Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 15/Jul 06:51

محمد الماجد.. أيقونة في سماء المشهد الثقافي والأدبي البحرينيين

إن ما يقوم به أسامة الماجد “نجل الكاتب والأديب محمد الماجد رحمه الله”، هو تعبير محبة، وتأكيد وفاء من ابن لأبيه، ومن كاتب إلى كاتب تعلم منه الكثير، وينبغي التوقف مليًا فيما يقدمه أسامة لأبيه الذي يعتبره واجبًا عليه أن يؤديه، لكن ماذا عن المؤسسات الثقافية والأدبية؟ ماذا فعلت تجاه الماجد الأب، وغيره من الأدباء والكتاب، إذ لا أحد يختلف عن مكانة الماجد في الأدب البحريني، ربما التباين قد يكون في تلك الزوايا التي ينظر إلى نتاجه نقديًا، وهذا أمر حسن، لكن ما قدمه طوال مسيرته في المجال الأدبي والصحافي لا يمكن إنكاره أو تجاهله، لذلك ليس المهم أن نحفظ سيرته ومشواره الثقافي في سجلات التاريخ، وتنسى بعد فترة من الزمن لتكون ضمن الذكريات، وإن كان هذا مهمًا، غير أن الأهم أن تفكر المؤسسات الثقافية والأدبية كأسرة الأدباء والكتاب مثلاً في دراسة نتاجه الأدبي كما فعلت في إقامة ملتقى الماجد بعد وفاته، بأن تعيد الكرة مرة أخرى بتكليف بعض الكتاب والنقاد للكتابة عن مشروعه الإبداعي نقدًا وتحليلاً وتأويلا، وليس الأجد فحسب، بل من له بصمة أدبية وثقافية عبر مسيرته، وفي الوقت نفسه تسهم جمعية الصحفيين بقراءة فاحصة لدوره الصحافي، انطلاقًا من الشغف والحلم والعزيمة والإصرار، تلك التي كانت عتبات أساسية يتخطاها الماجد لكي يؤكد إلى الجميع في المجتمع البحريني أن المثقف والكاتب لا توقفه تلك الظروف التي منعته من الدراسة ومشوار التحصيل، إنما العزيمة في التعلم وليس التعليم هو ما ينبغي أن يشغل بال وفكر ووجدان المرء الطموح. هكذا يبقى الماجد أيقونة في سماء المشهد الثقافي والأدبي البحرينيين. بقلم الناقد: فهد حسين   مشروعات‭ ‬نجله‭ ‬أسامة‭ ‬بعد‭ ‬وفاة‭ ‬الماجد‭ ‬العام ‭ ‬ 1986‭ ‬ في‭ ‬العام‭ ‬1998،‭ ‬جمع‭ ‬أسامة‭ ‬نصوص‭ ‬والده‭ ‬الماجد‭ ‬التي‭ ‬كتبت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬1981‭ ‬–‭ ‬1986،‭ ‬وطبعت‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ ‬بعنوان‭ ‬”أنت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬سألني‭ ‬عن‭ ‬اسمي”‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬أسرة‭ ‬الأدباء‭ ‬والكتاب،‭ ‬كما‭ ‬قام‭ ‬ابنه‭ ‬أسامة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬بطباعة‭ ‬روايته‭ ‬الوحيدة‭ ‬“كتابات‭ ‬عاشق‭ ‬على‭ ‬رمال‭ ‬الشواطئ”،‭ ‬والتي‭ ‬نشرت‭ ‬على‭ ‬حلقات‭ ‬في‭ ‬الصحافة،‭ ‬لكن‭ ‬الطباعة‭ ‬استندت‭ ‬على‭ ‬المخطوطة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬والرواية‭ ‬من‭ ‬إصدارات‭ ‬مؤسسة‭ ‬الأيام‭. ‬ وفي‭ ‬العام‭ ‬2009،‭ ‬طرح‭ ‬فيلم‭ ‬وثائقي‭ ‬من‭ ‬تأليفه‭ ‬وإخراجه‭ ‬عن‭ ‬حياة‭ ‬والده‭ ‬بعنوان‭ ‬”محمد‭ ‬الماجد‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الزمن‭ ‬الضائع”،‭ ‬ووثق‭ ‬فيه‭ ‬حياته‭ ‬الحافلة‭ ‬بالأحداث‭ ‬والمنعطفات‭ ‬التي‭ ‬اختزلها‭ ‬في‭ ‬40‭ ‬دقيقة،‭ ‬وتم‭ ‬عرض‭ ‬الفيلم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المؤسسات‭ ‬الثقافية‭ ‬الأهلية‭. ‬ وتخليدا‭ ‬لذكراه‭ ‬ودوره‭ ‬الرائد‭ ‬في‭ ‬الحركة‭ ‬الأدبية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وريادته‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬البحرينية،‭ ‬أطلقت‭ ‬عائلة‭ ‬محمد‭ ‬الماجد‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬درعا‭ ‬باسمه‭ ‬مخصص‭ ‬للإبداع‭ ‬السينمائي،‭ ‬يمنح‭ ‬سنويا‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المبدعين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬السينما‭ ‬محليا‭ ‬وخليجيا،‭ ‬وهي‭ ‬مبادرة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬وأشاد‭ ‬بها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفنانين‭ ‬والأدباء،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬حساب‭ ‬في‭ ‬منصة‭ ‬“انستغرام”؛‭ ‬لتعريف‭ ‬أبناء‭ ‬الجيل‭ ‬الحالي‭ ‬بتاريخ‭ ‬الماجد،‭ ‬وما‭ ‬قدمه‭ ‬للساحة‭ ‬الثقافية‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬نشر‭ ‬مقالاته‭ ‬والصور‭ ‬الأرشيفية‭. ‬وجار‭ ‬العمل‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬كتابة‭ ‬مسلسل‭ ‬تلفزيوني‭ ‬عن‭ ‬حياته،‭ ‬وتم‭ ‬اختيار‭ ‬اسم‭ ‬مؤقت‭ ‬للعمل‭ ‬وهو‭ ‬“محمد‭ ‬الماجد‭.. ‬أكون‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬أكون”،‭ ‬وبعد‭ ‬أسابيع‭ ‬سيتم‭ ‬إصدار‭ ‬كتاب‭ ‬“محمد‭ ‬الماجد‭.. ‬القلم‭ ‬المتوحش‭ ‬الأليف”‭.‬