Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 18/Aug 11:46

أمين العام "الملكية للأعمال الإنسانية": جلالة الملك المعظم نموذج أبوي وقائد إنساني للعطاء

أكد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية أن المؤسسة تستمد نهجها في العمل الإنساني من الرؤية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم جلالته اللامحدود لمشروع العمل الإنساني في مملكة البحرين واهتمامه أيده الله الكبير بأن تكون المؤسسة ذراعًا قوية للعمل الإنساني تصل للقريب والبعيد وتساهم في معالجة القضايا الإنسانية وما يواجهها من تحديات. وأعرب الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية المؤسسة عن خالص الشكر والتقدير للحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على دعم سموه المتواصل لكافة أعمال المؤسسة وتسهيل مهمتها وتطوير العمل الإنساني في مملكة البحرين. جاء ذلك في مقابلة خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) مع الأمين العام للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بمناسبة اليوم الدولي للعمل الإنساني الذي يوافق 19 من أغسطس، حيث بين أن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هو في جوهره إحياء لقيمة التضامن الإنساني بين كل الشعوب وتذكير بأهمية إعلاء قيمة الإنسان والعمل على صون كرامته. وأكد الشيخ علي بن خليفة آل خليفة أن المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية تعمل وفق خطة استراتيجية طموحة تتسم بالديناميكية والمرونة، وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، وذلك إيمانًا منها بأن العمل الإنساني هو قيمة راسخة في الدين الإسلامي الحنيف، وصفة من الصفات التي توارثتها الأجيال في مملكة البحرين، حيث عُرف أهل البحرين بالطيب والمودة وروح التكافل والتضامن وثقافة الفزعة، ونستلهم كل هذه القيم لتكون المؤسسة منارة للعمل الإنساني، ونساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار والرفاه لمجتمعنا.   وفيما يلي نص المقابلة:   - ما هي أهمية الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني وكيف يعكس هذا اليوم القيم والمبادئ التي تتبناها المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية؟ نتقدم في البداية وبهذه المناسبة العظيمة بأسمى آيات الشكر والعرفان إلى سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، الرئيس الفخري للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية، على دعمه اللامحدود لمشروع العمل الإنساني في مملكة البحرين واهتمام جلالته الكبير بأن تكون المؤسسة ذراعًا قوية للعمل الإنساني تصل للقريب والبعيد وتساهم في معالجة القضايا الإنسانية وما يواجهها من تحديات.  كما نعبر عن خالص الشكر والتقدير، لحكومتنا الموقرة بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، على دعمها لكل أعمال المؤسسة وتسهيل مهمتها وعلى توجيهات سموه السديدة التي تساهم في تطوير العمل الإنساني في مملكتنا.  ونتقدم في هذه المناسبة الهامة بعميق الشكر والامتنان لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، على جهوده الكبيرة في مجال العمل الإنساني وعلى متابعته ودعمه المتواصل لعمل المؤسسة. إن الاحتفال باليوم العالمي للعمل الإنساني هو في جوهره إحياء لقيمة التضامن الإنساني بين كل الشعوب وتذكير لنا جميعًا بأهمية إعلاء قيمة الإنسان والعمل على صون كرامته. أما على المستوى الوطني فيمثل هذا اليوم مناسبة عزيزة على قلوبنا في مملكة البحرين بصفة عامة وفي المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية على وجه الخصوص.  