Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 10/Aug 13:37

ما الذي دفع بامرأة أميركية إلى تقييد نفسها في شجرة بغابة هندية؟

"كان الصوت قادمًا من الغابة الواقعة على جانب الجبل. عندما ذهبت إلى هناك، رأيت أن إحدى ساقيها كانت مربوطة بشجرة. وكانت تصرخ مثل الحيوان". وكان باندورانغ جاوكار، وهو راعي أبقار، أول من عثر على معلمة الباليه الأميركية لاليتا كاي بعد اختفائها، والتي عثر عليها في أعماق غابات الهند في 27 يوليو. وعثرت الشرطة، حسبما ذكر تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، على المرأة البالغة من العمر 50 عامًا وبحوزتها هاتف محمول وجهاز لوحي وحوالي 290 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 370 دولارًا) بالعملة المحلية. لكنها كانت هزيلة، وجلدها وعظامها جرّاء المجاعة الواضحة، وكانت تعاني من جروح في ساقها، وكانت تعاني من "ذهان شديد". وقالت للشرطة في البداية إن زوجها "قيدها بالسلاسل وتركها في الغابة لتموت" دون طعام أو ماء، زاعمة أنها قضت 40 يومًا في الغابة النائية شمال غوا. لكن الصدمة الأغرب جاء يوم الثلاثاء الماضي، عندما كشفت الشرطة أنها أخبرتهم أنها في الواقع ليس لها زوج وأنها ربطت نفسها بالشجرة. ولم يُعرف سوى القليل في البداية عن "لاليثا كاي"، التي تم العثور عليها في غابة كثيفة بالقرب من سونورلي، وهي قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي 1500 شخص على بعد حوالي 280 ميلاً من مومباي في 27 يوليو. وتعرفت الشرطة عليها بسبب عدة وثائق كانت معها. ويُظهر جواز سفرها أنها مواطنة أميركية من ولاية ماساتشوستس. وتظهر وثائق أخرى أنها تعيش الآن في تاميل نادو، على الطرف الجنوبي من شبه القارة الهندية. وعلمت "الديلي ميل" أن لاليتا تخرجت مؤخرًا من جامعة بوسطن ودرست علم النفس قبل أن تعمل كأستاذة للرقص وتعمل لحسابها الخاص. وبحسب الشرطة، فإن لاليتا كانت راقصة باليه وممارسه لليوجا في أميركا قبل أن تنتقل إلى الهند قبل حوالي عشر سنوات. يقولون إنها غادرت منزلها لدراسة اليوغا والتأمل في تاميل نادو. ولكن لم يُقال أي شيء آخر بشأن ما دفع لاليتا إلى الانتقال إلى الجانب الآخر من العالم. ولا يُعرف أيضًا كيف تزعم لاليتا أنها درست في بوسطن بين عامي 2018 و2022 إذا انتقلت إلى الهند قبل عشر سنوات. وقدمت جامعة بوسطن، مجموعة من الدورات التدريبية عبر الإنترنت أثناء جائحة "كورونا". ويمكن للسياح والشركات التقدم بطلب للحصول على تأشيرات مدتها خمس سنوات للبقاء في الهند، على الرغم من عدم تمكن السائحين من تمديد زيارتهم. ويمكن تمديد تأشيرات العمل، لكن لاليتا تقول إنها تعمل كمعلمة منذ أقل من عامين، مما يترك المزيد من الأسئلة دون إجابة. قصة غريبة في البداية، ذكرت الشرطة أنها علمت أن زوجها قد ربط لاليتا بشجرة بشريط حول ساقها، والذي ذكرت بعض التقارير الإعلامية أنه رجل يدعى ساتيش. قالوا إنهم اضطروا إلى قطع الشجرة وكسر القفل لتحريرها من قيودها. ولم تكن لاليتا قادرة على الكلام في البداية، وكانت منهكة للغاية بسبب سوء التغذية. إذ كانت تعرف اللغة الإنجليزية فقط ولا يمكنها التواصل معهم باللغة الهندية أو الماراثية. وقال أمول تشافان، المفتش في مركز شرطة ساوانتوادي: "عندما اكتشفناها، كانت تعاني من الجفاف الشديد". مضيفاً يبدو أنها ظلت عالقة هناك لمدة لا تقل عن 48 ساعة. على الرغم من أنها كانت صامتة. وأخبرت لاليتا الشرطة من خلال ملاحظاتها أن زوجها ربطها بشجرة وتركها هناك دون طعام لمدة 40 يومًا "لتموت" بعد خلاف. وقالت الشرطة إنها عثرت في حقيبتها على "معطف واق من المطر ومواد غذائية". وادعت أيضًا أنها أُعطيت "حقنة لعلاج الذهان الشديد" مما أدى إلى إغلاق فكها ومنعها من شرب الماء، وأنه كان لا بد من إعطائها التغذية عن طريق الوريد. وذكرت الشرطة في وقت لاحق أنها لم تتمكن من التحقق من هذه الادعاءات، واعتقدت أنه من غير المرجح أن يبقى شخص ما