Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 13/Jul 20:55

د. عاصم العبدالله: أسباب متعددة وراء الإصابة بالبواسير... والعلاج يبدأ في تغيير نمط الحياة

أكد أخصائي الجراحة العامة في مستشفى كيمز هيلث د. عاصم محمد العبدالله بأن أكثر الفئات عرضة للإصابة بالبواسير هم الذين يعانون من الإمساك المزمن، والذين يقضون فترات طويلة في التغوط وقضاء الحاجة مع الكبس وبذل الجهد.  وأضاف: “كما أن الأشخاص الذين يجلسون لفترات طويلة، والذين لديهم تاريخ عائلي في البواسير معرضون للإصابة بهذا المرض”. مشيرا إلى أن هناك أسبابا تتعلق بالبنية التشريحية للوسائد الشرجية التي تزيد من احتمالية الإصابة. وقال: “لدى الجميع ما يسمى بالوسائد الشرجية داخل القناة الشرجية، وهي عبارة عن شبكة من الأوعية الدموية (الشرايين والاوردة) بالإضافة إلى أنسجة أخرى، وإن توسع وتضخم هذه الوسائد الشرجية نتيجة أي سبب كان يؤدي إلى تشكل وحدوث البواسير بدرجاتها المختلفة”. وأضاف د. عاصم محمد العبدالله: “من الأعراض الشائعة والتي تدل على الإصابة بالبواسير هي حدوث نزيف بعد عملية التغوط حيث يكون الدم أحمر قانيا ولا يوجد ألم، كما  يمكن أن تسبب البواسير الحكة، بالإضافة وجود بعض المفرزات، والاحساس بوجود تورم في فتحة الشرج، بالإضافة قد يكون هناك ألم أحيانا في حالة الإصابة بالالتهاب او الاختناق”. وتابع: “عادة ما يطلق الناس كلمة البواسير على كل الأمراض المتعلقة بالشرج وهذا خطأ. فأمراض الشرج متنوعة ومختلفة، لذا يجب أن يكون التشخيص من قِبل طبيب مختص، حيث عادة تشخص البواسير من خلال أخذ التاريخ المرضي بشكل مفصل من المريض، بالإضافة الى الفحص السريري وإجراء منظار بسيط للشرج في العيادة”. وأضاف: “بعد عملية التشخيص تبدأ مرحلة العلاج وقد حصل تطور كبير في علاج البواسير خلال العقود الأخيرة، حيث يتجه الجراحون حاليا إلى اتباع احدث الطرق والتقنيات في علاج البواسير، و ذلك لما حققته من نتائج ممتازة في التعافي من البواسير، مع ألم أقل، مضاعفات أقل، وعودة سريعة للحياة والعمل”. وقال: “لا يوجد طريقة معينة لعلاج البواسير، فلابد من دراسة حالة المريض بدقة وطبيعة ودرجة البواسير لديه ووضع الخطة والاجراء المناسب له، والذي يمكن أن لا يكون مناسبًا لمريض آخر”. وذكر أن على مرضى البواسير تغيير نمط الحياة ونمط التغذية، مع  تجنب الأسباب المؤدية لحدوث البواسير، وذلك باتباع نظام غذائي جيد يركز على الإكثار من الماء والسوائل، الخضراوات والفواكه، مع أهمية تجنب الإمساك وتجنب الجلوس لفترات طويلة، مع أهمية ممارسة الرياضة غير العنيفة واستخدام بعض الكريمات والعلاجات الدوائية عند الإصابة بالبواسير. وقال: “هناك العديد من الإجراءات والعمليات التي تجرى لمرضى البواسير، وبالنسبة للحالات الخفيفة والمتوسطة يوجد بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن إجراؤها في العيادة دون الحاجة للتخدير كربط البواسير وحقن المواد المصلبة وغيرها”. وأضاف: “بالنسبة للحالات المتوسطة والمتقدمة فمن الإجراءات الحديثة لعلاج البواسير حاليا هي استخدام الليزر في علاج البواسير وربط البواسير بمساعدة الدوبلر، بالإضافة إلى استخدام الدباسات في علاج البواسير، وغيرها من التقنيات الحديثة التي تتميز بالتعافي السريع وقلة المضاعفات”. وأكد أن الجراحة التقليدية في استئصال البواسير لا تزال من الإجراءات المهمة والمستخدمة في الحالات المتقدمة أو بعض الحالات الخاصة التي لا تفيد فيها الإجراءات الأخرى. ولفت إلى أن البواسير يمكن أن تعود مرة أخرى إلى المريض في بعض الحالات، وذلك بعودة الأسباب التي أدت إلى الإصابة مرة أخرى. وفي الختام نصح د. عاصم محمد العبدالله الجميع بعدم إهمال أي عرض أو مشكلة في الشرج. خاصة إذا تكررت الأعراض، إذ إنه لابد من مراجعة الطبيب المختص لوضع التشخيص الدقيق والبدء في خطة العلاج سريعاً قبل أن تتطور وتتعقد الحالة ويكون علاجها أكثر صعوبة للمريض.