ففي هذه الذكرى يتعزز إحساسنا بمسؤولياتنا تجاه القضايا التي تشغل بال الإنسانية على المستويين المحلي والدولي، لاسيما بعد أن برزت المؤسسة كشريك فاعل في حقل العمل الإنساني سواء الإغاثي أو التنموي مع مؤسسات العمل الإنساني الدولي كوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية. كل هذا يعظم إحساسنا بأهمية تطوير العمل الإنساني وضرورة العمل على مضاعفة جهود كل العاملين فيه من أجل غد أفضل للبشرية جمعاء. إننا نؤمن في المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بأن العمل الإنساني ليس مجرد واجب نؤديه، بل هو قيمة راسخة في ديننا الإسلامي الحنيف، وصفة من الصفات التي توارثتها الأجيال في البحرين، حيث عُرف أهل البحرين بالطيب والمودة وروح التكافل والتضامن وثقافة الفزعة. فنحن نستلهم كل هذه القيم ونبني عليها ونسعى جاهدين لتكون مؤسستنا منارة للعمل الإنساني ومثالاً يحتذى به في مجال العمل الخيري والإنساني، ونساهم في تحقيق المزيد من الاستقرار والازدهار والرفاه لمجتمعنا. ولا يفوتني في هذه المناسبة الجليلة أن أتقدم بالشكر والتقدير لجميع العاملين في المجال الإنساني في مملكة البحرين وفي العالم أجمع الذين يبذلون جهوداً جبارة لمساعدة الآخرين، ومن أجل حفظ كرامة الإنسان، وكذلك الشكر الجزيل لجميع الداعمين والرعاة والشركاء في هذا العمل النبيل.   - كيف تساهم المؤسسة في تحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه في مجال العمل الإنساني؟ منذ تولي جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، تشهد مملكة البحرين تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات والأصعدة. وبوجه خاص وجد العمل الإنساني مساحة كبيرة لدى جلالته، حيث جاء إنشاء المؤسسة كإحدى ثمرات المشروع الإصلاحي لجلالته، وهو المشروع الذي أصبح المنارة التي تسترشد بها المملكة، وجعلها مثالاً يحتذى به في التطور على مستوى كافة الأصعدة. وإذا كان إنشاء المؤسسة هو ثمرة للمشروع الإصلاحي، فإن المسيرة التي قطعتها المؤسسة خلال الأعوام الماضية منذ تأسيسها كانت سيراً على هذا العهد واستلهاماً له.  فها نحن اليوم في عام 2024، نحتفي باليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم، ونستذكر بكل فخر تأسيس المؤسسة الملكية في 14 يوليو من عام 2001، حيث بدأت كلجنة لكفالة الأيتام والأرامل، وتطور عملها بصورة سريعة خلال سنوات قليلة لتتحول إلى مؤسسة تقدم خدماتها داخل وخارج البحرين. إن تأسيس المؤسسة الملكية يعكس رؤية جلالة الملك المعظم في تحقيق الاستقرار والسلم الاجتماعي، وقد تجلى ذلك في طبيعة العمل الذي تقوم به المؤسسة من حيث معالجة القضايا المرتبطة بمعيشة الناس وصحتها وتعليمها التزامًا بتلك الرؤية. كذلك تعبر المؤسسة عن رؤية جلالته في تعظيم إسهام مملكة البحرين في مؤشرات العمل الإنساني الدولي ولا شك أن هذا الإسهام الذي بات معروفاً على كافة الأصعدة يعزز من دور مملكة البحرين كدولة مانحة ومساهمة في أهداف التنمية المستدامة التي تسعى الأمم المتحدة لتحقيقها وأهمها قضايا مكافحة الفقر ودعم التعليم والصحة. إن الدور الإنساني الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، كنموذج أبوي وقائد إنساني للعطاء، لم يقتصر على ما تقدمه المؤسسة من دعم للمستفيدين، وإنما تخطى ذلك ضمن المشروع الإصلاحي للاهتمام بقضايا المرأة والطفل والشباب وقد ظهرت نتائج كل ذلك خلال العقدين الماضيين وانعكست في ما حققته مملكتنا الحبيبة من مكتسبات لهذه الفئات. كذلك تساهم المؤسسة في تحقيق الرؤى الملكية السامية من خلال دورها في تأكيد حرص مملكة البحرين على مد يد العون والمساعدة للأشقاء والأصدقاء وإغاثة المنكوبين، إيماناً منها بالكرامة الإنسانية وترسيخ مبدأ السلام وتعزيز الاحترام المتبادل بين جميع الشعوب. - ما هي أهم الإنجازات التي حققتها المؤسسة الملكية في مجال العمل الإنساني؟ بفضل من الله تعالى، حققت المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية خلال 23 عام إنجازات بارزة على الصعيدين المحلي والدولي، رسّخت من خلالها مكانتها الرائدة في العمل الخيري والإنساني. فعلى الصعيد المحلي تمكنت المؤسسة الملكية من كفالة أكثر من 30 ألف يتيم وأرملة، وتوفير الرعاية الشاملة لهم في المجالات المعيشية والاجتماعية والتعليمية والصحية، وذلك انطلاقاً من إيمانها العميق بأهمية دعم الفئات الأكثر حاجة. كما امتدت يد المؤسسة البيضاء لتشمل المواطنين من ذوي الدخل المحدود، وذلك من خلال تقديم مختلف أشكال الدعم لتأمين حياة كريمة لهم، ففي الجانب المعيشي تقدم المؤسسة الدعم للمواطنين الذي