Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 06/Sep 13:20

لماذا نعشق أفلام أسماك القرش في السينما؟

من فيلم ستيفن سبيلبرغ الكلاسيكي Jaws، إلى المفترسة التي تطارد نهر السين في Under Paris في نتفلكس، هناك إقبال كبير على التشويق والدماء والإرهاب في أفلام أسماك القرش بالسينما والمنصات. مع أسماك قرش عملاقة من عصور ما قبل التاريخ في The Meg، وأسماك قرش معدلة وراثيًّا في Deep Blue Sea وأسماك قرش مدمنة على الكوكايين في Cocaine Shark، حتى دونالد ترامب من المعجبين بها وكان من المقرر أن يلعب دور الرئيس الأميركي في فيلم Sharknado، قبل أن يصبح الرئيس الأميركي الفعلي. أصبحنا مدمنين عليها بعد مشاهدة فيلم جيمس بوند Thunderball، حيث يحتفظ الشرير بأسماك القرش في حمام السباحة الخاص به، وأدّى ذلك إلى اهتمام مدى الحياة بأفلام أسماك القرش في السينما، فضلًا عن الخوف غير العقلاني من حمامات السباحة، حتى تلك المليئة بالكلور داخل مراكز الترفيه. هايلي إيستون ستريت هي المخرجة البريطانية وراء فيلم القرش الجديد Something in the Water الذي يحكي قصة مجموعة من النساء اللواتي تقطعت بهن السبل في البحر، وقالت لموقع بي بي سي مؤخرًا إنها بصفتها من محبي أفلام أسماك القرش، “أرادت تمامًا” صنع الفيلم، وعن الشعبية الكبيرة لها قالت “إنه الخوف مما يمكن أن يحدث مع مجهول في البحر، فمجرد أن تكون عالقًا في وسط المحيط أمر مخيف بما فيه الكفاية، أنت محاصر في عالم شيء آخر ويمكن أن يحدث أي شيء”. توافق البروفيسورة سوزان يونغ، عالمة النفس الشرعي، على أن الخوف من “المجهول والوحدة والعجز” قوي ومحفّز بعض الشيء، وتقول إن مشاهدة أفلام أسماك القرش المرعبة في منزلك أو في السينما “تسمح لك بمواجهة مخاوفك دون خطر حقيقي، وإطلاق المشاعر المكبوتة في بيئة آمنة وخاضعة للرقابة”. وتضيف يونغ “هذا يعني أن الناس يمكنهم مواجهة حدود السلوك البشري ومن خلال مشاهدة المحتوى المخيف، فإنهم يختبرون حدودهم، وهذا الإفراج العاطفي هو شكل من أشكال التنفيس”. وتوضح أن نظريات سيغموند فرويد تنطبق على أنه “من منظور ديناميكي، تستفيد هذه الأفلام من المخاوف والرغبات اللاواعية وتوفر هذا المنفذ الآمن لاستكشاف المشاعر والغرائز المكبوتة مثل العدوان والخوف من الموت”.  كان إنتاج Jaws مشوبًا بسبب أخطاء لم تلاحظ، مع غرق أحدهم وتآكل السفينة، وقضى الممثلون الرئيسون فترات طويلة جالسين، في انتظار إصلاح سمكة قرش المصنوعة من الخشب وبعض المواد البدائية. أخبر المخرج ستيفن سبيلبرغ بي بي سي في عام 2022 أن الكارثة أدت في الواقع إلى “فيلم أفضل بكثير” حيث كان عليه أن يكون “واسع الحيلة في معرفة كيفية خلق التشويق والرعب دون رؤية القرش نفسه، وقال: “كان من حسن الحظ أن القرش استمر في الانهيار والتآكل، ولقد كان حظي جيدًا، وأعتقد إنه حظ الجمهور الجيد أيضًا لأنني أعتقد إنه فيلم أكثر رعبًا دون رؤية الكثير من أسماك القرش”، كانوا يعملون بميزانية محدودة على مجموعة شيء ما في الماء، لذلك توصّل الفريق إلى حل بارع. تتذكر قائلة “لقد صنعنا زعنفة قرش النمر، كان لدينا هذا الغواص اللامع “بابتيست” من طاقم الفيلم، الذي كان بإمكانه حبس أنفاسه لفترة طويلة حقا، “لذلك