Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 16/Sep 21:04

إشادة بالعرض البحريني “عند الضفة الأخرى” بـ “الخليج المسرحي”

من العروض المبهرة التي قدمت في مهرجان الخليج المسرحي بالرياض ونالت إعجاب الجمهور والنقاد والمهتمين، مسرحية “عند الضفة الأخرى” لمسرح الريف البحريني، التي استطاع بها المؤلف حسين العصفور أن يسيطر على جمهور الصالة، عبر رسم صورة كاملة للقرية التي حلت بها لعنة الكسوف الكلي للشمس بنماذج متعددة، ونجح المخرج طاهر محسن بذكاء في تعميق الحدث وتكثيفه ومعالجته، فمنذ الدقائق الأولى لرفع الستار نعلم أن ثمة صراعا يدور في هذه القرية الافتراضية، التي لا نعلم لها اسما طوال المسرحية، صراع يجري بين الناس البسطاء، ويستعرض معنا المؤلف العصفور نماذج من أهل القرية، بومحمود الباحث عن الذرية وينتهي به المطاف إلى الشك القاتل في زوجته، وبائع الخضار والصياد جابر، ورجل الدين، وغيرها من الشخصيات التي تبحث عن إنسانيتها. وزخرت الندوة التعقيبية للمسرحية بآراء متنوعة اتسمت بالموضوعية والجدية، والكشف عن النواحي الإيجابية والسلبية على حد سواء، فالمعقب على العرض الناقد العراقي د. محمد سيف، رغم أنه شاهد العرض للمرة الأولى، إلا أنه كان قد اطلع على النص مسبقا، ما منحه فهما أعمق للتحليل، وقدم في الندوة تحليلا مفصلا عن العمل الذي ركز على استكشاف التوجهات الفنية والجوانب التقنية للمسرحية، كما أنه يلامس القضايا الإنسانية العربية. وأشاد بمعالجة المخرج طاهر محسن للنص، مؤكدا أن العرض قدم بشكل متكامل، مستعينا بتقنيات بصرية مذهلة، واصفا إياه بأنه استلهم بعض عناصره من مسرح “الكابوكي الياباني”، خصوصا في الانتقال السلس بين المشاهد، كما أبدى سيف بعض الملاحظات بشأن استخدام العتمة في بعض المشاهد، ما جعل من الصعب على الجمهور التمييز بين العناصر المختلفة على خشبة المسرح، وأثنى على الإخراج ودور السينوغرافيا للمبدع ياسر سيف. لقد أكد لنا عرض مسرح الريف بلا أدنى شك، أن المسرح، ذلك الفن لا يمكن أبدا أن يكون وسيلة لمتعة رخيصة، أو لربح سريع، إطلاقا، بل إنه فكرة ورسالة وجهد ومثابرة على الدرس والعلم والاستفادة.