Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 12/Jul 21:00

أرض بعسكر لإنشاء مشروع نموذجي لإيواء الحيوانات المشردة

أجمع عدد من المختصين في مجال الرفق بالحيوان على ضرورة تخصيص إنشاء أماكن عامة كالمحميات أو المجمعات لرعاية وإيواء الحيوانات المشردة كالقطط أو الكلاب السائبة، وذلك بهدف جمع ورعاية وعلاج وإخصاء الحيوانات المتروكة في مكان واحد بعيدًا عن الأماكن السكنية. وأكد المتحدثون لـ “البلاد” أن إنشاء مشروع محمية لرعاية الحيوانات يتطلب تخصيص ميزانيات مالية ضخمة، الأمر الذي يحتاج لدعم الشركات والبنوك أو التبرع من قبل التجار وأصحاب الأيادي البيضاء، من أجل إنشاء أماكن عامة لاحتضان الحيوانات السائبة. أرض بعسكر   من جهته، قال رئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للرفق بالحيوان محمود فرج إن الجمعية تستقبل ما لا يقل عن 3500 حيوان أليف سنويًّا بهدف الإيواء والإخصاء، لافتًا إلى أنها أطلقت خطوط اتصال ساخنة للتواصل مع المواطنين والمقيمين بشأن تلقي البلاغات عن الحيوانات المشردة التي يتم اصطيادها ورعايتها وعلاجها وإخصاؤها، منوّها إلى أن الجمعية أعدّت دراسة من خلال التعاون مع مؤسسة بريطانية في العام 2012 من أجل القضاء على ظاهرة انتشار الكلاب السائبة من قبل شركات خاصة. وأكد فرج لـ “البلاد” أن الحكومة خصّصت أرضًا في منطقة عسكر بمساحة 50 ألف متر مربع بهدف إنشاء مشروع نموذجي على مستوى الشرق الأوسط لإيواء الحيوانات المشردة كالقطط والكلاب، وهذا المشروع لاقى اهتماما من قبل وكيل شؤون الزراعة والثروة الحيوانية بوزارة شؤون البلديات والزراعة خالد حسن، لتخصيص مكان عام لجمع الحيوانات المشردة تحت سقف واحد، إلا أن هذا المشروع بحاجة إلى ميزانيات مالية ضخمة لتنفيذ أعمال البناء على عدة مراحل، متمنيًا دعم المشروع الحكومي من خلال دعم التجار وأصحاب الأيادي البيضاء أو الشركات والبنوك بحيث يتم تطبيق المشروع الوطني على أرض الواقع من خلال بناء محمية عامة بها حدائق لجمع القطط والكلاب الضالة إلى جانب إنشاء بحيرات صناعية لحماية السلاحف، ضمن مشروع وطني يمكن من خلاله الاستفادة في الترويج السياحي للمملكة، إلى جانب إطلاق برامج لتوعية الناس بشأن تربية وإيواء الحيوانات. مشروع مكلف   إلى ذلك، قال عضو المجلس البلدي بالمنطقة الشمالية عبدالله عاشور إن إطلاق فكرة تخصيص مكان لإيواء الحيوانات المشردة بمنطقة عسكر هي فكرة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أن حجم التكاليف الضخمة التي يحتاجها هذا النوع من المشاريع لأجل توفير المصاريف التشغيلية والمأكل والمشرب للحيوانات إلى جانب مستلزمات الرعاية الطبية والصحية وأمور علاج الحيوانات وتكاليف التطعيمات والتعقيم للحيوانات، منوّها إلى ضرورة إعداد دراسات ذات جدوى بشأن هذا النوع من المشاريع بحيث يكون المشروع مجديًا في التطبيق الواقعي. ولفت عاشور إلى أن هذا النوع من المشاريع من الصعب أن يكون جاذبًا سياحيًّا، لأن الحيوانات المشردة ليست حيوانات نادرة أو للزينة في ظل وجود عدد كبير يصل إلى آلاف الحيوانات السائبة منتشرة في العديد من مناطق المملكة. واعتبر إنشاء مكان عام لجمع الحيوانات المشردة يعتبر حلا جذريا للحد من انتشار القطط والكلاب السائبة، حيث حلول صيدها من بعض المناطق يعتبر من الحلول المؤقتة في ظل كثرة شكاوى المواطنين والمقيمين من انتشار الكلاب والقطط السائبة في بعض المناطق السكنية.  وذكر أن كثيرًا من الحيوانات السائبة التي يتم اصطيادها من قبل إحدى الشركات ويتم وضعها في منطقة عسكر مع مرور الوقت تهاجر من البر إلى المناطق السكنية، فتعود مجددًا مشكّلة تكاثر الحيوانات السائبة كالكلاب أو القطط في بعض المناطق السكنية. شريطة الخبرة  أما مدير حدائق عالم الحيوان يوسف أحمد المختص في تربية الكلاب والقطط الأليفة فاعتبر فكرة إنشاء مجمع لجمع وتربية الحيوانات المشردة كالقطط أو الكلاب الضالة فكرة في الاتجاه السليم بشرط أن تكون الجهة التي تشرف على تربية وإيواء الحيوانات مختصة وذات كفاءة في التعامل مع أصناف الحيوانات المشردة، حيث إن إقامة مشروع بهذا الحجم يتطلب خبرة واسعة في مجال رعاية الحيوان، تشمل معرفة طرق المعالجة وتوفير أخصائيين وطاقم بيطري. وقال أحمد إن إنشاء محمية لجمع الحيوانات المشردة من الصعب أن تكون جاذبة للترويج السياحي في ظل وجود الإنتاج العشوائي للحيوانات وتكاثر العديد من الحيوانات السائبة، وغياب ثقافة تبني الحيوانات المنزلية الأليفة التي تحتاج إلى تعزيزها بقوة في المجتمع البحريني، إذ إن المطلوب اليوم هو معالجة جذور مشكلة انتشار الحيوانات السائبة كالقطط والكلاب، ومن ثم الانتقال إلى إنشاء مشروع محمية نموذجية لجمع وتربية الحيوانات المتروكة تحت سقف واحد. محميات حيوانية  وفي سياق متصل، قال عضو فريق المبادرة الوطنية للرفق بالحيوان مصعب الشيخ إن تأسيس مشروع لجمع الكلاب أو القطط الضالة تحت سقف واحد أمر يتطلب خبرة عالية في التعامل مع الحيوانات المشردة، إلى جانب تخصيص ميزانيات مالية مرتفعة، ولكن من الممكن إنشاء أماكن أو مرافق عامة لإيواء الحيوانات المشردة على غرار المحميات الحيوانية، بحيث يتم وضع فصائل الحيوانات في أقفاص بعد عمليات التطعيم والتعقيم، مشيرًا إلى أن فكرة تأسيس مشروع ضخم لإيواء الحيوانات هي فكرة جيدة ولكنها مكلفة جدًّا وربما تكون غير علمية في حال خلط فصائل متعددة من الحيوانات في ما بينها، إضافة إلى أن هذا الحجم من المشاريع يتطلب ميزانيات لأعمال الصيانة وعلاج الحيوانات، ولكن من الممكن بناء أقفاص لجمع وإيواء الحيوانات المشردة في مساحات مفتوحة، شريطة توفير الماء والمأكل، موضحًا أن الحيوانات تتوحّش في حال انعدام وجود الماء أو الغذاء، ولذا هذا النوع من المشاريع بحاجة إلى دراسة علمية معمّقة من عدة نواحٍ.