ربطنا هذه الزعنفة به وأعطيناه محركًا تحت الماء يمكنه قيادته بسرعة سمكة قرش تقريبًا، “لقد كان رائعًا لأنه يعني أن الممثلين لديهم بالفعل زعنفة قرش للرد عليها، لذلك سمح لهم بالشعور بما سيكون عليه الحال إذا كان لديك أسماك القرش هذه تدور حولك”. ولكن على الرغم من حب المخرجة البريطانية هايلي إيستون ستريت لأفلام أسماك القرش، إلا أنها لم ترغب في تصوير الأفلام الموجودة فيها على أنها قتلة متسلسلون في البحر “نحن نقتل 100 مليون سمكة قرش كل عام، وبقدر ما أحب أفلام أسماك القرش، أحب الأسماك فعليا، وكنت مدركة لذلك حقا، لأنه من السهل على الناس أن يبدأوا في رؤيتهم كآلات قتل أو الوحوش، وهي ليست كذلك”. وتضيف “أشعر أنه من المخيف أكثر أن يكون لديك موضوع واقعي كما تعلمون، إذا كنت في المحيط وهناك أسماك قرش وأخطأوا في اعتبارك شيئا آخر، فسوف يقتلونك”. على الرغم من النجاح الهائل الذي حققه Jaws، قال سبيلبرغ إنه “يأسف حقًّا لهلاك أسماك القرش بسبب الكتاب والفيلم، أنا نادم حقا على ذلك”. المخرج ستيفن سبيلبرغ ليس الشخص الوحيد الذي يشعر بالقلق إزاء تصوير هوليوود لأسماك القرش والتأثير الذي لا يزال يحدثه، فتكرس عالمة الأحياء البحرية الأميركية أندريانا فراغولا نفسها لتثقيف الناس حول أسماك القرش، وغالبا ما تشارك مقاطع فيديو لها وهي تغوص معهم. وتقول إنهم “مفترسون يساء فهمهم” وقد تضرروا من الأفلام ووسائل الإعلام. وقالت عالمة الأحياء البحرية إنها شاهدت للتو فيلم القرش الجديد على نتفلكس Under Paris، ولم تكن معجبة به، “كان كل شيء يتعلق بالحفظ حول دراستها، ولكن بعد ذلك لا تزال أسماك القرش تأكل الناس، لذا فهي تعطي المزيد من التعليم المستدير والمزيد من العمق للقصة، فهي ليست مجرد أشخاص يسبحون على الشاطئ ويتعرضون للهجوم والأكل. لكن خلاصة القول وما يمكن أن يستخلصه الناس من الفيلم هو أن أسماك القرش لا تزال خطرة حقا على الناس وأنها ستصطاد الناس ويأكلونهم باستمرار، إذا كان هذا صحيحا، اختزالنا كجنس بشري، وكل من يذهب إلى الشاطئ، سيكون مهددا”. يقول المخرج والكاتب المشارك في فيلم Under Paris زفير جينز، إنه أيضًا من دعاة حماية البيئة، وقال لصحيفة هوليوود ريبورتر إنه في حين أن الخطر في Jaws هو القرش، إلا أنه أراد “تسليط الضوء على مخاطر الجشع البشري” في فيلمه. تقول أندريانا إن تصور أسماك القرش يسبب مشكلة حقيقية للحفاظ عليها، “إنها مشكلة كبيرة لأن الناس لا يريدون حماية شيء يخافون منه، التصور من الناس هو أنها تشكل خطرا على البشر، لذا يجب علينا القضاء عليها، ومن الواضح أن هذه مشكلة كبيرة للحفاظ عليها وجعل الناس يرغبون في التعاطف أو التعاطف مع أسماك القرش والرغبة في حمايتها بالفعل. “إنه أمر مؤسف لأن 100 مليون سمكة قرش تقتل كل عام، وأسماك القرش على مستوى العالم تقتل أقل من 10 أشخاص كل عام، نحن نركز حقا على أن أسماك القرش على أنها وحوش وأن تكون في الخارج للقبض علينا، في الواقع الأمر عكس ذلك”. من غير المحتمل أن تتوقف هوليوود عن إنتاج أفلام أسماك القرش، أو سنتوقف عن مشاهدتها، لكن الأرقام تظهر أنه بعيدًا عن كونها القتلة المتسلسلين للبحر، فإن أسماك القرش هي في الواقع أكثر عرضة لأن تكون ضحايا للبشر.