Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 29/Sep 23:13

“فَقَدْنَا ابنَ جَمْشِيرٍ أَخًا لَيْسَ مِثلُهُ”

قصيدة في رثاء الأخ العزيز الأستاذ عبدالرحمن جمشير، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في ٢٤ أغسطس ٢٠٢٤، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.   أَيَسْلَـمُ مِـنْ كَـأْسِ المَـنُـونِ طَـبِيْبُ وَيَجْـهَـلُ وَقْـعَ الـنَّـائِبَـاتِ لَـبِـيِـبُ؟ فَـرُبَّ امرِئٍ قَدْ مَاتَ مِنْ دُونِ عِـلَّةٍ وآخَـرِ مِـنْ أَعْـتَى السُّقَـامِ يَطِـيْـبُ فَمَا كُـلُّ مَنْ صَحِبَ الزَّمَانَ صَفَا لـهُ وَمَـا كُـلُّ رَامٍ فِي الحَـيَاةِ يُصِـيْبُ وَلَا يُـعْـلَـمُ الإنْسَانُ مَـاذَا مَصِيرُهُ وَلَـكِـنَّـهُ قَـدْ غَـيَّـبَتْـهُ غُـيُـوبُ مَتَى طَابَ أَصْلُ المَرْءِ طَابِتْ فِعَالُهُ وَخَـيرُ فَـتًى مَـنْ لَيسَ فِيْـهِ عُـيُـوبُ وَلِلَّهِ فِي مَـا قَـدْ قَـضَـاهُ لَحِكْـمَـةٌ وَلَيْسَ لَـنَـا مِـمَّـا قَضَـاهُ هُــرُوبُ فَكُنْ وَاثِقًـا بِاللهِ مَـنْ خَـلَـقَ الـوَرَى وَفِي كُــلِّ أَمْـرٍ لِلعَـزِيْـزِ تُـنِـيْبُ فَتَسْتَغْـفـِرُ الـرَّحْمَانَ مِنْ كُـلِّ زَلَّـةٍ وَمِـنْ كُلِّ ذَنْـبٍ قَـدْ كَسَبْتَ تَـتُـوبُ لَـقَـدَ كَـتَبَ اللهُ الحِمَـامَ عَلَى الفَـتَى وَكُـلٌّ إلى الـرَّحْمَانِ سَوفَ يـؤوبُ وَنَجْـزَعُ إِنْ حَـلَّـتْ عَـلَيْنَـا مُصِيْبَةٌ لِكُـلِّ امْـرِئٍ فِي النَّـائِبَـاتِ نَصِيْبُ لِكُـلِّ امْـرِئٍ فِي الكَـونِ عْمْـرٌ وَمُدَّةٌ وَلَـنْ تُقْصِرَ العُمْـرَ الطَّوِيلَ كُـرُوبُ وَأَصْعَـبُ مَا يُـؤذِي الفـَتَى فَقْدُ خِـلِّهِ فَـيَحَسَبُ أَنَّ القَـلْـبَ فِـيْـهِ لَهِـيْبُ وَنَـأسَى إذَا مَـاتَ الـذِينَ نُحِـبُّهُـمْ وَنَبْكِي اشْتِيَـاقًـا إِنْ يَمُـوتَ حَـبِيْبُ فـَقَـدْنَا ابنَ جَـمْشِيرٍ أَخـًا لَيْسَ مِـثْلُهُ وَإِنَّ فِـرَاقَ الأَكْـرَمِـينَ عَـصِـيْبُ أَتَى نَـعْيُـهُ وَالحُـزْنُ فَـاقَ تَجَـلُّدِي أَلِلبَـدْرِ فِي وَقْـتِ التَّـمَامِ غُــرُوبُ؟ وَسَمَّوكَ لِلـرَّحْمَـانِ عَـبْـدًا تَيـَمُّـنًـا فَمَـا مَسَّكُـمْ فِي مَـا تَـرُومُ لُغُـوبُ وعَـبْدٌ إلى الـرَّحْمَانِ لَاسمٌ مُـبَارَكٌ مِنَ اسْمَائِهِ الحُسْنَى تَضُوعُ طُـيُوبُ وكَـانَ مـِثَـالَاً يِحْـتَـذَى فِي وَفَـائـهِ وَمَـا خُـلْتُـهُ عَـنْ جَـمْعِـنَـا سَـيَغِـيبُ وكَـانَ يُحِـبُّ الخَـيرَ لِلـنَّـاسِ كُـلِّهِـمْ يَرَى أَنَّ تَكْـرِيْـمَ الـمُـجِـدِّ وُجُـوبُ مَضَى خِلَّنَـا وَانْبَتَّ حَبْلُ وِصَالِنَـا وٍصَالٌ بِـدُونِ الخِـلِّ لَـيْسَ يَطِـيْبُ أَبَـا أَحْمَدَ الإِخْـوَانُ قَـلَّ وُجُـودُهُمْ فَمَـنْ يَجـِدِ الإِخْـوانَ لَـيْسَ يَخِـيْـبُ عَرَفْتُكَ خِـلًّا صَادِقـًا تَعْرِفُ الوَفَـا وَمَـا بِـكَ مَـا لِلأَصْـدِقَـاءِ يُـرِيْـبُ فَـأَنْـتَ وَفِيٌّ مُخْـلِـصٌ مُـتَسـامِـحٌ وَذُو خُلُـقٍ سَمْحُ الخِصَالِ نَجِـيْبُ وَلَـمْ تَـكُ فَـظًّـا بَـلْ بِـلِـيْنِ عَـرِيْكَةٍ وَمَـا بِـكَ مِـنْ طَـبْـعٍ إِلَيْـكَ يُعِـيْبُ إِذَا مَاعَرَى الإِخْوَانَ مِنكَ غَضَاضَةٌ فَـأَنْـتَ بِحُسْنِ الـقَــولِ كُـنْتَ تُـذِيْـبُ وَكُـنْتَ ضَلِـيْعـًا فِي شِئُـونِ تِجَـارةٍ لِأَنَّـكَ فِي فَـهْـمِ الأُمُـورِ أَرِيْـبُ فَأَرْجَـعُ بِالـذِّكْـرَى لِسَالِفِ عَهْـدِنَـا فَـذِكْرُكَ فِي خُـلدِي وَلَسْتَ تَغِـيبُ عَمَلنَـا مَعًا إذْ فِي الـزِّرَاعَةِ شُغْـلُنَـا نَطُـوفُ بَسَاتِـيْنـًا بِـهَـا وَنَجُـوبُ زَرَعْنَـا مِنَ الأَثْمَارِ مَـا طَابُ أُكْلُـهُ وَظَلَّلَنَا في القَـيْظِ غُصْنُ رَطِـيبُ فَمَـا أَجْمَـلَ اليَـومَ الـذِي فِـيْهِ نَلْتَقِي وَيَـومٌ بِـهِ لَا أَلْـتَـقِـيْـكَ كَـئِـيْـبُ عَمَلْـنَا كَأَنَّ العُمْـرَ لَيْسَ لَـهُ مَـدَى وَلَـيْسَ لـنّـَبْعٍ لِلشَّـبَـابِ نُضَـوبُ تَـدُورُ بـِنَـا الأَيَّـامُ حَـتَّى تُشِيْبَنَـا وَلَكِـنَّ قَـلـبَ الحُـرِّ لَـيْسَ يَشِيْـبُ رَحَلْتَ وَخَلَّفْـتَ القُـلُـوبَ بِحَسْرَةٍ مِنَ الـوَجْدِ خِـلٌّ قَـدْ بَكَـى وَقَرِيْبُ بَكَـاكَ جَمٍيعِ الأهْلِ وَالنَّاسُ حَسْرَةً فَقَـلْـبُ الـذِي يَهِـواكَ كَـادَ يَـذُوبُ فَأَدْعُو لَكَ الـرَّحْمَـانَ أَعْلَى مَكَانَةً بِـجَـنَّـةِ خُـلـدٍ إِنَّـهُ لَمُجِـيْـبُ طَـهُـورٌ شَرَابُـكَ فِي جِـنَانٍ فَسِيْحَةٍ فـَنِعْـمَ شَرَابٌ فِي الـنَّعِـيمِ عَـجِـيْبُ د. عبدالله أحمد منصور آل رضي