الشيخ خالد بن عبدالله أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة التنظيم العقاري، وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني السابق، عصام خلف، أن شارع الفاتح رافقه منذ بداية تعيينه في الوزارة وحتى آخر يوم له وزيرا للأشغال، مشيرًا إلى أن الوعي المروري جانب مهم في تصميم الطرق بمملكة البحرين، وذلك عبر بودكاست “لمحات”. وتنشر “البلاد” اليوم الجزء الأول من المقابلة عبر قناتها في “يوتيوب”، ومنصات التواصل الاجتماعي التابعة لها، وعبر صفحاتها الورقية. وفي الجزء الأول من هذه المقابلة، أكد خلف أنه تولى مسؤولية 7 قطاعات حينما كان وزيرًا، مبينًا أن مشروعات الطرق ضرورية وأساسية للحركة العمرانية، وجزء من الاقتصاد الوطني. وروى أيضًا جانبًا من طفولته ودراسته التي بدأت في البصرة بالعراق، ثم مملكة البحرين، وبعدها الجامعة الأميركية في بيروت ثم تكساس. وفيما يلي نص الجزء الأول من هذه المقابلة:   كلمنا عن حياتك منذ البداية؟ بعد ما تخرجت من جامعة (أوست) في تكساس، بدأت العمل مهندسا متدربا في وزارة الأشغال حينها، وتدرجت في العمل من فني إلى مهندس متدرب إلى مهندس، ثم مهندس أول، ثم رئيس مجموعة، وبعدها رئيس قسم، ثم مدير، بعدها الوكيل المساعد للطرق والصرف الصحي ثم نلت الثقة الملكية الغالية في العام 2010 وتم اختياري وزيرًا للأشغال. وفي العام 2014 تم تكليفي أيضًا بوزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني، وكانت معها إدارات ثانية مثل شؤون الزراعة والثروة الحيوانية، والثروة السمكية، فكنت مسؤولًا فعليًا عن 6 قطاعات. وبالإضافة إلى ذلك، كان القطاع السابع هو الإشراف العام على نادي راشد للفروسية وسباق الخيل، وكان الإشراف من الجانب الفني فقط، من ناحية الصيانة وتهيئة الأمور، وحين توليت هذه المسؤولية، تم إطلاق أول سباق دولي للخيل بإدارة نادي راشد، تحت إدارة سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، وسباق الخيل هذا أصبح منبرًا دوليًا وليس محليًا فقط. وأيضًا خلال فترتي بالوزارة، شهدت البحرين أول سباق فورمولا 1 ليلي، وكان ذلك بتوجيه من سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي كلف الوزارة حينها بعمل الإضاءة الليلية، وكان هذا تحديًا كبيرًا للانتهاء من العمل فيها بفترة لا تتجاوز الـ 8 أشهر. والحلبة هي ذاتها كانت مشروعا وتحديا كبيرا، خصوصًا فيما يتعلق بالأعمال الإنشائية والافتتاح، بعد تحديد 4 /‏‏‏ 4 /‏‏‏ 2004 لانطلاق أول سباق في البحرين، وكان مشروعا جديدًا وسابقة في المنطقة، وبفضل رؤية سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الذي نقل هذه الرياضة إلى البحرين، واليوم نراها منتشرة في كل دول مجلس التعاون. حين إنشاء الحلبة، كنت حينها وكيلًا مساعدًا للطرق، وكان تحديًا كبيرًا ليس فقط في إنشاء الحلبة، بل بالطرق المحيطة والموصلة إليها. كان شارع الزلاق حينها موجودًا ولكنه لا يفي بالحركة المرورية المتولدة عن السباق، وشارع الشيخ خليفة بن سلمان الذي كان يبدأ من تقاطع الفاروق، ينتهي إلى شارع ولي العهد بالقرب من المستشفى العسكري. وكان ما بعده شارع صغير دون إضاءة، ومسار في كل اتجاه، وقمنا حينها بإنشاء تكملة شارع الشيخ خليفة بن سلمان ونفقين، إلى شارع خليج البحرين والزلاق، وأصبح يخدم المحافظة الجنوبية، ومدينة حمد التي وصل عدد سكانها إلى أكثر من 90 ألف نسمة، وطلبة جامعة البحرين، حيث تشهد الجامعة ازديادًا كبيرًا في أعداد الطلبة. ودائمًا مشروعات الطرق تعد مشروعات رائدة، وضرورية وأساسية، وهي أساس الحركة العمرانية، وجزء من الاقتصاد الوطني، ومتطلبات التنمية.  انطلق بنا الحديث إلى محاور عدة، ولكن بالعودة إلى دراستك للهندسة، ما سبب اختيارك للولايات المتحدة الأميركية؟ أبدأ معك منذ البداية، أنا نشأت في المنامة، في فريج “المخارقة” أو ما نطلق عليه “فريج الحمام”، ومنذ عامي الثاني، انتقل والدي رحمه الله للعمل في العراق، وكانت طفولتي هناك، لمدة تسع سنوات، وهناك دراستي للمرحلة الابتدائية، وتحديدًا في مدينة البصرة. وفي العام 1967، قرر الوالد رحمه الله العودة إلى البحرين، ودرست المرحلة الإعدادية في مدرسة أبوبكر الصديق في المنامة، أو ما يطلق عليها المدرسة الغربية، وكانت قريبة من القلعة. وبعدها انتقلت إلى مدينة عيسى، وكنا أول دفعة سكنت مدينة عيسى، ولذا انتقلت الدراسة إلى مدرسة مدينة عيسى الإعدادية الثانوية آنذاك، وكنت من أول دفعة تتخرج من هذه المدرسة.  وفي مرحلة التوجيهي، كنت من الطلبة الأوائل في تلك الفترة، وكانت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، يجرون مفاضلة بين الخمسين الأوائل في البحرين، 30 من القسم العلمي، و20 من القسم الأدبي، ويعطون الأوائل بعثات في هذه الجامعة، والبقية يوزعونهم على الجامعات في مصر أو غيرها. حصلت على بعثة الجامعة الأميركية في بيروت العام 1972، وبدأت الدراسة فيها، إلى حين نشوب الحرب الأهلية هناك العام 1975، وحينها قررت حكومة البحرين، سحب الطلبة حفاظًا على سلامتهم، والفضل لها دائمًا كونها تضع في عين الاعتبار سلامة الطلبة وأبنائها دائمًا وأبدًا. وبعدها، نقلتنا الحكومة إلى جامعة تكساس في الولايات المتحدة الأميركية، وأكملت الدراسة حينها هناك، وكنت ضمن أول من تخرج من هذه الجامعة بتخصص الهندسة المدنية. وأعني بأول من تخرج من هذه الجامعة، هو الطلبة الذين تم سحبهم في لبنان، كنت أول من تخرج منهم بعد نقلنا إلى الولايات المتحدة الأميركية. وبعدها عدت إلى البحرين، وعملت بشكل مباشر في وزارة الأشغال حينها.    وهل تتذكر أول مشروع عملت عليه؟ من الصدف أن أول مشروع عملت عليه، هو آخر مشروع لي أيضًا قبل الوزارة، وهو شارع الفاتح، فهو عندما عملت في وزارة الأشغال لم يكن موجودًا، وكان ينتهي عند تقاطع شارع الشيخ دعيج، أو نادي النجمة، وجاء القرار باستكمال هذا الشارع إلى بوابة ميناء سلمان، وحينها كان من أكبر المشروعات، حيث كان طريق بثلاثة مسارات وتتفرع منه طرق عدة إلى الجفير وشارع المعارض وفندق الخليج والغريفة وغيرها. وشاءت الظروف والصدف أن آخر مشروع قبل التغيير الوزاري هو شارع الفاتح نفسه، حيث تم تعديله بعد 39 سنة بالعام 2022، وتم تغييره من شارع موزع إلى شارع “هاي وي”، وحينما تم التغيير الوزاري كانت نسبة الإنجاز فيه بحدود الـ 30 %. فهذا المشروع رافقني منذ بداية حياتي العملية إلى حين خروجي من الوزارة.    بالحديث عن تصميم الطرق، ما معاييركم في وزارة الأشغال للطرق؟ حقيقة عند تصميم الطرق، فإن عامل السلامة من الأساسيات في الناحية الفنية، وندرسها بشكل كامل في الجامعة ونطبقها، فهي من المسافة بين التقاطعات إلى عدد مسارات الحركة المرورية، ونوعية التقاطعات، وكل هذه الأمور، والأهم منها، هو الوعي المروري، كون طريقة التعامل من المستخدمين مع الشارع تختلف. فهناك الشاب الذي يقود بطريقة معينة، وكبير السن، والمرأة، والزوار وغيرهم، ولذا فإن الوعي المروري هو الأهم لتجنب الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى الوفاة، وتقليل الحوادث في البحرين، وهي كلها ضمن معايير التصميم. وأود أن أذكر هنا أن الشعب البحريني واعٍ وملتزم مروريًا، وهذا نتيجة التكامل الذي كان وما يزال موجودًا بين الإدارات الحكومية المسؤولة عن المرور وعلى رأسها الإدارة العامة للمرور من جانبها، ووزارة الأشغال بدورها المتعلق بالجانب الفني من الهندسة المرورية. وهنا أيضًا، أتحدث عن تجربة أعتز بها، وهي لجنة السلامة العامة على الطريق والتي تم إنشاؤها في ثمانينات القرن الماضي، وهي مستمرة حتى الآن، وكانت لجنة أهلية وحكومية في ذات الوقت، وبدأت برئاسة الشيخ عبدالرحمن بن راشد المدير العام للمرور آنذاك، ثم الشيخ دعيج بن خليفة بعدها. اللجنة كانت نشيطة وهي تعمل كأنها إدارة، وكان أيضًا هناك برنامج يقدمه الأخ عبدالعزيز بوحجي بشأن الوعي والسلامة المرورية عن طريق الإذاعة. كل ذلك يدخل ضمن تصميم الطريق، والوعي المروري لدى الناس، وكان الالتزام بحزام الأمان لدى الناس يصل إلى 85 % في ذلك الوقت. حقيقة، لولا الالتزام المروري لما كانت شوارعنا بهذه الطريقة الجيدة، وهذا بسبب وعي الشعب، وحتى الجاليات التي تعيش في مملكة البحرين. وكانت المرحومة سلوى العمران، تنسق مع الجاليات الأخرى، فكل من هو موجود على أرض البحرين تهمنا سلامته، وتخدمه الطرق التي نصممها.    وهل هذا ينطبق في كل المشروعات التي تصممها الوزارة؟ بكل تأكيد ذلك، وهو يتطور أيضا، فعندما بدأت وزارة الأشغال بإنشاء شبكة الطرق، تطورت طريقتها كثيرًا، وانتقلنا من المشروعات الصغيرة إلى الكبيرة، وبدأت بعدها الجسور والأنفاق، وكانت تلك تحديات جديدة، فنحن لم يكن لدينا جسور سابقًا، وأول جسور تم إنشاؤها في البحرين كانت ضمن مشروع جسر الملك فهد، وهي 3 جسور منها تقاطع الجسرة، وتقاطع مدينة عيسى، وتقاطع “الهاي وي”. وبعد ذلك كان لدينا جسر تقاطع الفاروق، وهو أمر شكل تحديًا أيضًا، إضافة إلى إنشاء جسور مدينة عيسى، والتي كانت تحديا كبيرا أيضا. وأتذكر جيدًا أن تقاطع مدينة عيسى شهد المشكلة الرئيسة المتعلقة بانسحاب الشركة المنفذة (الكورية)، والتي تعثرت ماليًا، ومن ثم كان تحديًا بتحويله إلى شركة أخرى، والحمد لله تم إنهاؤه بالضبط كما جرت التصاميم سابقًا من قبل شركة وطنية نعتز بأدائها.  عندما تم تكليفك بتولي منصب وزارة الأشغال، ما أولى الخطوات التي جاءت في بالك لتنفيذها، وكيف كان شعورك؟ حقيقة كانت فرحة كبيرة، وهو يدل على ثقة القيادة الرشيدة بنفس الوقت، ويجب أن يكون الشخص على قدر عال من المسؤولية وأهلا لهذه الثقة. العمل كان متواصلًا، فوزارة الأشغال هي وزارة بنية تحتية، مرتبطة بالمواطن والمقيم والزائر والاقتصاد، وكان يجب علينا أن ننفذ ما تريده القيادة والدولة وفق رؤيتها. نحن في وزارة الأشغال، كنا من أوائل الوزارات التي أنشأت قسمًا للتخطيط الاستراتيجي، وهو قسم بدأ منذ عهد وزيري السابق والزميل والأخ فهمي الجودر، وأكملت المشوار من بعده، فكان الموضوع يتعلق بكيفية التعامل مع المشروعات، وما رؤية الوزارة، وإلى أين ذاهبة، وما أهدافها وكيفية تحقيقها. ولكون الرؤية شيئا، والإمكانات شيئا آخر، فالحماس الذي كان لدينا لتنفيذ المشروعات هو حقيقة أمر مهم، وكنا نعقد دورات في مختلف الأقسام لتحقيق هذه الرؤية. ونقلنا هذه الرؤية إلى الوزارات الأخرى والمسؤوليات التي أضيفت لاحقًا، خصوصًا أنه أصبح لدينا خبرة في هذا المجال، فسابقًا لم تكن لدينا الخبرة الكافية، وبعد ذلك كسبنا الخبرة اللازمة. هذه الخبرة، ساعدتنا عندما تقلدت وزارة البلديات أيضًا، والتخطيط العمراني، ونقلت هذه الرؤية إلى وزارة البلديات، وإلى التخطيط العمراني. وللأمانة، منصب الوزير هو جزء من المنظومة والرؤية الحكومية، ونحن محظوظون في البحرين بوجود اللجان الوزارية، نعم هنالك لجان وزارية تعمل تحت قيادة رئيس مجلس الوزراء، منذ عهد المرحوم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، واستمرت بعدها في عهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. هدف هذه المنظومة هو وضع الإطار العام، والعمل ضمن منظومة متكاملة، وكل شخص يؤدي الدور المنوط به، وكيفية الوصول إلى التكامل في البنية التحتية. والبنية التحتية بشكل عام، كانت وما زالت لدى الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس الوزراء، ولذلك كان التكامل في أفضل صوره، فنحن لا نستطيع أن نعمل بمعزل عن الإسكان أو الكهرباء أو الماء أو المواصلات، فنحن منظومة متكاملة.