Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 13/Sep 10:39

مسرحية " أشوفك" تساؤلات تاريخية حادة عن التأثير الثقافي

المسرح العربي له هويته الخاصة، مسرح شخوصه عربية حقيقية في كل مشاعرها وأحلامها، في كل أفكارها ، بكل أمالها، بكل آلامها، ولا أتصور أن هناك - كاتبا عربيا حتى الآن استطاع أن ينهل من موضوع التراث العربي مثلما فعل الكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبدالله الذي عرضت له يوم أمس في مهرجان الخليج المسرحي في دورته 14 بالرياض مسرحية" أشوفك" للمخرج حسن رجب. مسرحية تذكرنا بما قاله موليير " إن الملهاة ليست لهوا ولكنها علاج يصلح به الكاتب المجتمع". الكاتب إسماعيل عبدالله فطن إلى موضوع التراث العربي، فالحركة المسرحية العربية لديها فرصة فريدة في تاريخ المسرح العالمي كله . الموقف الراهن في المسرح العالمي يعطي للحركة المسرحية العربية فرصة نادرة المثال ليست موجودة لأية حركة مسرحية أخرى. والسبب  كما نتصور أن الحركات المسرحية المختلفة في أوربا قد استنفدت واستهلكت تراثها الفكري القديم ، ومختلف ألوان التراث من نضال ودين وسياسة في المسرح ، وعكست هذه التجارب بالفعل ، بينما الكاتب المسرحي العربي ، لم يستهلك هذا النبع الخصب الخلاق الذي هو التراث العربي ، ومسرحية " أشوفك" فيها جوانب فكرية وإنسانية وسياسية مختلفة وحملت ثلاث صفات مهمة وهي وضوح الأفكار ،والضبط في الأسلوب بحيث يمتاز الحوار في معظمه بالدقة الموجهة لأصابه هدف معين، والشمول في الرؤية التاريخية مما جعلها تراجيديا وكوميديا مصيرية تترك المتفرج في النهاية يردد في ذهنه التساؤلات التاريخية الحادة عن التأثير الثقافي والاستعمار الأجنبي . وما أبهرنا في الكاتب إنه لم يلق بالا إلى الرمز والإيحاء ولم يفسر الأحداث ولم يحللها بل يسردها ويقدمها في إطار سهل مقبول عند المشاهد يتعايش مع ما يدور أمامه معايشة تكاد تكون تامة ويعرض نماذج شعبية محبطة تستحوذ على انتباه المتفرج وتجعله يتعلق بها، فالمسرحية مكنت إسماعيل عبدالله من إيصال ما يريده إلى الناس .