Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 09/Dec 22:55

ابتعد عن شقيقته المصابة بالسرطان.. ليقترب منها

استوحى الرحالة النمساوي العراقي الأصل ثائر عبود البالغ من العمر 59 عامًا من قصة شهرزاد فكرة هروبها من الموت على يد الملك شهريار من خلال سلسلة حكايات ألف ليلة وليلة، وهكذا ابتعد عن شقيقته المصابة بالسرطان في رحلة غريبة، ليتواصل معها يوميًا ويحكي لها ما حدث له في الرحلة.. ولتعيش هي يومًا آخر تتابع مسار رحلة أخيها منذ 6 سنوات.. كيف ذلك؟ تنتظره يوميًا بشغف أصيبت شقيقته بالسرطان، وحالما بدأت العلاج الكيماوي تدهورت حالتها النفسية، وفقدت الرغبة في الحياة واستسلمت! لكنها أراد لها أن تعيش شيئًا جميلًا وقال لها :”المرض لن يقتلك.. أفكارك ستقتلك”، فبدأ رحلته محاكيًا ألف ليلة وليلة، ليحكي لها كل يوم قصة عن الرحلة وما يشاهده ويعيشه من وقائع غير اعتيادية، وكانت تنتظره كل يوم بشغف. من ساحل الأطلسي بدأ ثائر رحلته في الخامس والعشرين من أبريل عام 2018 لكنه لا يعلم متى تنتهي، فقد بدأها من مدينة نورث كوب أقصى شمال النرويج وهدفه الوصول إلى جنوب أفريقيا، وانطلقت الرحلة من ساحل الأطلسي ثم تغيرت خطوطها إلى أوسلو، الدنمارك، ألمانيا، هولندا، بلجيكا، فرنسا، أسبانيا، البرتغال، عادة مرة أخرى إلى أسبانيا، ثم تحول إلى ساحل البحر الأبيض إلى جبل طارق ثم إلى المغرب، وعادة مرة ثالثة إلى أسبانيا، ثم الجزائر وخط الدول العربية وصولًا إلى تركيا، العراق، الكويت، واستخدم في بعض البلدان الباخرة والطائرة والقطار حسب ما تتطلبه الإجراءات في بعض الدول، أما التمويل فمن ميزانيته الخاصة، ثم بعد ذلك أصبح يبيع الصور ومقاطع الفيديو على منصات ومواقع تهتم بالرحلة. عطش في الصحراء كان يمشي 30 كيلومترًا في اليوم ويحمل حقيبته التي تزن 13 كليوغرامًا، بين مدن أوروبية، أفريقية وشرق أوسطية، بين البرد والحر والثلج والمرتفعات والمنخفضات والأنفاق والمخاطر وقطع حتى الآن أكثر من 30 ألف كيلومترًا وعبر 25 دولة حتى الآن، لكنه مكث في إيطاليا أطول مدة وهي 19 شهرًا. في عمان تاه في الصحراء ليلًا ونفذ منه الماء والطعام، وشاء الله أن يقابل شخصًا وأعطاه الماء، يقول :”شكرته وسألته عن السعر فرد علي بالقول ملاطفًا :”كم سعر حياتك؟”، وفهمت ما يرمي إليه وهو أن الإنسان في حالتي تلك سيدفع كل ما يملك ليبقى على قيد الحياة، والدرس هي أن هذه هي الحياة الحقيقية بين البشر.. حياة الشعوب التي تتمتع بالإنسانية. لمرضى السرطان: لا تيأسوا يقدر ثائر بأن الرحلة تتطلب 21 ألف كيلومتر متبقية ليصل إلى جنوب أفريقيًا، لكن لا يدري ماذا سيفعل إذا وصل حينها؟ فكل ما يهمه هو أن تعيش شقيقته الحدث وهي لله الحمد قد تعافت من مرض السرطان. ويكرر ثائر رسالته التي يعيدها لوسائل الإعلام لجميع مرضى السرطان بأن يتفاءلوا وينتظروا الفرج ويقاوموا المرض ويقبلوا التحدي ولا ييأسوا، فلقد وجدنا للمشي في طريق الحياة وليس الانتظار وسط الطريق، فلا يمكن للإنسان أن يبحث عن الشفاء أو نهاية المعاناة دون ترويض أفكاره ويعيش التفاؤل والإيجابية والأمل”.