يمرون بضائقة مالية ومن يتضرر منزله من الحريق أو الأمطار، كما يتم دعم المواطنين بمجموعة من المشاريع في الجانب الصحي، أبرزها مشروع مضخات الأنسولين للأطفال مصابين بالسكر من النوع الأول، ومشروع زراعة القوقعة ومشاكل السمع، ومشروع زراعة القرنية ومشاكل النظر، كما تعمل المؤسسة على دعم بعض الحالات التي تحتاج إلى عمليات جراحية مستعجلة باهظة الثمن، وفي الجانب الاجتماعي تقيم المؤسسة الملكية وبالتعاون مع مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية حفل الزواج الجماعي السنوي، لدعم الشباب البحريني الساعين للزواج. وعلى الصعيد الدولي انطلاقاً من رؤية جلالة الملك المعظم في تعزيز العمل الإنساني على الصعيد الدولي، ساهمت المؤسسة خلال مسيرتها في تنفيذ 58 مشروعاً إغاثياً وتنموياً في 16 دولة حول العالم، مؤكدة بذلك دور مملكة البحرين الريادي في تقديم العون والإغاثة للمحتاجين في مختلف أنحاء العالم. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة لدور المؤسسة المعبر عن مساندة مملكة البحرين للأشقاء في فلسطين الشقيقة، حيث قامت المؤسسة بالشراكة مع عدد من المؤسسات الدولية والمنظمات الإقليمية بتنفيذ عدد من المشاريع التنموية والإغاثية، في عدد من المناطق في فلسطين. - ما هي الخطط المستقبلية للمؤسسة الملكية في مجال العمل الإنساني؟ تلتزم المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتحقيق رؤية جلالة الملك المعظم، عبر خطة استراتيجية طموحة تتسم بالديناميكية والمرونة وتتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. على الصعيد الداخلي تركز المؤسسة على تمكين منتسبيها من خلال برامج مبتكرة تحقق رضا المستفيدين وتلبي تطلعاتهم. وتسعى هذه البرامج إلى بناء جيل قادر على الإنجاز ورفع شأن المملكة مع تحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات. وستركز المؤسسة خلال الفترة القادمة على اكتشاف واستثمار طاقات الموهوبين من منتسبيها بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص. كما ستعمل المؤسسة وهي تستقبل يوبيلها الفضي قريباً على مراجعة شاملة لتجربتها خلال الفترة الماضية من أجل تحديث أنظمتها بما يجعلها أكثر كفاءة وفعالية ومواكبة للتطور. وفي الجانب التنموي تعمل المؤسسة على تطوير مشاريعها الاستثمارية التطويرية وأبرزها مشروع نِتاج خير البحرين، حيث ستكون المرحلة القادمة هي نقطة الانطلاقة لتوسيع المشروع من خلال وضع خطة متكاملة لتسويق المنتجات الحرفية التي يتم صنعها بأيدي منتسبات المركز بهدف توسيع عملية الانتشار والتسويق لكل المنتجات.  كما سيتم العمل على إطلاق موقع إلكتروني خاص بالمشروع يهدف إلى التسويق عن المنتجات داخل وخارج البحرين، وسيكون عبارة عن مركز تسوق إلكتروني لمجموعة من المنتجات الحرفية التي صُنعت بدقة واحترافية بأيدي منتجين حرفيين بحرينيين من منتسبي المؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية. كما ستعمل المؤسسة الملكية خلال الفترة القادمة لإنجاز عدد من المشاريع المهمة في إطار تعزيز بنيتها الاستثمارية الداعمة لأنشطتها وبرامجها في العمل الإنساني. ويأتي في مقدمة هذه المشاريع إنجاز مشروع المقر الجديد الذي يشمل في جزء منه جانباً استثمارياً. كما تعمل المؤسسة على إطلاق موقعها الإلكتروني الجديد بحيث يعزز التفاعلية والاستجابة عبر تطبيقات الأجهزة الذكية، بهدف توفير كافة التسهيلات للمستفيدين للوصول للخدمات التي تقدمها المؤسسة، ومن أجل دعم التحول الرقمي الذي يتماشى مع رؤية مملكة البحرين 2030. وأما على الصعيد الخارجي فسوف تواصل المؤسسة جهودها في تعزيز مكانة مملكة البحرين كرائدة في العمل الإنساني والإغاثي والتنموي. وسنعمل على توحيد الجهود داخليًا وخارجيًا من خلال بناء شراكات واسعة النطاق مع المنظمات الدولية لتنفيذ مشاريع تنموية مستدامة تساهم في بناء المجتمعات المتضررة وتحسين حياة الإنسان. كما تسعى المؤسسة بالتعاون مع المؤسسات الأخرى في المملكة لإدراج مملكة البحرين في مؤشر ODI التابع لمنظمة التنمية والتعاون الأوروبي بما يرفع من تصنيف مملكة البحرين كدولة مانحة في مجال العمل الإنساني.