Maroc - ALBILADPRESS.COM - A la Une - 31/Oct 15:15

برشلونة: جوهرة إسبانيا الساحرة بين الفن والشواطئ

برشلونة ليست مجرد مدينة إسبانية جميلة، بل هي لوحة نابضة بالحياة تجمع بين التاريخ العريق والحداثة المبهرة، بين البحر والعمارة، وبين الإبداع والطاقة المتجددة. هذه المدينة الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لإسبانيا في إقليم كتالونيا استطاعت أن تجعل من نفسها وجهة عالمية يقصدها عشاق الفن ومحبو البحر ورواد الموضة والمذاق الإسباني الأصيل. كل زاوية في برشلونة تحكي قصة مختلفة، من الأزقة القديمة في الحي القوطي إلى الأبنية الفريدة التي أبدعها المهندس العبقري أنطونيو غاودي، ما يجعلها واحدة من أكثر المدن تفرّدًا وجاذبية في أوروبا. روعة المعمار والفن في قلب برشلونة تعد برشلونة متحفًا مفتوحًا للفن المعماري بفضل الإرث الضخم الذي تركه فيها المعماريون الكتالونيون في القرنين التاسع عشر والعشرين، وعلى رأسهم أنطونيو غاودي الذي غيّر ملامح المدينة إلى الأبد. أشهر أعماله “كنيسة ساغرادا فاميليا”، وهي تحفة هندسية لا تزال قيد الإنشاء منذ أكثر من قرن، وتُعد من أكثر المعالم زيارة في إسبانيا. كما تُبهر “حديقة غويل” الزوار بألوانها الزاهية وتصميمها المستوحى من الطبيعة، بينما يعكس “بيت باتيو” و“كازا ميلا” روح الابتكار والخيال المعماري الفريد. ولا تقتصر الحياة الفنية في برشلونة على المباني فقط، بل تمتد إلى المتاحف التي تضم أعمال بيكاسو وميرو، مما يجعلها وجهة مثالية لعشاق الفن بكل مدارسه واتجاهاته. شواطئ نابضة بالحياة وجمال البحر الأبيض المتوسط من أبرز ما يميز برشلونة هو قربها من البحر، فالشاطئ ليس بعيدًا عن مركز المدينة كما هو الحال في كثير من المدن الأوروبية. يمتد ساحلها الذهبي بطول نحو 4 كيلومترات، حيث تتوزع الشواطئ العامة والخاصة التي تقدم تجربة مريحة للزوار، مثل شاطئ “بارسيلونيتا” الأشهر بين السكان والسياح على حد سواء. هنا يمكن للزائر أن يستمتع بالسباحة، أو ممارسة الرياضات البحرية، أو تناول المأكولات البحرية الطازجة في أحد المطاعم المطلة على الميناء. ولا يقتصر الأمر على البحر فحسب، فالأجواء المحيطة تمزج بين الحيوية والهدوء، إذ تتناثر المقاهي والمحال الصغيرة التي تقدم العصائر الطبيعية والمثلجات الإسبانية الشهيرة، مما يجعل من الزيارة تجربة صيفية متكاملة لا تُنسى. أجواء المدينة وثقافتها النابضة بالحياة الحياة في برشلونة لا تهدأ أبدًا، فهي مدينة تنبض بالموسيقى والطاقة. في النهار، تزدحم الشوارع الرئيسية مثل “لا رامبلا” بالزوار والفنانين المتجولين والأسواق المحلية المليئة بالزهور والفواكه الطازجة. وفي الليل، تتحول المدينة إلى مسرح كبير للحفلات والعروض الفنية، حيث تنتشر الموسيقى الإسبانية التقليدية والرقص الفلامنكو في المقاهي والساحات. أما الطعام فيحتل مكانة خاصة في ثقافة برشلونة، حيث يمكن للزائر أن يتذوق أطباق “التاباس” المتنوعة أو طبق “الباييّا” الشهير الذي يجمع الأرز بالمأكولات البحرية بنكهات متوسطية فريدة. زيارة برشلونة أشبه برحلة في لوحة فنية تنبض بالألوان والحياة. فهي مدينة لا تشبه غيرها، تجمع بين الفن والجمال والطبيعة في تناغم يصعب مقاومته. من نزهة على شواطئها الذهبية إلى جولة بين معالمها التاريخية وحدائقها الخضراء، تبقى برشلونة وجهة الأحلام التي تترك في كل من يزورها ذكرى لا تمحى، ورغبة في العودة مرة أخرى إلى سحرها الأبدي. تم نشر هذا المقال على موقع سائح