على قيد الحياة بدون طعام أو ماء لفترة طويلة. وكقاعدة عامة، يمكن للبشر أن يعيشوا حوالي ثلاثة أيام بدون ماء وما يصل إلى ثلاثة أسابيع دون طعام. وتعتقد الشرطة أن لاليتا ظلت "عالقة" لمدة يومين على الأقل. خلال الأيام الخمسة الأولى بدون طعام، قد يفقد الشخص ما بين 1 إلى 2 كجم من وزن الجسم كل يوم، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الجفاف وعدم التوازن. يتباطأ هذا مع مرور الوقت، لكن الصور من المستشفى تظهر أن لاليتا تعاني من سوء التغذية الحاد. تم نقلها في البداية إلى مركز للرعاية الصحية الأولية في ساوانتوادي تالوكا في سيندودورج، حيث اضطر الأطباء إلى إعطائها التغذية عن طريق الوريد. وقالت الشرطة في ذلك الوقت إن المرأة ليست في وضع يسمح لها بالإدلاء بإفادتها. وأوضحت أن المرأة ضعيفة لأنها لم تأكل أي شيء لبضعة أيام وأيضا لأن المنطقة شهدت أمطارا غزيرة.  مضيفة "لا نعرف كم من الوقت كانت مربوطة بتلك الشجرة." وبحسب ما ورد تركت زوجها بعد مشاجرة. وسرعان ما سجلوا قضية محاولة القتل ضد "ساتيش" وأرسلوا فرقًا إلى منزلها للتحقيق. وكانوا يأملون أن يقدم الهاتف المحمول والكمبيوتر اللوحي الذي عثروا عليه مع شخصها أيضًا نظرة ثاقبة بشأن كيفية وصولها إلى مثل هذه الحالة المزرية. وفي 6 أغسطس/آب، قالت الشرطة وطبيب لاليتا لبي بي سي إنهما يعتقدان الآن أن لاليتا قيدت نفسها بالشجرة بعد اعترافها. تتلقى لاليتا الآن العلاج في مصحة نفسية بينما يحاول المحققون فهم ما حدث. ولكن بعد حوالي عشرة أيام من العثور عليها، كشفت الشرطة أنها تراجعت عن قصتها الأصلية، وأخبرتهم أنها لم تكن متزوجة حتى. وقال سوراب أغاروال، مشرف شرطة سندهودورج، للإذاعة إنهم يعتقدون أنها ربما كانت تعاني من الهلوسة عندما أدلت بإفادتها الأولى. ولم يكن من الواضح ما الذي ربما تكون قد أخذته – أو ما قدمته له الشرطة. وكانت قد زعمت أنها تلقت أدوية لعلاج الذهان الشديد قبل أن تعترف بأن زوجها كان ملفقًا. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت قد أعطت نفسها المخدرات قبل العثور عليها أم لا. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت تنوي أن يجدها راعي البقر باندورانج جاوكار، ولم يتم اكتشافها إلا بالصدفة وسط غابة كثيفة. إلى ذلك، قامت الشرطة بمراجعة انطباعها الأولي، وأخبرت المراسلين أنها شعرت بالأسى لأن تأشيرتها للهند انتهت صلاحيتها وأن أموالها على وشك النفاد. ليس من الواضح ما هي التأشيرة التي كانت تسافر بها، أو بالضبط المدة التي قضتها في الهند، ولكن التأشيرتين لمدة خمس سنوات كانتا على وشك الانتهاء أو انتهت صلاحيتهما مؤخرًا. وزعمت أن وضعها المالي سبب لها الكثير من التوتر، مما دفعها إلى شراء السلاسل والأقفال لربط نفسها. وفي ملاحظة أخرى، تزعم صحيفة إنترناشيونال بيزنس تايمز أنها كانت في السابق "متورطة في حادث مماثل في تاميل نادو قبل أن تنتقل إلى غوا" - على الرغم من أنها لم تقدم المزيد من التفاصيل أو الأدلة. لكن الشرطة لم توضح بعد كيف تمكنت من السفر لمسافة تزيد عن 500 ميل من عنوانها المسجل إلى غابة في مكان مجهول دون مساعدة أو سجلات. ورغم أن الشرطة تعتقد أنها ربما وصلت إلى الغابة القريبة من حدود ماهاراشترا وغوا بالقطار، حسبما ذكرت صحيفة إنترناشيونال بيزنس تايمز. وقال أحد الضباط لصحيفة "إنديان إكسبريس" إنها كانت مسافرة إلى غوا من مومباي، موضحاً "نظرًا لوجود مسار واحد، يتوقف القطار عدة مرات قبل دخول غوا". وأضاف أن تلك البقعة قريبة من هذه الغابة، موضحاً " نشتبه في أنها نزلت عندما توقف القطار". كما أنهم لم يتمكنوا من توضيح سبب محاولتها إلصاق هذا الأمر بزوج يقولون الآن إنه غير موجود. وتم استجواب حوالي 30 شخصًا بحلول 30 يوليو/تموز، ومن المتوقع أن يتبعهم المزيد. ورفضت السفارة الأميركية التعليق على القضية، مستشهدة بحقها في الخصوصية. ولم يكن من الواضح ما إذا كانت سيتم توجيه اتهامات إلى لاليتا.